كاتب الموضوع | رسالة |
---|
صالح المحلاوى
عدد المساهمات : 18119 تاريخ التسجيل : 15/11/2011
| موضوع: رد: الدولة السعودية الثالثة الثلاثاء 21 أبريل 2015 - 16:26 | |
| تثبيت أركان الدولةنكث الأمير سلطان بن حمود آل رشيد بشروط الصلح التي وقع عليها متعب آل رشيد في أعقاب وقعة روضة مهنا. وكان سلطان بن حمود قد تولى إمارة آل رشيد في جبل شمر بعد مقتل الأمير متعب بن عبدالعزيز آل رشيد الذي قتله بعض أبناء عمومته، ولم يتقيد هذا بصلح متعب، وأبلغ أمير القصيم التابع لعبدالعزيز آل سعود بأن الصلح الذي وقعه الأمير متعب مع عبدالعزيز آل سعود أصبح لاغياً ومنقوضاً، ممًا أوجد فرصة كبيرة لعبدالعزيز آل سعود للانقضاض على ماتبقى من بلاد مازالت تابعة للإمارة الرشيدية. وساعدت الظروف العامة والخاصة عبدالعزيز آل سعود في تحقيق مشروعه الرامي إلى ضم كل البلاد النجدية إلى دولته. فدبت خلافات بين أسرة آل رشيد، وقامت حركة من حركات التمرد والاضطراب والقتل والاغتيالات بين زعماء هذه الأسرة. وعلى الرغم من أن عبدالعزيز آل سعود قد تعرض لعدد من المشكلات الداخلية التي ظهرت نتيجة لمشروعات التوحيد هذه في الفترة بين عامي 1325 و 1331هـ، 1907 و 1912م، وبالإضافة إلى هذه المشكلات كانت هناك الظروف الاقتصادية والجوع الذي عم بلاد نجد عام 1327هـ، الموافق 1908م ـ فإن كل هذه الحوادث لم تمنع عبدالعزيز آل سعود من اتخاذ التدابير اللازمة لايقاف نشاط آل رشيد وتحرشاتهم بالقصيم مستغلين الظروف الداخلية فيه. |
|
| |
صالح المحلاوى
عدد المساهمات : 18119 تاريخ التسجيل : 15/11/2011
| موضوع: رد: الدولة السعودية الثالثة الثلاثاء 21 أبريل 2015 - 16:30 | |
| معالجة المشاكل الداخلية فيصل الدويش تخلص الأمير عبدالعزيز بن سعود من خصمه اللدود، عبدالعزيز بن متعب بن رشيد، كما استطاع أن يخرج الترك من القصيم، فتفرغ لمعالجة بعض القضايا والمشاكل الداخلية. وكان أهمها:
- تمرد فيصل الدويش، زعيم مطير، ومحالفته ابن رشيد:
تمرد بعض رجالات قبيلة مطير على ابن سعود، وتحالفوا على كلٌّ من فيصل الدويش، ونايف بن هذال، من رؤساء عشائر مطير، أمير بريدة، محمد بن عبدالله أبا الخيل، على أن يكونوا من أنصار ابن رشيد، ضد ابن سعود. وراح الأمير عبدالعزيز بن سعود يستنجد برئيس قبيلة عتيبة، محمد بن هندي بن حميد، عدو شمر ومطير وابن رشيد معاً. وتحقق من خيانة أمير بريدة، من رسالة، وجدت مع رجل قتله رجاله، بعد أن ارتابوا في أمره، كتبها محمد أبا الخيل إلى سلطان الحمود بن رشيد، يعاهده على الوقوف ضد ابن سعود. وآثر الأمير عبدالعزيز، أن يبدأ بتأديب فيصل الدويش. فخرج من بريدة، واجتمع إلى عربان عتيبة، عند الجعلة. وهجموا، بغتة، على الدويش، في جهة سدير، فلاذ بالمجمعة، التي كان أهلها تابعين لابن رشيد، فدهمهم ابن سعود بقواته، في داخل البلدة وخارجها، وكان ذلك في 23 ربيع الأول عام 1325هـ - 7 مايو 1907م. وقُتل عدد كبير من مطير ومن أهل المجمعة. واستولى ابن سعود على إبلهم. فطلب فيصل الدويش، ومن معه من مطير، الأمان، فأمّنهم ابن سعود، ودخلوا في طاعته [11].
- خروج أمير بريدة على الأمير عبدالعزيز، ومحالفته مع ابن رشيد والدويش:
نكث أمير بريدة، محمد بن عبدالله أبا الخيل، عهده مع الأمير عبدالعزيز. واتفق مع أمير حائل، سلطان الحمود بن رشيد، على أن يكونا يداً واحدة عليه. ودعا سلطان الحمود للقدوم إليه في بريدة، وأوهموه أن عنيزة ستنضم إليه، كذلك. وازداد قوة بقدوم فيصل الدويش، زعيم قبيلة مطير إليه، الذي عاهده على الوقوف معه. وسارع الأمير عبدالعزيز بن سعود في التحرك إلى القصيم. ووصل عنيزة، التي هب أهلها إليه، في منتصف شعبان 1325هـ - 24 سبتمبر 1907م. وخرج بجموعه لمهاجمة سلطان بن رشيد، في بريدة. وحصلت مناوشات، لم تسفر عن دخول ابن سعود البلدة. وأقبل فيصل الدويش، يناصر ابن رشيد وأبا الخيل. فتصدى له ابن سعود، وهزمه، وطارد فلوله حتى بلدة الطرفية، التي كان يخيم بها، واستولى على معسكره. وسار ابن رشيد وأبا الخيل، مع فلول فيصل الدويش، إلى مهاجمة الأمير عبدالعزيز، في الطرفية، فهزمهم، وعادوا مخذولين إلى بريدة، وتشتت شملهم. وبعد ذلك، عاد سلطان الحمود بن رشيد إلى حائل. ورجع الأمير ابن سعود إلى الرياض. وحانت الفرصة للأمير عبدالعزيز ابن سعود، حينما طلب أهل بريدة منه التوجه إليهم، بسبب استيائهم من أميرهم، أبا الخيل. ولما وصل الأمير عبدالعزيز إلى القصيم، أرسل أهل بريدة مندوباً عنهم يخبره أن الجو مهيأ لدخوله البلدة، وأنهم في انتظاره، مع أذان صلاة العشاء، ليلة 20 ربيع الثاني 1326هـ - 23 مايو 1908م، عند البوابة الشمالية. ولما وصل إلى هناك، فتحوا البوابة، ودخل أتباعه بريدة، وحاصروا أميرها، محمد بن عبدالله أبا الخيل. واستسلم للأمير عبدالعزيز، بعد أن أعطاه الأمان، وتركه يذهب حيث يشاء، فرحل إلى العراق. وعين مكانه أحمد السديري. وبعد عام، عين عليها عبدالله بن جلوي. وبذلك، زالت إمارة آل مهنا على بريدة.
- خروج أحفاد سعود بن فيصل على الأمير عبدالعزيز بن سعود:
في عام 1328هـ - 1910م، خرج، من الرياض، أحفاد الإمام سعود بن فيصل بن تركي، وهم أبناء عم الأمير عبدالعزيز بن سعود، مغاضبينه، واستولوا على بلدة الخرج، ولم يتمكنوا من الاستيلاء على قصرها. فجمع الأمير عبدالعزيز قواته وسار إليهم. فغادروا الإقليم إلى بلدة الحريق، حيث استولوا عليها، بمعونة زعيمها الهزاني. وبينما هو يعالج هذه الفتنة، بلغه أن شريف مكة، الحسين بن علي، تقدم بقواته، وبجموع من قبيلة عتيبة، غازياً نجداً، ووصل إلى القويعية. فأجّل ابن سعود حسم فتنة أبناء عمه، ريثما يفرغ من التعامل مع الشريف. وترك في الخرج بعضاً من مقاتليه، بقيادة فهد بن معمر، للدفاع عنها، وغادرها لمواجهة الشريف.
