المصـــــــــــراوية
المصـــــــــــراوية

المصـــــــــــراوية

 
الرئيسيةاليوميةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الدولة السعودية الثالثة

اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : الدولة السعودية الثالثة - صفحة 3 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

الدولة السعودية الثالثة - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: الدولة السعودية الثالثة   الدولة السعودية الثالثة - صفحة 3 I_icon_minitimeالثلاثاء 21 أبريل 2015 - 1:53

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

الدولة السعودية الثالثة - صفحة 3 128711022919

الدولة السعودية الثالثة هي وريثة الدولتين السعوديتين: الأولى والثانية، بدأت في (5 شوال 1319هـ - 15 يناير 1902)، على يد مؤسسها عبدالعزيز آل سعود في جهود لتوحيد البلاد في إطار دولة سعودية حديثة تعيد المناطق والأقاليم التي كانت تابعة للدولة السعودية الأولى والثانية. ظلت الدولة قائمة حتى عقد مؤتمر، في الرياض، حضره العلماء والرؤساء، من أهل نجد، وقرروا أن يتخذ حاكم نجد، الأمير عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، ومن يخلفه، لقب "سلطان". وكتب الأمير عبدالعزيز آل سعود كتاباً إلى المفوض السامي البريطاني، يخبره بذلك واعترفت الحكومة البريطانية، في 27 ذو الحجة 1339هـ - 2 سبتمبر 1921، لابن سعود، ومن يخلفه من ذريته، بلقب "سلطان نجد" [1]. السلطنة التي ظلت قائمة حتى إعلان قيام المملكة العربية السعودية عام 1932



الدولة السعودية الثالثة - صفحة 3 125px-Flag_of_the_Second_Saudi_State.svg
العلم
الدولة السعودية الثالثة - صفحة 3 250px-%D8%AE%D8%A7%D8%B1%D8%B7%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A9-1921


بعد سقوط الدولة الثانية


الدولة السعودية الثالثة - صفحة 3 200px-Al_saud_abdulrahman_al_faisal
عبد الرحمن بن فيصل بن تركي آل سعود (1850–1928) آخر حكام الدولة السعودية الثانية
رحل الإمام عبدالرحمن بن فيصل مع أسرته عن نجد واستقر به المطاف

ليعيش في
الكويت في عهد أميرها الشيخ محمد آل صباح الذي أوعزت إليه الدولة العثمانية بأن يمنح آل سعود حق الإقامة في الكويت. وهنا يتضح موقف الدولة العثمانية من آل سعود بعد سقوط دولتهم الثانية (1309 ـ 1319هـ - 1891 ـ 1902)، فهي ترى تحديد إقامتهم وتحركاتهم خوفاً من إثارة القلاقل والدسائس ضد أصدقائها آل رشيد.
لقد كانت نهاية الدولة السعودية الثانية تدريجية، فقد كانت تلك الدولة قبل سقوطها دولة قوية في كيانها السياسي في شبه الجزيرة العربية في عهد أحد أبرز أئمتها وهو الإمام فيصل بن تركي في فترة حكمه الثانية، إلا أن تلك الدولة أخذت في التآكل والتصدع نتيجة لعدة عوامل داخلية، تأتي الفتنة المحلية التي أعقبت عهد هذا الإمام في مقدمتها. وكانت النتيجة الحتمية سقوط تلك الدولة بعد أن تفسخت مناطقها، فاجتاح العثمانيون منطقة الأحساء، واجتاح آل رشيد كل البلاد النجدية، فأنهى آل رشيد حكم آل سعود في كل نجد، رغم أن إمارة آل رشيد كانت قد نشأت بمساندة ودعم من الإمام فيصل بن تركي لأميرها عبدالله بن رشيد حين عينه أميراً على جبل شمر. ومنذ ذلك الحين والإمارة الرشيدية قائمة، تلك الإمارة التي قوضت دعائم الحكم السعوديّ في نجد ثُمَّ أسقطته في عهد الإمام عبدالرحمن بن فيصل آخر أئمة الدولة السعودية الثانية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

كاتب الموضوعرسالة
صالح المحلاوى




عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011

الدولة السعودية الثالثة - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدولة السعودية الثالثة   الدولة السعودية الثالثة - صفحة 3 I_icon_minitimeالثلاثاء 21 أبريل 2015 - 2:52