- حملة الشريف حسين بن علي، على نجد:
الشريف حسين بن علي الهاشمي تقدم الشريف حسين بن علي، أمير مكة، نحو منطقة نجد، بأمر من الدولة العثمانية، وقيل بمبادرة منه، ليخلص نجداً من حكم ابن سعود. وقيل، أيضاً، أنه جاء بناء على طلب من بعض أهلها. وأرسل الأمير عبدالعزيز أخاه، سعد بن عبدالرحمن، إلى قبيلة عتيبة، في جهة القويعية، يستحثها على الانضمام إليه. فأسره أعوان شريف مكة، قرب بلدة الشعراء. وتحرك الشريف بقواته إلى عالية نجد. وعسكر في بلدة نِفِي. وأخذ يراسل أهالي عنيزة، يذكرهم بصِلاتهم بأسلافه، ويحثهم على الانضمام إليه. فردوا عليه أن للأمير عبدالعزيز بن سعود بيعة في أعناقهم. ووصل الأمير عبدالعزيز بن سعود إلى السر، ومنها انطلق إلى نِفِي. وبعث برسالة إلى الشريف حسين، يدعوه إلى العودة من حيث أتى، وإلا فإنه سيهاجمه. كما كتب إلى محمد بن هندي، زعيم برقا عتيبة، يحمله تبعة مجيء الشريف إلى نجد، ومسؤولية أسر أخيه، سعد بن عبدالرحمن، ويحذره من وخامة عدم إطلاقه. واتضح للشريف حسين، أن الموقف ليس في مصلحته. فأرسل الشريف خالد بن منصور بن لؤي مندوباً عنه إلى الأمير عبدالعزيز آل سعود (2)، يعرض عليه شروطه، ومنها أن يعترف الأمير عبدالعزيز بسيادة الدولة العثمانية، وأن يدفع مبلغ ستة آلاف ريال مجيدي، سنوياً، عن إقليم القصيم. وتمكن الشريف خالد بن لؤي من إقناع الأمير عبدالعزيز، بأن نيات الشريف حسنة، وأنه لا يريد أكثر من اعتراف اسمي بتبعيته للدولة العثمانية؛ وتعهده بدفع مبلغ من المال، سنوياً، وأن هذا التعهد يحسن صورة الشريف أمام الدولة العثمانية، ويثبت لها أنه قام بعمل ما في مصلحتها. ويلاحظ أن هذه الشروط، هي نفسها التي عرضها متصرف الأحساء العثماني، على الإمام عبدالرحمن الفيصل، عام 1308هـ - 1890م. واتفق الطرفان على تلك الشروط، وأطلق سعد بن عبدالرحمن. وغادر الشريف إلى الحجاز. ورجع ابن سعود إلى عنيزة، في رمضان 1328هـ - سبتمبر 1910م [12]. وباشر، بعد ذلك، استكمال معالجة مشكلة أحفاد الإمام سعود بن فيصل، في بلدة الحريق، ومعهم الهزازنة. فهجم أتباعه عليهم، واحتلوا بلدة الحريق، وهرب منها الهزازنة، نحو الأفلاج، حيث قضي عليهم، عام 1329هـ - 1911م. وأما أحفاد سعود بن فيصل، فتفرقوا، وذهب قسم منهم إلى البحرين، وبعضهم توجه إلى الحجاز، واتخذوا منها منطلقاً لتحركاتهم ضد الأميرعبدالعزيز، مما أدى إلى توتر العلاقة بينه وبين الشريف. |
|
| |
صالح المحلاوى
عدد المساهمات : 18119 تاريخ التسجيل : 15/11/2011
| موضوع: رد: الدولة السعودية الثالثة الثلاثاء 21 أبريل 2015 - 16:33 | |
| توتر العلاقات بين نجد والحجازفي الوقت الذي استلم فيه الشريف الحسين بن علي، منصب الشرافة في مكة، كان الأمير عبدالعزيز في القصيم، منشغلاً بترتيب أوضاعها، ولم يهتم بأمر الشرافة في الحجاز. لكن الشريف حسيناً، كان يهمه أن يتقدم على منافسيه في الحكم في مكة، من ولاة الدولة العثمانية وقواتها. فجهد في خدمة الدولة العثمانية، محاولاً تأديب من خرج عن طاعتها، من القبائل والأفراد. كما شعر بالانزعاج للأخبار، التي تأتيه عن انتصارات ابن سعود، في نجد والأحساء. فكتب إلى الدولة العثمانية تقريراً، في شأن الحالة على الحدود الشرقية للحجاز، وطلب اتخاذ تدابير عاجلة لوقف نشاط ابن سعود. فجاءته الموافقة. وأطلقت يده في اتخاذ ما يراه من تدابير. وبعد تعيينه بعامين، أي سنة 1328هـ - 1910م، قاد بنفسه حملة، لتأديب قبيلة عتيبة. وتقدم الشريف نحو نجد، حتى نزل في بلدة القويعية، حيث نفوذ ابن سعود، مستغلاً، وقتها، انشغال الأمير عبدالعزيز بترتيب أمور القصيم، وإخماد عصيان أحفاد عمه سعود بن فيصل، في نجد. وقد استطاع الشريف حسين، بمعونة بعض قبيلة عتيبة، أن يأسر سعد بن عبدالرحمن، شقيق الأمير عبدالعزيز بن سعود. وسعى الشريف خالد بن منصور بن لؤي، أمير الخرمة، في الصلح. وفهم منه الأمير عبدالعزيز، أن الشريف حسين، لا مطالب له سوى إظهار سطوته أمام الدولة العثمانية. وطلب منه أن يعترف، ولو اسمياً، بسلطة الدولة العثمانية. ولما تحقق ذلك، انتهى الأمر بإطلاق سعد بن عبدالرحمن، ومن معه، هدية من الشريف حسين للأمير عبدالعزيز. وتحسنت العلاقات بين الشريف حسين والأمير عبدالعزيز بن سعود، لفترة وجيزة، برزت في تبادل الرسائل الودية بينهما أعلن الشريف حسين، خلال الحرب العالمية الأولى، في 9 شعبان 1334هـ - 12 يونيو 1916م، الثورة على الدولة العثمانية، حليفاً لبريطانيا. وأصبحت العلاقة بين الشريف حسين والسلطان عبدالعزيز، يشوبها التوتر، بعد إعلان الشريف نفسه ملكاً على كل العرب، وعد أرض نجد ومن يحكمها، خاضعين لسلطته، وجزءاً من مملكته. كما زاد من حدة التوتر في العلاقات النجدية ـ الحجازية، الخلاف بين الملك حسين والأمير عبدالعزيز، في الحدود بين نجد والحجاز، خاصة خلافهما في واحتَي تُربة، والخرمة. وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، سنة 1337هـ - 1918م، بهزيمة الدولة العثمانية، وازدياد نفوذ الشريف حسين في الحجاز، وشعوره بنشوة الانتصار والقوة، بعد استيلائه على بقايا الجيش العثماني وذخائره في الحجاز ـ بدأ بالاستعداد لاحتلال واحتَي تربة والخرمة (1)، اللتَين كان معظم سكانهما من المتحمسين لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب؛ وهي الأساس الذي قام عليه حكم آل سعود. وكان في طليعة هؤلاء المتحمسين للدعوة، أمير الخرمة، الشريف خالد بن منصور بن لؤي، الذي حدث خلاف بينه وبين الأمير عبدالله بن الحسين، أدى إلى خروجه عن طاعة ملك الحجاز. وقد أرسل الملك حسين عدة سرايا، لإخضاعه. ولكن أتباعه، ومن انضم إليهم، من الإخوان، التابعين للسلطان عبدالعزيز، رسمياً، تمكنوا من صد تلك السرايا. |
|
| |
صالح المحلاوى
عدد المساهمات : 18119 تاريخ التسجيل : 15/11/2011
| موضوع: رد: الدولة السعودية الثالثة الثلاثاء 21 أبريل 2015 - 16:37 | |
| معركة تربة معركة تربة 15 مايو 1919م, حدثت في تربة البقوم، على وادي تربة أدى النزاع على الحدووالخرمة إلى وقوع الحرب بين الطرفين في وقعة تربة 1337هـ، أوائل عام 1919م [13]، وعلى الرغم من ذلك، فقد عامل أهلها بقسوة وأباحها جنوده.، أثناء فترة انعقاد مؤتمر السلام في باريس في أعقاب الحرب العالمية الأولى. وقد انتصر فيها الجيش السعودي، على جيش الشريف حسين الذي كان يقوده الأمير عبدالله. وكان الانتصار كبيراً، حيث إن الجيش الهاشميّ المنظم قد شتت شمله. لذا تعد وقعة تربة بداية المشوار في ضعف الهاشميين في الحجاز، ثم سقوط دولتهم فيه. وتعد وقعة تربة أيضًا فاتحة ضم مناطق الحجاز وتوحيدها ضمن بلاد الدولة السعودية الحديثة؛ لأن تربة هي بوابة بلدان الحجاز من الداخل. اعتقد الملك حسين، أنه بما لديه من قوات وذخائر، يمكن أن يستولي على واحتَيْ تربة والخرمة. وكانت الحكومة البريطانية، قد شجعته على ذلك، وأرادت أن تشغله عن الوضع في بلاد الشام وفلسطين. فقرر مسؤولوها عن شبه جزيرة العرب، تشجيع الملك حسيناً على الاستيلاء على الواحتين، على الرغم من تحذير موظفهم، جون فيلبي، الذي كان يرى عدم قدرة الملك حسين على مقاومة أتباع السلطان عبدالعزيز آل سعود [14]. وبعد أن نال الملك حسين تأييد بريطانيا المعنوي، وكل إلى ابنه، الشريف عبدالله بن الحسين، قيادة جيش نظامي، قوامه ألفا رجل، إضافة إلى خمسة آلاف من رجال القبائل المختلفة، مزوداً بمدافع وأسلحة حديثة. وتقدم هذا بجيشه، وتمركز في عُشيرة، على مقربة من تربة، بانتظار أوامر والده بالهجوم. حذر السلطان عبدالعزيز آل سعود بريطانيا من خطر الموقف. فطلبت، بدورها، من الملك حسين، أن يتريث، ويبحث الموقف مع ابن سعود. ولكن الملك حسيناً، لم يصغ إليها. وأصر على احتلال الواحتين المذكورتين. فتقدم الجيش الهاشمي، بقيادة عبدالله بن الحسين، إلى تُربة، ودخلها، من دون مقاومة تذكر، في 24 شعبان 1337هـ - 24 مايو 1919م [13]، وعلى الرغم من ذلك، فقد عامل أهلها بقسوة وأباحها جنوده. ومع بزوغ فجر 25 شعبان سنة 1337هـ - 25 مايو 1919م [15]، هجم جيش الإخوان على جيش الأمير عبدالله بن الحسين، من مختلف الجهات، الأمر الذي أصابه بالارتباك. فلم يستطع أن يفعل شيئاً، على كثرة عدده وعتاده. ومزق الإخوان جيش عبدالله، وبلغ عدد قتلاه خمسة آلاف وخمسة وستون رجل. ولم ينج منه إلا عدد قليل. فاستولى الإخوان على أسلحة ومؤن وأموال وعتاد كثير. وتمكن الأمير عبدالله بن الحسين من النجاة بنفسه، والوصول إلى الطائف. وبعد خمسة أيام من وقوع المعركة، وصل السلطان عبدالعزيز، بجيشه الذي انطلق به من الرياض، إلى تربة، فأقام بها خمسة عشر يوماً، يدير شؤونها. أما الملك حسين بن علي، فقد أفزعه ما حل بجيشه، في تُربة. وخاف من مواصلة الإخوان تقدمهم نحو الطائف. فاتصل بالحكومة البريطانية، يطلب مساعدتها، وذلك من طريق المعتمد البريطاني في جدة. وقد استجابت طلبه، وحذرت السلطان عبدالعزيز من التوغل في الحجاز، واعتبرته محارباً لها إن فعل. د بين نجد والحجاز، خاصة حول واحتي تربة |
|
| |
صالح المحلاوى
عدد المساهمات : 18119 تاريخ التسجيل : 15/11/2011
| موضوع: رد: الدولة السعودية الثالثة الثلاثاء 21 أبريل 2015 - 16:49 | |
| اتصالات سرية منطقة الأحساء حاول عبدالعزيز آل سعود إجراء اتصالات سرية مع بريطانيا عن طريق ممثليها في كل من الكويت والبحرين، لضمان تأييدها لمشروعه الرامي إلى استرجاع الأحساء من العثمانيين، ومع أن بريطانيا لم توافق عبدالعزيز آل سعود على التدخل في شؤون الأحساء قبيل نشوب الحرب العالمية الأولى،ولم تقدم له أي دعم ضد العثمانيين الأتراك في الأحساء، إلا أنه أخذ على عاتقه مغامرة استرداد الأحساء من العثمانيين معتمداً على قوته الذاتية، وقواته النجدية وإمكاناته المحدودة [19 إسترداد الأحساءزحف عبدالعزيز آل سعود بقواته صوب الأحساء، وأحاط تحركاته العسكرية بالسرية التامة، ولما وصل إلى بعد كيلومترين من السور الغربي لمدينة الهفوف، وضع خطة حربية شاملة لدخول المدينة وإجلاء الحامية العثمانية التركية منها. فقسم قواته إلى ثلاثة أقسام، وعمل السلالم من جذوع النخيل والحبال ليتسلق الجند السعودي بها الأسوار ليلاً. وهنا نلحظ الطرق الحربية البدائية التي كانت تسلكها القوات السعودية في حروبها وقتذاك، فالسلاح تقليدي، وأسلوب القتال تقليدي بسيط يعتمد في المقام الأول على عامل المفاجأة أكثر من اعتماده على نوع السلاح والخطط العسكرية. وبالمقابل فإن الحامية العثمانية التركية في الأحساء كانت أيضا قليلة العدد، وأسلحتها محدودة، ولم تكن في وفاق مع أهالي المنطقة، وكان يعتريها الملل، وهي في حالة نفسية سيئة ومتدهورة، على الرغم من أن الجند العثماني كان يخضع لنظام الخدمة المحدودة في المنطقة، إذ كان الجند العثماني يبدل كل سنتين [20]. نجح الجند السعودي في تسلق الأسوار، ودخلوا مدينة الهفوف، وتدفقوا صوب الحصون والقلاع التي يقيم فيها الجند العثماني، ونادى المنادي: “الملك للّه ثم لابن سعود، من أراد السلامة فليلزم مكانه”. وقد قاوم الجند العثماني مقاومة محدودة لكنهم شعروا بعدم جدواها، فاستسلموا ورحلهم عبدالعزيز آل سعود بعد أن أمنهم على أرواحهم وأسلحتهم، وقدم لهم الركائب، وساعدهم على الجلاء مع عائلاتهم وأمتعتهم إلى ميناء العقير ومنه إلى البحرين ثم إلى البصرة في العراق، وتم ذلك في 5 جمادى الأولى 1331هـ، 13 أبريل 1913م. بعد ان استعاد عبد العزيز آل سعود وأكمل سيطرنخ على منطقة الأحساء بكاملها، ورحّل الحاميات العثمانية التي كانت موجودة فيها إلى البصرة أرسل سرية إلى القطيف فبادر أهلها إلى التسليم، وأقرّ العثمانيون بالأمر الواقع، وفاوضوا عبد العزيز آل سعود واعترفوا به رسمياً واليّا على نجد، ومتصرفاً على الأحساء وأهدوه النيشان العثماني الأول، ورتبه الوزارة في أواخر عام 1332هـ، أوائل 1914م. ولقبوه بصاحب الدولة. [7] تحت السيادة العثمانية. وعين عبدالله بن جلوي أميراً على منطقة الأحساء. وأستفاد عبد العزيز آل سعود كثيراً من عودة منطقة الأحساء إلى دولته، لأنه قد وسّع بذلك حدود دولته لتشمل جزءاً مهماً من شبه الجزيرة العربية يطل على ساحل الخليج العربي، وله أهميته السياسية والاقتصادية والتجارية، وأصبح للدولة منفذ بحري أخرجها من عزلتها وانغلاقها داخل الأراضي النجدية [7]. وبضم هذه المنطقة الإستراتيجية، ذات السواحل الطويلة، أمّن لدولته منافذ بحرية، بعد أن كانت دولة داخلية. تمثل منطقة الأحساء، الغنية بمواردها، الزراعية والحيوانية، وموانئها التجارية، أهمية كبيرة لمناطق نجد الداخلية. ويبدو ذلك واضحاً من خلال دراسة تاريخ الدولتَين السعوديتَين، الأولى والثانية، اللتَين كانت الأحساء جزءاً منهما. وترابط فيها حاميات عثمانية، منذ عام 1288هـ - 1871م. |
|
| |
صالح المحلاوى
عدد المساهمات : 18119 تاريخ التسجيل : 15/11/2011
| موضوع: رد: الدولة السعودية الثالثة الثلاثاء 21 أبريل 2015 - 17:01 | |
| أسترداد المنطقة الشرقية فتوحات الدولة السعودية الثالثة حتى عام 1916 كان كان العثمانيون قد استردوا حكم الأحساء، وهي المنطقة التي تعرف اليوم بالمنطقة الشرقية، في عهد ولاية مدحت باشا على العراق عام 1288هـ، 1871م [16] على أثر الفتنة التي نشبت في البيت السعودي بين عبدالله بن فيصل وأخيه سعود بن فيصل في عهد الدولة السعودية الثانية. فبعد سيطرة الأمير عبدالعزيز بن سعود على القصيم، وتثبيت حكمه في نجد، تحول اهتمامه إلى منطقة الأحساء، منتهزاً فرصة انشغال الدولة العثمانية بحرب البلقان، وضعفها بعد هزيمتها أمام إيطاليا، في طرابلس الغرب. وفي تلك الفترة، عجز المتصرف العثماني في الأحساء، عن حفظ الأمن للحاضرة، في تلك المنطقة الحيوية، وأصبحت عُرضةً لهجمات البادية. فكتب أهل الحل والعقد في منطقة الأحساء إلى الأمير عبدالعزيز بن سعود، ليخلصهم من تلك الفوضى. وهنا، بدأ اتصالاته مع مؤيديه، في الأحساء والقطيف، ممهداً لما سيقوم به من عمل عسكري ضد العثمانيين، في هاتَين المنطقتين. وبعد أن قام بكل الإجراءات الاحتياطية، زحف بجيشه إلى الأحساء، من الرياض. ورتب أمره مع قبيلة العجمان، لتغزو معه، ولا تنقلب عليه. وقصد بلدة الهفوف، في جمادى الأولى سنة 1331هـ - أبريل 1913م [17]، وهيأ له أنصاره، في داخل البلدة، الوسائل التي تسهل دخوله إليها. وقسم الأميرعبدالعزيز جيشه إلى قسمَين. قسم أبقاه خارج بلدة الأحساء، بقيادة عبدالله بن جلوي بن تركي، وقوامه أربعمائة رجل، ليحموا ظهور الداخلين إليها من أي هجوم، تشنه القبائل عليهم. وقسم، بقيادته، يدخل البلدة، ويستولي عليها. ثم وُضعت سلالم بجانب السور، فصعد عليها بعض جنده، وأدلوا الحبال، فتسوره الآخرون، وانتشروا، بسرعة، داخل البلدة، واستولوا على كل المراكز العسكرية فيها، وفُتحت فتحة في سور البلدة، فدخل منها عبد العزيز آل سعود مع باقي رجاله، ممن كانوا خارج البلدة. وتحصنت الحامية التركية، ومعها المتصرف العثماني، بقصر إبراهيم. وأقبل الناس على عبدالعزيز، مرحبين، وبايعوه. واستسلمت الحامية التركية، والمتصرف، وأمنهم على أرواحهم، وخرجوا من القصر، في 28 جمادى الأولى عام 1331هـ - 6 مايو 1913م، وقام الأمير عبدالعزيز بترحيلهم إلى العُقير، ومنها إلى البحرين. التخطيطاهتم عبدالعزيز آل سعود بأمر المنطقة الشرقية، وأخذ يخطط لاسترجاعها من يد العثمانيين الأتراك، فكانت المنطقة تابعة للدولتين السعوديتين: الأولى والثانية ولآل سعود جذور تاريخية فيها، وها هو عبدالعزيز آل سعود يحاول أن يفك الحصار الشرقي عن دولته عن طريق إخراج العثمانيين الأتراك، حتى يكون لدولته منفذ بحري يسهم في إنعاش اقتصاد البلاد، وبوابة تطل منها الدولة السعودية الثالثة، ويجعل إتصالها بالكويت ومشيخات الخليج أقوى وأكثر سهولة، ويتيح لها أن تقوم بدور أساسي في منطقة الساحل الخليجي، وتصبح مجاورة للنفوذ البريطاني صاحب الثقل السياسي والعسكري في منطقة الخليج، كما تستطيع الدولة السعودية الثالثة من هذا المركز القضاء على حركات التمرد وقطع الطريق التي تعيث فسادًا في الأجزاء الشرقية من الجزيرة العربية. وخلال الفترة التي سبقت قيام الحرب العالمية الأولى كانت الأحوال العامة في الأحساء تخدم أهداف عبدالعزيز آل سعود وموقفه، و أهم العوامل التي هيأت الجو ليقوم عبدالعزيز بمغامرته في استعادة الأحساء هي[18]: [list defaultattr=] [*]أن الاستراتيجية التي اتبعتها الدولة العثمانية في منطقة الأحساء، تفضيل المنافع الشخصية على المنافع العامة مما جعل أسلوب الحكم العثماني يتسم بالظلم والاستبداد، ويعتمد في بقائه على القوة العسكرية. [*]أن بريطانيا كانت تعمل على إضعاف العثمانيين خاصة أن الدولة العثمانية بدأت تميل في علاقاتها إلى دول الوسط لاسيما ألمانيا، وهو أمر يقلق بريطانيا، لأنه يخل بمبدأ المحافظة على التوازن الدولي. [*]انشغال الدولة العثمانية بإخماد الثورات والتمرد اللذين اجتاحا بعض مناطق الدولة وخاصة انشغالها بحرب البلقان. [/list] اتصالات سرية منطقة الأحساء حاول عبدالعزيز آل سعود إجراء اتصالات سرية مع بريطانيا عن طريق ممثليها في كل من الكويت والبحرين، لضمان تأييدها لمشروعه الرامي إلى استرجاع الأحساء من العثمانيين، ومع أن بريطانيا لم توافق عبدالعزيز آل سعود على التدخل في شؤون الأحساء قبيل نشوب الحرب العالمية الأولى،ولم تقدم له أي دعم ضد العثمانيين الأتراك في الأحساء، إلا أنه أخذ على عاتقه مغامرة استرداد الأحساء من العثمانيين معتمداً على قوته الذاتية، وقواته النجدية وإمكاناته المحدودة |
|
| |
صالح المحلاوى
عدد المساهمات : 18119 تاريخ التسجيل : 15/11/2011
| موضوع: رد: الدولة السعودية الثالثة الثلاثاء 21 أبريل 2015 - 17:04 | |
| إسترداد الأحساء منطقة الأحساء زحف عبدالعزيز آل سعود بقواته صوب الأحساء، وأحاط تحركاته العسكرية بالسرية التامة، ولما وصل إلى بعد كيلومترين من السور الغربي لمدينة الهفوف، وضع خطة حربية شاملة لدخول المدينة وإجلاء الحامية العثمانية التركية منها. فقسم قواته إلى ثلاثة أقسام، وعمل السلالم من جذوع النخيل والحبال ليتسلق الجند السعودي بها الأسوار ليلاً. وهنا نلحظ الطرق الحربية البدائية التي كانت تسلكها القوات السعودية في حروبها وقتذاك، فالسلاح تقليدي، وأسلوب القتال تقليدي بسيط يعتمد في المقام الأول على عامل المفاجأة أكثر من اعتماده على نوع السلاح والخطط العسكرية. وبالمقابل فإن الحامية العثمانية التركية في الأحساء كانت أيضا قليلة العدد، وأسلحتها محدودة، ولم تكن في وفاق مع أهالي المنطقة، وكان يعتريها الملل، وهي في حالة نفسية سيئة ومتدهورة، على الرغم من أن الجند العثماني كان يخضع لنظام الخدمة المحدودة في المنطقة، إذ كان الجند العثماني يبدل كل سنتين [20]. نجح الجند السعودي في تسلق الأسوار، ودخلوا مدينة الهفوف، وتدفقوا صوب الحصون والقلاع التي يقيم فيها الجند العثماني، ونادى المنادي: “الملك للّه ثم لابن سعود، من أراد السلامة فليلزم مكانه”. وقد قاوم الجند العثماني مقاومة محدودة لكنهم شعروا بعدم جدواها، فاستسلموا ورحلهم عبدالعزيز آل سعود بعد أن أمنهم على أرواحهم وأسلحتهم، وقدم لهم الركائب، وساعدهم على الجلاء مع عائلاتهم وأمتعتهم إلى ميناء العقير ومنه إلى البحرين ثم إلى البصرة في العراق، وتم ذلك في 5 جمادى الأولى 1331هـ، 13 أبريل 1913م. بعد ان استعاد عبد العزيز آل سعود وأكمل سيطرنخ على منطقة الأحساء بكاملها، ورحّل الحاميات العثمانية التي كانت موجودة فيها إلى البصرة أرسل سرية إلى القطيف فبادر أهلها إلى التسليم، وأقرّ العثمانيون بالأمر الواقع، وفاوضوا عبد العزيز آل سعود واعترفوا به رسمياً واليّا على نجد، ومتصرفاً على الأحساء وأهدوه النيشان العثماني الأول، ورتبه الوزارة في أواخر عام 1332هـ، أوائل 1914م. ولقبوه بصاحب الدولة. [7] تحت السيادة العثمانية. وعين عبدالله بن جلوي أميراً على منطقة الأحساء. وأستفاد عبد العزيز آل سعود كثيراً من عودة منطقة الأحساء إلى دولته، لأنه قد وسّع بذلك حدود دولته لتشمل جزءاً مهماً من شبه الجزيرة العربية يطل على ساحل الخليج العربي، وله أهميته السياسية والاقتصادية والتجارية، وأصبح للدولة منفذ بحري أخرجها من عزلتها وانغلاقها داخل الأراضي النجدية [7]. وبضم هذه المنطقة الإستراتيجية، ذات السواحل الطويلة، أمّن لدولته منافذ بحرية، بعد أن كانت دولة داخلية. تمثل منطقة الأحساء، الغنية بمواردها، الزراعية والحيوانية، وموانئها التجارية، أهمية كبيرة لمناطق نجد الداخلية. ويبدو ذلك واضحاً من خلال دراسة تاريخ الدولتَين السعوديتَين، الأولى والثانية، اللتَين كانت الأحساء جزءاً منهما. وترابط فيها حاميات عثمانية، منذ عام 1288هـ - 1871م. |
|
| |
صالح المحلاوى
عدد المساهمات : 18119 تاريخ التسجيل : 15/11/2011
| موضوع: رد: الدولة السعودية الثالثة الثلاثاء 21 أبريل 2015 - 17:08 | |
| موقعة جراب سعود العبدالعزيز المتعب الرشيد (أبن رشيد) ازداد اتصال آل رشيد بالعثمانيين الأتراك من أجل دعم موقفهم ضد عبدالعزيز آل سعود، وأخذ العثمانيون الأتراك يمدون سعود بن رشيد بالسلاح والذخيرة، وكانت الدولة العثمانية التركية تعمل جاهدة لضرب النفوذ السعودي عن طريق آل رشيد لعدائها الشديد عبر الحقب التاريخية لآل سعود، ومحاربة للدعوة السلفية. وكانت الحرب العالمية الأولى، قد اندلعت في في أوروبا في 28 يوليو 1914م. واحتل الإنجليز البصرة، وأخرجوا العثمانيين منها. وأرسلوا موفدهم، الضابط شكسبير وكان الوكيل البريطاني في الكويت، ومعه تفويضات من حكومته، للتباحث مع ابن سعود، الموجود، آنذاك، في القصيم. كما أرسل الأتراك إلى ابن سعود، في بريدة، وفداً، برئاسة الأديب المعروف، محمود شكري الألوسي، مزوداً بمبلغ عشرة آلاف ليرة عثمانية، في محاولة استقطاب ابن سعود في مصلحتهم. وردّ الأمير عبدالعزيز الوفد التركي رداً جميلاً. وخاطب شكري الألوسي بقوله: "إن الأمور على ماترى. فلا يمكنني مقاومة الإنجليز، وقد احتلوا البصرة". أمّا الموفد الإنجليزي، الضابط شكسبير، فبقى لدى ابن سعود [21]. وقرر آل رشيد خوض مجابهة جديدة مع عبدالعزيز آل سعود. وخرج سعود بن رشيد، يريد القضاء على ابن سعود، بعد ما جهز جيشاً، قوامه ألف وخمسمائة رجل، من الحضر، وألفان وستمائة، من بوادي شمر وثلاثمائة فارس. فاستعد الأمير عبدالعزيز للقائه بجيش، قوامه ألف وستمائة فارس مزود بمدفع واحد. خرج بهم من الرياض، وانضم إليه كثير من بوادي مطير والعجمان وسبيع والسهول، ولحقت به حاضرة القصيم. والتقى الطرفان في موضع يعرف بماء جراب شرقي بلدة الزلفي وشمالي الأرطاويّة، وهي أول هجرة منظمة أنشئت لتوطين البدو في نجد، وكان ذلك في 7 ربيع الأول عام 1333هـ، الموافق 24 يناير عام 1915م. واحتدم بينهما القتال. وكان للبدو في تلك الوقعة دور كبير في أحداثها ونهايتها. فانسحب العجمان وتركوا عبدالعزيز آل سعود، وفروا من الوقعة من أجل خذلانه والإمعان في انكساره. وهجم بدو شمر على خيام عبدالعزيز آل سعود وأمعنوا في نهبها. وهجم بدو مطير على خيام ابن رشيد ونهبوها أيضاً. وماكان على عبدالعزيز آل سعود وابن رشيد إلا أن يطاردا البدو ويمعنا قتلاً فيهم من أجل أن يستردا منهم مانهبوه من خيامهما، فاختل بذلك نظام الوقعة وانشغل الطرفان كل في أموره وترتيباته، وتفرقا دون أن يحرز أي منهما انتصاراً على الآخر، وفاز البدو بالغنائم والأسلاب من كلا الجانبين. وأغار فرسان شمر على ما بقي من معسكرات ابن سعود، وغنموا ما بها. ولحقت الهزيمة بجيش الأمير عبدالعزيز، بسبب خيانة العجمان، ولتفوق ابن رشيد، بالأسلحة الحديثة، التي زودته بها الدولة العثمانية. خسر الفريقان، في موقعة جراب، خسائر فادحة. ولم يحقق أي منهما الانتصار الحاسم. وقتل في هذه المعركة الضابط الإنجليزي شكسبير برصاصة قاتلة، أثر أصراره على مرافقة ابن سعود في تلك الحملة. وعاد ابن سعود إلى الرياض. |
|
| |
صالح المحلاوى
عدد المساهمات : 18119 تاريخ التسجيل : 15/11/2011
| موضوع: رد: الدولة السعودية الثالثة الثلاثاء 21 أبريل 2015 - 17:12 | |
| موقعة كنزان امتداد الدولة السعودية الثالثة -1910 بعد تنكر العجمان للأمير عبدالعزيز، في معركة جراب، وانقلابهم ضده ونهب معسكراته، أراد تأديبهم، ولكنه كان يعاني، في ذلك الوقت، آثار موقعة جراب والخسائر التي لحقت به، وقلة في السلاح والرواحل، ويخشى من ارتداد سعود بن رشيد إليه، وهو منشغل بأمر العجمان. ولكنه قرر الخروج إليهم، ليغزوهم في مواطنهم في الأحساء، في وقت اشتداد الحرارة، في شعبان 1333هـ - يونيو 1915م [22]. واتفق مع حاكم الكويت، مبارك الصباح، على أن يسانده ويمده بالسلاح والرجال، وألا يستقبل تلك القبيلة، إنْ لجأت إليه. وقصد الأمير عبدالعزيز الأحساء، ومعه جنود، لا يتجاوز عددهم ثلاثمائة رجل وجنّد من أهل الأحساء حوالي تسعمائة مقاتل. وكانوا يسيرون ليلاً، لتلافي الحرارة الشديدة. والتقى العجمان في موقع يقال له "كَنْزَان"، حيث بدت لهم الأشجار، في وسط رمال النفود، في الليل، كأنها بيوت من الشعر. فشرع جنود ابن سعود، من أهل الأحساء، يطلقون النار من بنادقهم. ولكن العجمان خرجوا من بيوتهم وكمنوا وراء الأشجار. ولما تقدم المهاجمون، انقض العجمان عليهم من مكامنهم ومن خلفهم. واحتدم القتال، في الليل البهيم، ودارت الدائرة على ابن سعود وجنوده. وجرح الأمير عبدالعزيز. وقتل أخوه، سعد بن عبدالرحمن. وتقهقرت قواته، راجعة نحو الأحساء. وكان ذلك في 15 شعبان 1333هـ - 29 يونيو 1915م. تعقبت جموع العجمان قوات ابن سعود، وحاصرتهم في بلدة الهفوف. وشددوا عليهم الحصار أكثر من ستة أشهر. وكانت تصل العجمان إمدادات من ابن رشيد، وغيره من أمراء الخليج، ويرعون إبلهم وخيلهم في حرث أهل الأحساء، ويتغذون بثمار نخيلهم. ولما اشتد الحصار، كتب الأمير عبدالعزيز إلى والده، الإمام عبدالرحمن بن فيصل، لنجدته. فجهز له قوة كبيرة من أهل نجد، سار بها ابنه، محمد بن عبدالرحمن، استطاعت أن تخفف من وطأة الحصار على المحاصرين. ووصلت نجدات أخرى، من الكويت، بقيادة سالم بن مبارك الصباح، ومن منطقة القصيم. وخاضت القوات القادمة للنجدة، والقوات المحاصرة، قتالاً شديداً ضد العجمان. وجرت جولات بين الفريقَين، اضطر، بعدها، العجمان إلى الانسحاب من أطراف الأحساء، متجهين إلى الشمال. فاقتفى أثرهم الأمير عبدالعزيز بن سعود. ولم يتمكن من اللحاق بهم، لقلة الرواحل. وواصل العجمان فرارهم نحو الكويت، حيث آواهم الشيخ مبارك الصباح، على الرغم من العهد الذي بينه وبين ابن سعود. وخسر ابن سعود، في معركته مع العجمان، عدداً كبيراً من رجاله. وظل العجمان مصدر تهديد لابن سعود، حتى اضطرت بريطانيا إلى الضغط على حاكم الكويت، آنذاك، سالم بن مبارك بن صباح، ليتخلّى عن التعاون معهم، مما دفعهم إلى تغيير موقفهم، وتعهدوا بالانقياد للأمير عبدالعزيز آل سعود. |
|
| |
صالح المحلاوى
اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 18119 تاريخ التسجيل : 15/11/2011 الموقع : المحلة - مصر المحروسة العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى المزاج : متوفي //
| موضوع: رد: الدولة السعودية الثالثة الثلاثاء 21 أبريل 2015 - 17:15 | |
| قيام حركة الإخوان ضيدان بن حثلين في وسط الص أُسست الحركة في عام 1330هـ - 1912م [23]، أول هجرة لعرب مطير، الذين يقودهم فيصل بن سلطان الدّويش، في موقع يُسمى "الأرطاوية"، قرب الزلفي، وهي تُعد أكبر الهُجَر، وأهمها منزلة. ثم تبعت الأرطاوية هُجَر لعدة قبائل تؤسس كل سنة، فهجرة "الغطغط"، بالقرب من الرياض، لقبيلة عتيبة بزعامة سلطان بن بجاد بن حُميْد، وهُجَرة "دخنة" لقبيلة حرب، و"الصَّرَّار" لقبيلة العجمان بقيادة ضيدان بن حثلين شيخ العجمان وأحد قادة الإخوان. وازداد عدد الهُجَر حتى بلغ أكثر من سبعين هُجَرة، عُرف سُكّانها بالإخوان. وقد نال سبب التسمية اهتماماً كبيراً من المؤرخين والدارسين لحركة الإخوان، خَلُصَ أكثرهم إلى الدلالة الدينية المرتبطة بالمصطلح، في قوله تعالى: وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ لم يخلُ تأسيس الهُجَر من خلق بعض المشاكل للأمير عبدالعزيز. فهؤلاء البدو، الذين انسلخوا عن حياة البداوة، وباعوا جمالهم، وتحولوا إلى الإقامة في الهُجَر، لم يكن لهم من عمل يشغلهم أيام السّلم سوى الصلاة والذكر والعبادة. وكانوا يربطون رؤوسهم بالعِصَابة البيضاء التي تميزهم عن غيرهم من الناس، أي من غير الإخوان. ولكن عبدالعزيز آل سعود نجح في حلّ هذه المشكلة، حين استعان بالعلماء، الذين بحثوا في التاريخ، وأخبار السلف، فسلّحوا بها الدعاة (المطاوعة) المتوجهين إلى الهُجَر. فمضى المطاوعة هؤلاء يحاربون البطالة والكسل، ويعلِّمون "إخوان الهُجَر" أن الزراعة والتجارة والصناعة لا تنافي الدين، وأن المؤمن الغني القوي خير من المؤمن الفقير الضعيف. وقد أفلح الدّعاة والوُعّاظ في تحبيب العمل والكسب إلى الإخوان. فشرعوا يزرعون الأرض حول الهُجَر ويتاجرون. فنشأت بعض هذه القرى سريعاً وصارت تباري جاراتها القديمة في الزراعة والتجارة. "على أن الزراعة والتجارة لم تُضْعف في أبناء هذه الهُجَر، من الإخوان، روح القتال، بل علمتهم فوق شجاعتهم شجاعة جديدة لا تعرف الخوف، ولا تهاب الموت" [24]. سعى الأمير عبدالعزيز آل سعود إلى الاستفادة من قوة البادية، بالسيطرة عليها، وتهذيبها، وتوجيهها إلى الأعمال النافعة. وسعى، أيضاً، إلى هدف ديني سامٍ، هو رفع الوعي الديني لدى هذه الفئة، التي لا تتيح لها حياة البداوة فرصة للتفقه في أمور الدين. وقد بدأ يبعث الدعاة إلى القبائل، في مواطنها، ليحثوهم على هجر ما كانوا عليه، من أمور لا تتفق مع أحكام الدين. وشجعوهم على الاستيطان في أماكن قريبة من البلدان والقرى، يسهل الوصول إليها. وكانت أولى نتائج هذه الجهود، قدوم جماعة من قبيلة حرب، للاستقرار في بلدة حَرْمة، عام 1330هـ - 1912م [25]. ثم انتقلوا إلى الأرطاوية، وهو مورد ماء في نجد، وبنوا لهم مساكن، وأطلقوا على هذه المستوطنة اسم "هِجْرة"، إشارة إلى هجرهم نمط حياتهم الأول، والانتقال إلى نمط جديد، يعتمد على أسس دينية. وصارت هجرة " الأرطاوية"، فيما بعد، مركزاً لزعيم قبيلة مطير، فيصل الدويش. وتوالى تأسيس الهجر، في أرجاء نجد، في مناطق صالحة للزراعة، أقطعهم إياها الأمير عبدالعزيز. وكان من أعظمها هجرة "الغطغط"، التي كانت مقراً لزعيم قبيلة عتيبة، سلطان بن بجاد بن حميد. وأمد الأمير عبدالعزيز سكان الهجر بالمساعدات، لبناء المساجد والكتب الدينية، وإرسال الدعاة إليهم. وأطلقوا على أنفسهم اسم "الإخوان"، إشارة إلى ما صار يربط بين أفراد هذه المستوطنات، من روابط دينية، تغلبت على الروابط، القبلية والعصبية. وتشدد هؤلاء الإخوان في تعاملهم مع من ليس منهم، من أقربائهم أو من القبائل الأخرى. وانضم إليهم عدد كبير من الأتباع، عن اقتناع ديني، أو رهبة بطشهم، أو رغبة في المشاركة في الغنائم، التي تجمع بعد المعارك. ولقد أدى ظهور حركة الإخوان إلى فوائد للدولة السعودية، في بداية تأسيسها، منها [26]: [list defaultattr=] [*]القضاء، إلى حدّ ما، على العداء، الذي كان يثور بين القبائل، بين الفينة والأخرى. [*]التخفيف من حدّة الولاء القبلي لزعماء القبائل، لحساب القيادة الدينية، المتمثلة في الحكومة المركزية. [*]تكوين فرق عسكرية ضاربة، تدفعها الحماسة الدينية إلى الفتح والقتال، كانت عوناً للدولة على السيطرة على الحجاز، وغيرها من المناطق. [*]تسهيل مهمة الحكومة المركزية في الحفاظ على الأمن. [/list] وأخيراً نجح عبدالعزيز آل سعود في إعداد جيش قوي من المجاهدين، يُحركهم صدق العقيدة، ورياح الجنة، بعد أن كانت تحركهم الأطماع والرغبة في السّلب والنّهب. وقد وصفهم عبدالعزيز آل سعود في هذه المرحلة أصدق وصف حين قال: "القليل عندنا يقوم مقام الكثير عند غيرنا.. كنا نمشي ثلاثة أيام من دون طعام. يأخذ الواحد منا تمرة من حين إلى حين يرطب بها فمه ... نعم كانت الحاضرة أثبت قدماً وأشد بأساً من البادية. أمّا الآن، فالبادية المتحضرون أهل الهُجَر هم في القتال أثبت من الحاضرة، وأسبق إلى الاستشهاد"ورة |
|
| |
صالح المحلاوى
اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 18119 تاريخ التسجيل : 15/11/2011 الموقع : المحلة - مصر المحروسة العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى المزاج : متوفي //
| موضوع: رد: الدولة السعودية الثالثة الثلاثاء 21 أبريل 2015 - 17:19 | |
| معاهدة دارين أوالقطيفعبد العزيز بن عبد الرحمن مع بيرسي كوكس عام 1916 بعد عام واحد من عقد م بعد نشوب الحرب العالمية الأولى 1914، كانت الدولة العثمانية، تسعى لاستقطاب الأمير عبدالعزيز إلى جانبها، كما مر بنا. فقد أرسلت الدولة العثمانية وفداً، قدم من البصرة، برئاسة طالب النقيب. كما قدم عليه وفد آخر، من بغداد، برئاسة محمود شكري الألوسي، الذي يحب أهل نجد. ولكن كلاً من الوفدَين، لم يحقق ما أرادته الدولة، ووجدت وثائق عثمانية تدل على رغبة العثمانيين الاعتراف بالأمير عبد العزيز بن سعود والياً على نجد ومنحه رتبة الباشوية. في الوقت نفسه، أسرع الإنجليز إلى الاتصال بالأمير عبدالعزيز بن سعود، يطلبون مساعدته ودعمه لهم، ضد الأتراك. وقدم عليه الضابط الإنجليزي، شكسبير، الوكيل السياسي البريطاني في الكويت، ليبلغه استعداد بريطانيا للاعتراف به، حاكماً مستقلاً على نجد والأحساء، وعقد معاهدة معه، وحمايته من أي عدوان، يأتي من طريق البحر. كل هذا، نظير تعاونه معها على طرد الأتراك من البصرة. ولقد بقى شكسبير ممثلاً لبريطانيا في الرياض، وسار إلى جانب الأمير عبدالعزيز آل سعود، في موقعة جراب، وقتل فيها. وبدأت المباحثات لعقد معاهدة بين ابن سعود وبريطانيا، في أبريل 1915م [28]، بين الأمير عبدالعزيز والسير برسي كوكس، المقيم البريطاني في الخليج، المفوض صلاحيات واسعة من حكومته. واستعرضا مقترحات أعدها الطرفان لمشروع المعاهدة. وبعد جولات من المفاوضات، توصل الطرفان إلى معاهدة دارين، أو معاهدة القطيف، في 18 صفر 1334هـ - 26 ديسمبر 1915م، اعترفت فيها بريطانيا بالأمير عبدالعزيز بن سعود، حاكماً مستقلاً على نجد والأحساء وتوابعها. عاهدة دارين |
|
| |
صالح المحلاوى
اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 18119 تاريخ التسجيل : 15/11/2011 الموقع : المحلة - مصر المحروسة العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى المزاج : متوفي //
| موضوع: رد: الدولة السعودية الثالثة الثلاثاء 21 أبريل 2015 - 17:22 | |
| استرداد عسيركانت عسير في الفترة التي كان عبدالعزيز آل سعود يواصل توحيده البلاد قسمين سياسيين:
- القسم الشمالي : تحت إمرة آل عائض وقاعدته أبها.
- القسم الجنوبي: تحت إمرة الأدارسة وقاعدته جازان.
دخلت منطقة عسير تحت النفوذ السعودي، في الدولة السعودية الأولى، وبالتحديد في زمن الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود، في أوائل القرن الثالث عشر الهجري، حينما توجهت إليها سرية، بقيادة أمير وادي الدواسر، ربيع بن مزيد، عام 1215هـ - 1800م. وأخذ أهلها بمبادىء الدعوة الإصلاحية للشيخ محمد بن عبدالوهاب. وعين الإمام عبدالعزيز بن محمد، محمد بن عامر أبا نقطة، من آل المتحمي، من قبيلة ربيعة، والياً من قبله، على منطقة عسير وتهامة والسراة. ولما زحفت قوات محمد علي على عسير أبلى أهلها بلاءً حسنًا في الدفاع عنها وحمل لواء الجهاد طامي بن شعيب، لكن قواته هُزمت وأُسر هو فأرسله محمد علي إلى مصر مقيدًا بالحديد ومنها إلى اسطنبول حيث أعدم هناك. وفي عهد الأمير عائض بن مرعي من آل يزيد الذين ينتسبون إلى يزيد بن معاوية بن أبي سفيان زحفت القوات العثمانية ومعها الشريف محمد بن عون فحمل عائض لواء المقاومة وبعد عدة معارك انتصر عليهم عام 1250هـ- 1251هـ. ولما توفي محمد بن عامر، في عام 1218هـ - 1803م، بعد ثلاثة أعوام من إمارته، تولى الأمارة أخوه عبدالوهاب أبو نقطة، وظل يحكم باسم السعوديين، حتىعام 1224هـ - 1809م. قدم، في هذه الفترة، خدمات جليلة للدولة السعودية الأولى، وشارك مع الإمام سعود بن عبدالعزيز بن محمد، في فتح جدة ومكة المكرمة، عام 1218هـ - 1803م، وأخضع كثيراً من مناطق المخلاف السليماني للنفوذ السعودي. وقتل عبدالوهاب أبونقطة في معركة، بينه وبين الشريف حمود أبي مسمار، أمير أبي عريش، عام 1224هـ - 1809م. وعين الإمام سعود بن عبدالعزيز، طامي بن شعيب المتحمي، أميراً على عسير، عام 1225هـ - 1810م. واستمر يحكمها، باسم آل سعود، حتى قدمت عليه قوات محمد علي باشا، والي مصر، في حملتها على عسير، 1230هـ/ 1815م، وأسرته، على الرغم من الشجاعة، التي تميز بها، وبعد أن حقق انتصارات كبيرة عليها. ثم أرسل إلى مصر، ومنها إلى الآستانة، حيث أعدم. وكان هذا آخر عهد السعوديين بحكم عسير، فلم تتمكن الدولة السعودية الثانية من بسط نفوذها، خارج حدود نجد والأحساء. وفي فترة الحكم المصري لعسير، ظهرت شخصية سعيد بن مسلط، من قبيلة بني مغيد، من قحطان. وانتقلت الإمارة، بذلك، من آل المتحمي إلى آل بني مغيد، ومنهم آل عايض. وقاوم سعيد بن مسلط الحملات التركية ـ المصرية، التي قادها أحمد باشا، والي الحجاز، على عسير، حتى توفي عام 1242هـ - 1826م. وخلف سعيد بن مسلط، ابن عمه، علي بن مجثَّل المغيدي، عام 1243هـ - 1827م، الذي كان داعية لمبادىء الشيخ محمد بن عبدالوهاب الإصلاحية. وصادفت إمارته تقلص نفوذ محمد علي في شبه الجزيرة العربية، وانسحاب قواته من عسير؛ فاستطاع أن يبسط نفوذه على كثير من مناطق عسير وتهامة. واستولى على الحديدة، في عام 1248هـ/ 1832م. وقبيل وفاته في 12 شوال عام 1249هـ - 23 فبراير 1834م، أوصى أن يخلفه عايض بن مرعي المغيدي، وبايعه أهل المنطقة أميراً عليهم . وأظهر بسالة في مقاومة حملات شريف مكة، محمد بن عون، ومن معه من الأتراك، على عسير، عام 1250هـ - 1834م. وتمكن عايض بن مرعي، أن يجلي الترك عن عسير، عام 1253هـ - 1837م، ويبسط سلطانه على مناطق تهامة، ويخضع قبائلها لحكمه. وفي عام 1267هـ - 1850م، سير الخديوي عباس الأول، والي مصر، حملة كبيرة إلى عسير، واجهتها المقاومة العسيرية بقيادة عايض، وأنزلت بها هزيمة منكرة. واستمر حكم عايض بن مرعي في إمارته على عسير، حتى توفي، عام 1273هـ - 1856م. وخلفه ابنه محمد بن عايض. وبعد أن حكم 14 عاماً، سيرت الدولة العثمانية حملة، بقيادة محمد رديف باشا، عام 1288هـ/1871م، قضت على إمارته، وقتل محمد بن عايض، غدراً، بعد أن أعطاه القائد التركي الأمان. وأصبحت عسير، من 1289هـ - 1872م، متصرفية عثمانية، مركزها أبها. وكانت الدولة العثمانية تستعين بأفراد من آل عايض، وتعين أحد أفرادها معاوناً للمتصرف، وآخرهم حسن بن علي بن محمد بن عايض، الذي كان معاوناً للمتصرف سليمان شفيق باشا الكمالي. وبقيت هذه المنطقة تحت الحكم العثماني، حتى نهاية الحرب العالمية الأولى، عام 1918م، التي هزم الأتراك فيها، واضطروا إلى الرحيل عن المنطقة، في عام 1336هـ-1918م، فاستقل بحكمها الأمير حسن بن علي بن عايض. بعد خروج العثمانيين من عسير، أصبحت المنطقة هدفاً لأطماع الشريف حسين بن علي، حاكم الحجاز، والإدريسي حاكم جازان. وتدهورت أوضاعها، بسبب تدخلات هذَين الطرفَين فيها. كما ازداد الخلاف بين حسن بن عايض وبعض القبائل المهمة في المنطقة، مثل قحطان وشهران وغامد وزهران. فاشتكى زعماؤها إلى الأمير عبدالعزيز بن سعود، تصرفات أميرهم، حسن بن عايض، في وقت كان نجم الأمير عبدالعزيز يتلألأ في سماء شبه الجزيرة العربية، بوصفه مخلصاً لها من براثن التمزق، ومبشراً بوحدتها، التي كانت قد تمتعت بها في عهد أسلافه، زمن الدولة السعودية، الأولى والثانية. وقد حاول الأمير عبدالعزيز بن سعود، أن يحل الخلاف، ويتوسط في النزاع. ولكن ابن عايض رفض وساطة ابن سعود، إذ عدّ ذلك تدخلاً في شؤونه الداخلية. كما تأتّى لأمير نجد عدة عوامل، سياسية وتاريخية، جعلته يقرر، أن الوقت مناسب لضم منطقة عسير إلى حكمه. ولمّا توفي عائض في الوباء الذي اجتاح البلاد عام 1273هـ تولى الإمارة من بعده ابنه محمد فعمل على بسط نفوذه في ما حوله من بلاد حتى وصل حدود الحجاز شمالاً وبيشة شرقًا، إلا أنه صادف في تلك الفترة أن العثمانيين انتهجوا سياسة تقوية قبضتهم على البلاد العربية، فأرسلوا حملة قوية بقيادة رديف باشا عام 1288هـ، 1871م، حاصرت أبها فاستسلم محمد بن عائض على شرط الأمان، لكن القائد العثماني أحمد مختار باشا غدر به وقتله واحتلوا البلاد وجعلوها ولاية عثمانية، وأبعدوا آل عائض عن الحكم إلا أنهم اضطروا إلى الاستعانة بالأمير حسن بن علي بن محمد آل عائض عام 1330هـ، 1912م عندما حاربهم الإدريسي، ومنذ ذلك الوقت ظل الأمير حسن معاونًا للمتصرف العثماني سليمان شفيق باشا. ولما قامت الحرب العالمية الأولى وانسحب الاتراك من عسير استقل بها حسن آل عائض، ولكنه لم يحسن السيرة بل ظلم الرعية واستبد، فنفرت منه القبائل وبعثوا رسلهم إلى الإمام عبدالعزيز يشكون تسلط أميرهم وظلمه ويناشدون أن يحميهم فأوفد إلى أبها ستة من العلماء وكتابًا إلى الأمير حسن، فناشدوه العمل بالكتاب والسنة والعودة إلى ما كان عليه آباؤه، فعدَّ ذلك تدخلاً من ابن سعود في شؤونه الخاصة ومساسًا باستقلاله فهدد باحتلال بيشة. |
|
| |
صالح المحلاوى
اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 18119 تاريخ التسجيل : 15/11/2011 الموقع : المحلة - مصر المحروسة العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى المزاج : متوفي //
| موضوع: رد: الدولة السعودية الثالثة الثلاثاء 21 أبريل 2015 - 17:25 | |
| معركة حجلاأعد الأمير عبدالعزيز آل سعود جيشاً، قوامه ألفا رجل، بقيادة ابن عمه، عبدالعزيز بن مساعد بن جلوي. وأمره أن يتوجه إلى عسير، وذلك في شعبان عام 1338هـ - مايو 1920م. وكان أغلب هذا الجيش من الإخوان، وممن انضم إليهم من أهل عسير. واستطاع جيش ابن سعود هزيمة جيش ابن عايض، في معركة حَجْلة (حجلاء) او حجلا، بين أبها وخميس مشيط، سنة 1338هـ - 1920م، ثم تقدم ابن جلوي بقواته، حتى استولى على أبها، عاصمة الإقليم. وبعد أن تمكن بن جلوي من إخضاع عسير، عاد إلى الرياض، في صحبة حسن بن عايض، الذي استسلم، بعد فترة قصيرة من سقوط أبها. وبعد أن أقام آل عائض أشهراً في ضيافة الأمير عبدالعزيز بن سعود، عادوا إلى عسير، وخصصت لهم مرتبات شهرية وزودهم بمبلغ خمسة وستين ألف ريال فرنسي (6500 ليرة ذهباً). وعين الأمير عبدالعزيز، أميراً من قبله على منطقة عسير. ولكن كثرت الشكاوى ضده فاستبدل به أمير آخر. واغتنم حسن بن عايض فرصة إظهار قبائل عسير سخطها، لتنفيذ أطماعه في حكم المنطقة. وقد شجعه الشريف حسين على ذلك. فكان يستنهض قبائل بني شهر، ويساعدهم بالمال والسلاح، ليدعموا ابن عايض. فقام حسن بن عايض بثورة ضد الحكم السعودي في عسير، وحاصر الأمير السعودي في أبها، الذي حاول مقاومته، ولكنه لم ينجح في ذلك. واستمر الحصار عشرة أيام، استسلم، بعدها، الأمير السعودي وحاميته. وبعد شهرَين، جهز الأمير عبدالعزيز بن سعود جيشاً، بقيادة ابنه، الأمير فيصل بن عبدالعزيز، قوامه ستة آلاف مقاتل، معظمهم من الإخوان. انطلق من نجد، سنة 1340هـ - 1921م. وحينما اقترب من عسير، انضم إليه أربعة آلاف مقاتل، من مختلف قبائلها. وهزم جموع بني شهر، في بيشة، ثم واصل سيره، حتى وصل حَجْلة (حجلاء)، التي تقهقر إليها محمد بن عايض وجنوده. ثم أخلى محمد بن عايض، وابن عمه، حسن بن عايض أبها. وتوجه حسن، ومن معه، إلى جبال حرملة الحصينة. وأما محمد بن عايض، فقد فر إلى القنفذة، ومنها إلى مكة، يستنجد بالشريف حسين، الذي أنجده بفرقة صغيرة. ولما علم الأمير فيصل بن عبدالعزيز بأخبار آل عائض، أرسل سراياه إلى حرملة، المنيعة. وبعد معارك، استمرت يومَين، صعد الإخوان إليها. ولم يجدوا حسن بن عايض فيها، فهدموا قصورها، وعادوا إلى أبها. وتقدمت فرق من الإخوان، لمواجهة الجيش الحجازي، القادم لنجدة آل عائض، فوقعت الهزيمة به ولم ينج منه إلا قادته. وفي عام 1339هـ - 1920م، تمكن عبدالعزيز آل سعود من ضم منطقة عسير إلى أجزاء دولته منهياً حكم آل عائض [7]. وعين سعد بن عفيصان أميراً على عسير. ووصلت فرقة عسكرية أخرى، من قبل الشريف حسين، للنجدة، يرافقها حسن بن عايض. وحاصرت أمير أبها سعد بن عفيصان، فاستنجد بمن حوله، من أهل الصبيحة وتثليث وعرب قحطان. واشتبكوا في قتال مع قوات الشريف، وفكوا الحصار عن أبها. وتراجعت، على أثر ذلك القتال، تلك القوات إلى حرملة، وتحصنت بها. وتوفي أمير أبها، بعد أيام من فك الحصار. ووصل الأمير السعودي الجديد، وهو عبدالعزيز بن إبراهيم، وتفاوض مع حسن بن عايض، في مقره، في حرملة. انتهت المفاوضات بإبعاد حسن بن عايض وذويه عن أبها. وأرسلوا إلى الرياض، حيث عفا عنهم الأمير عبدالعزيز آل سعود، وأكرمهم. وبقي حسن بن عايض في الرياض حتى توفي بها. وبذلك، زالت إمارة آل عائض، واستتب الحكم لآل سعود في عسير. |
|
| |
صالح المحلاوى
اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 18119 تاريخ التسجيل : 15/11/2011 الموقع : المحلة - مصر المحروسة العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى المزاج : متوفي //
| موضوع: رد: الدولة السعودية الثالثة الثلاثاء 21 أبريل 2015 - 17:29 | |
| معاهدة العقيرأثناء الحرب العالمية الأولى، اتخذ عبدالعزيز آل سعود موقف الحياد، بين بريطانيا والدولة العثمانية. وذلك لأسباب عديدة، كما يقول الدكتور عبدالله العثيمين. "منها انشغاله بأموره الداخلية، وفي مقدمتها مشكلة العجمان. ومنها عدم رغبته في الإقدام على أمر، لا يرى فيه فائدة واضحة له، أو يرى أن تفاديه، لا يضره". ومع أن بريطانيا لم تكن راضية عن ذلك الموقف، فإنها أمدته ببعض المساعدات، المالية والعسكرية، التي طلبها منها. ويذكر الزركلي، أن تلك المساعدات، كانت خمسة آلاف جنيه شهرياً، وأربعة رشاشات، وثلاثة آلاف بندقية. ويعلل الدكتور العثيمين سبب إمداده بتلك المساعدات، بخوف الحكومة البريطانية من أن يقوم الملك عبدالعزيز بأعمال، تعرقل مساعي حلفائها في المنطقة، مثل الملك حسين. وبالتالي، تكون له آثار سلبية في محاولة تحقيق أهدافها [29]. وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، أصبح نفوذ بريطانيا في المنطقة العربية أعظم من ذي قبل. فقد أصبح كل من العراق وشرق الأردن وفلسطين، تحت النفوذ البريطاني. لذلك، أصبح لها الكلمة العليا، في تحديد علاقات حكام تلك الأقطار بعبدالعزيز آل سعود. فقد رعت بريطانيا عقد معاهدة العقير، سنة 1341هـ- 2 ديسمبر 1922م [29]، الذي عُينت فيه الحدود بين البلاد السعودية وكلٍّ من الكويت والعراق. كما أقرت في ذلك المؤتمر تبعية قريات الملح، ووادي السرحان لعبدالعزيز آل سعود. وسعت، أيضاً، إلى عقد اتفاقية بحرة، بينه وبين حكومة العراق، سنة 1344هـ/ 1925م، التي سويت فيها مشاكل الحدود بين البلاد السعودية والعراق. إضافة إلى اتفاقية حداء (أو حدة)، في العام نفسه، بين عبدالعزيز آل سعود وحكومة الأردن، والتي حُددت فيها الحدود السعودية ـ الأردنية. |
|
| |
صالح المحلاوى
اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 18119 تاريخ التسجيل : 15/11/2011 الموقع : المحلة - مصر المحروسة العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى المزاج : متوفي //
| موضوع: رد: الدولة السعودية الثالثة الثلاثاء 21 أبريل 2015 - 17:32 | |
| سقوط حائل الدولة السعودية الثالثة في أقصى اتساعها عام 1921 تعد الفترة الواقعة بين معركة جراب 1333هـ، 1915م ومقتل سعود بن عبدالعزيز المتعب آل رشيد، عام 1338هـ، 1919م بيد ابن عم أبيه عبدالله بن طلال، في المغواة وهما خارجان للنزهة ـ تعد هذه المدة فترة صلح وهدنة بين أمير حائل والسلطان عبدالعزيز آل سعود رغم محاولة الشريف حسين بن علي تحريض آل رشيد على نقض الصلح. وفي اليوم نفسه الذي قتل فيه سعود، قتل القاتل بيد أحد عبيد سعود بن رشيد فتولى الإمارة ابن أخي سعود عبدالله بن متعب بن عبدالعزيز، وحاول تجديد الصلح مع السلطان عبدالعزيز فاشترط أن تكون شؤون حائل الخارجية إليه، فرفض شرطه وأعلنت الحرب، فسير السلطان عبدالعزيز جيشًا إلى حائل مكونًا من حوالي عشرة آلاف مقاتل وعهد إلى أخيه الأمير محمد بن عبدالرحمن حصارها، ووكّل إلى ابنه الأمير سعود مهاجمة شمّر، ورابط هو في القصيم ليكون قريبًا من موقع الأحداث، فجاءه وفد من حائل بقبول ما اشترطه في العام الماضي من أن تكون شؤون حائل الخارجية إليه، فرد عليهم السلطان عبدالعزيز بعدم قبوله ذلك، وأن عليهم أن يدخلوا فيما دخل فيه أهالي نجد، ليريحوه ويريحوا انفسهم من ويلات الحروب، وشروطه الآن أن يسلموا إليه شوكة الحرب وآل رشيد، وعند هذا (يكون لكم مالنا وعليكم ما علينا) وبعد أن عاد الوفد إلى حائل رفضت الشروط وشدد الحصار الذي قاده الأمير سعود مدة شهرين. قصر برزان مقر حكم ابن رشيد "ولكن حائل كانت في حال الحرب أكثر من سنة قبل ذلك، وكانت القوافل من الكويت والعراق منقطعة عنها، فشمل أهلها الضيق، وكان السلطان عالمًا بشدة حالهم فجاءهم متأهبًا لتخفيفها ـ جاء بالمؤن وجاء بالثياب والمال ـ فأجزل للناس العطاء، ووزع ألوفًا من أكياس الرز، وألوفًا من الكسوات. قال لي أحد الذين سلموا : “كنا ليلة الحصار الأخيرة على آخر رمق، نرى شبح المجاعة والموت، فأمسينا ليلة التسليم الأولى وكلنا شبعانون، مكسيون، مطمئنون." أمين الريحاني في هذه الأثناء وصل إلى حائل محمد بن طلال بن عبدالله آل رشيد قادمًا من الجوف، ففر أمير حائل عبدالله ابن متعب بن عبدالعزيز آل رشيد من وجهه والتجأ إلى الأمير سعود بن عبدالعزيز آل سعود ففك الحصار عن حائل وعاد بأميرها عبدالله بن متعب فتولى إمارة حائل محمد بن طلال وقاد حملة على قرى حائل التي كان أهلها موالين لابن سعود وفتك بهم وفعل بهم قريبًا مما فعله ابن عمه عبدالعزيز المتعب آل رشيد بأهل القصيم بعد وقعة الصريف من البطش والتنكيل، مما اضطر السلطان عبدالعزيز إلى التحرك السريع لحسم الموقف، فأمر قواته القريبة من منطقة حائل بالتوجه فورًا إلى حائل لحصارها حتى يوافيهم هناك، حيث تحرك السلطان عبدالعزيز بالقوات الرئيسية في 11 ذو الحجة 1339هـ-16 أغسطس 1921م، ووصل ساحة المعركة في 4 محرم 1340-8 سبتمبر 1921م بالجثامية، حيث كان ابن طلال في حرب مع القوات الأولى وكادت الهزيمة تحل بها نتيجة خدعة من ابن طلال، فهاجمه الجيش الرئيسي فهزمه وانسحب إلى حصون مدينة حائل، فحاصرته فيها قوات عبدالعزيز آل سعود، وكتب إليهم ابن سعود يقول : (سلموا تسلموا) فاشترطوا بقاء إمرة ابن طلال فرفض ذلك السلطان عبدالعزيز، ولما طال أمد الحصار كتب يقول : (قد طال أمد الحصار وأقبل الشتاء، فليعذرنا الأهالي إذا أنذرناهم، لهم ثلاثة أيام ليسلموا المدينة وعائلة الرشيد، وإلا فنحن إلى غرضنا مسرعون بالرصاص والنار). وقد جاءه الجواب بأن الأهالي يتخلون عن ابن طلال وبيت الرشيد وأنهم على استعداد لتسليم الحصون المحيطة بالمدينة إذا جاءتهم قوات ابن سعود، فأرسل السلطان ألفين من رجاله ففتحت لهم الحصون المحيطة بحائل، ثم أمّن الناس على أرواحهم وأعراضهم وأموالهم، فخرجوا إليه أفواجًا يبايعونه. أما ابن طلال فتحصن في قصر برزان فأمنه ابن سعود إذا هو سلم ففعل وهكذا عادت حائل إلى حكم آل سعود، وتوحدت نجد كلها تحت حكم السلطان عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود وكان ذلك في يوم 29 صفر عام 1340هـ المصادف 1 نوفمبر 1921م. منذ تأسيسها عام 1902م، ظلت الدولة السعودية الثالثة -إمارة نجد- في حرب شبه مستمرة مع إمارة حائل إلى ان سقطت إمارة جبل شمر في (29 صفر 1340هـ - 2 نوفمبر 1921م) [7]، على يد قوات عبدالعزيز آل سعود الذي بدوره أنهى بعد عدة مناوشات مع قوات آل رشيد حكم أسرة آل رشيد في حائل والجزيرة العربية، إعلان قيام سلطنة نجد. والتي ابتدات بتعيين الإمام فيصل بن تركي ال سعود لعبدالله بن رشيد واليا على حائل مكافأة له على مشاركته واصابته أثناء محاصرة مشاري بن عبد الرحمن بالرياض على اثر اغتياله للامام تركي بن عبد الله. |
|
| |
صالح المحلاوى
اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 18119 تاريخ التسجيل : 15/11/2011 الموقع : المحلة - مصر المحروسة العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى المزاج : متوفي //
| موضوع: رد: الدولة السعودية الثالثة الثلاثاء 21 أبريل 2015 - 17:37 | |
| سلطنة نجد علم سلطنة نجد (1921-1926)، بعد دخول قوات آل سعود حائل ونهاية حكم آل رشيد في صيف عام 1339هـ - 1921م [1]، عقد مؤتمر، في القاهرة، برئاسة وزير الخارجية البريطاني، يومذاك، ونستون تشرشل، تقرر فيه تنصيب الأمير فيصل بن الحسين بن علي، ملكاً على العراق. وفي خطوة مقابلة، عقد مؤتمر، في الرياض، حضره العلماء والرؤساء، من أهل نجد، وقرروا أن يتخذ حاكم نجد، الأمير عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، ومن يخلفه، لقب "سلطان". وكتب الأمير عبدالعزيز كتاباً إلى المفوض السامي البريطاني، يخبره بذلك، ويرجو أن يكون ذلك مستحسناً لدى الحكومة البريطانية. وكانت الحكومة البريطانية، قد أرسلت، في الوقت عينه، كتاباً إلى الأمير عبدالعزيز آل سعود، تخبره بأنه تقرر انتخاب الأمير فيصل بن الحسين، ملكاً على العراق، وترجو أن يكون ذلك مستحسناً لديه. فأجاب الأمير عبدالعزيز، أنه مسرور بذلك، بشرط ألا يكون في هذا الأمر إجحاف بحقوق نجد، أو ضرر بمصالحها. واعترفت الحكومة البريطانية، في 27 ذو الحجة 1339هـ - 2 سبتمبر 1921م، لابن سعود، ومن يخلفه من ذريته، بلقب "سلطان نجد" [1]. السلطنة التي ظلت قائمة حتى إعلان قيام المملكة العربية السعودية عام 1932 . |
|
| |
صالح المحلاوى
اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 18119 تاريخ التسجيل : 15/11/2011 الموقع : المحلة - مصر المحروسة العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى المزاج : متوفي //
| موضوع: رد: الدولة السعودية الثالثة الثلاثاء 21 أبريل 2015 - 17:44 | |
| |
|
| |
صالح المحلاوى
اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 18119 تاريخ التسجيل : 15/11/2011 الموقع : المحلة - مصر المحروسة العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى المزاج : متوفي //
| موضوع: رد: الدولة السعودية الثالثة الثلاثاء 21 أبريل 2015 - 17:50 | |
| |
|
| |
صالح المحلاوى
اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 18119 تاريخ التسجيل : 15/11/2011 الموقع : المحلة - مصر المحروسة العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى المزاج : متوفي //
| موضوع: رد: الدولة السعودية الثالثة الثلاثاء 21 أبريل 2015 - 17:54 | |
| مناطق
قصر عنيزة، القصيم.
|
|
| |
| الدولة السعودية الثالثة | |
|