ضم أقليم العارض

باستعادة الرياض، وضع عبدالعزيز اللبنة الأولى في بناء الدولة، وخطا أول خطوة على طريق الوحدة الوطنية، ومرحلة التوحيد. وتعد مرحلة ما بعد استرداد الرياض، أهم المراحل في تاريخ عبدالعزيز، إذ قضى أكثر من عشرين عاماً في معارك وحروب، على أكثر من جبهة، واجهته، خلالها، الكثير من المشاكل والمصاعب. ولكنه استطاع أن يتغلب عليها، بكرمه وحكمته وشجاعته.
وقد أدرك الأمير عبدالعزيز، أنه لا بدّ من الإسراع في التوسع، وكسب الأنصار. فاتجه إلى المناطق الواقعة جنوب الرياض، لبعدها الجغرافي عن مركز حكم ابن رشيد، في حائل. كما أنه كان يدرك ما له ولأسرته من مؤيدين وأنصار في تلك المناطق. واستطاع، في أقلّ من ستة أشهر، أن يضم إلى حكمه المناطق الواقعة جنوبي نجد، بين الرياض والربع الخالي، بما فيها الخرج، والحريق، والحوطة، والأفلاج، ووادي الدواسر، ويعين عليها أمراء من قبله، ويخصص لها قوات من رجاله.
وبعد هذه الانتصارات المشجعة، وجه الأمير عبدالعزيز أنظاره إلى عالية نجد، في الغرب. وقام بهجمات موفقة على تلك المنطقة، فاستطاع أن يضمها إلى حكمه.
وبعد أن استعاد الأمير عبدالعزيز المناطق الواقعة جنوب الرياض وغربها، أرسل إلى والده يستدعيه من الكويت. فقدم الإمام عبدالرحمن، وخرج الابن ورجاله، لاستقباله على مسيرة ثلاثة أيام من الرياض. وهكذا، عاد الإمام عبدالرحمن إلى عاصمة حكم آل سعود، بعد غياب دام إحدى عشرة سنة. وقد قام الأمير عبدالعزيز يتنازل لوالده عن الإمارة، بقوله: "الإمارة لكم. وأنا جندي في خدمتكم". ولكن الأب لم يوافق على ذلك، بل جمع العلماء، وأخبرهم بتنازله عن الإمارة لابنه، الذي قبل التكليف، بشرط أن يكون الإشراف لوالده، في ما يقصد به خير البلاد.
وفي اجتماع عام، حضره علماء الرياض وكبراؤها، تمت البيعة لعبدالعزيز، في باحة المسجد الكبير، في العاصمة السعودية، بعد صلاة الجمعة. وأعلن الإمام عبدالرحمن تنازله عن حقوقه في الإمارة، لكبير أبنائه، عبدالعزيز، وكان ذلك سنة 1320هـ - 1902م.
أزعجت انتصارات الأمير عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، في جنوب الرياض وغربها، خصمه اللدود، الأمير عبدالعزيز بن متعب بن رشيد؛ فخرج من حائل، في شهر ربيع الأول سنة 1320هـ - يونيه 1902م، ومعه قواته من حاضرة جبل شمر وباديته، واستنفر أتباعه في القصيم والوشم وسدير والمحمل والشعيب. ووصل بالجميع إلى رَغَبة، إحدى بلدان المحمل، وأقام بها شهرَين. تقدم، بعد ذلك، إلى الحسي، شمال الرياض. ثم أمر بادية قحطان بالنزول قرب بلدة ضرما. كما أرسل إلى هناك، أيضاً، سالم بن سبهان، ومعه أتباع له من أهل القصيم. وبعث سعداً الحازمي، لكي يستنهض القبائل المجاورة للأحساء، من العجمان وآل مرة. ولكنه فشل في مهمته؛ إذ كان الأمير عبدالعزيز آل سعود، قد أرسل أخاه، محمداً، وعبدالله بن جلوي، إلى تلك القبائل، فتمكنا من الحصول على تأييدها. ثم خطر لابن رشيد، أن يتحرك جهة الحفر، ليقطع عن ابن سعود التموين، الذي يأتي من الكويت [6].
أما الأمير عبدالعزيز بن سعود، فقد استعد لأول لقاء عسكري مباشر مع خصمه، عبدالعزيز بن رشيد. فبعد أن حصن الرياض، خرج منها، تاركاً فيها حوالي ألف مسلح، مع والده، الإمام عبدالرحمن، للدفاع عنها. وتوجه، أولاً، إلى جنوب الرياض، إلى حوطة بني تميم، ليستنهض أهلها، وبعث أخاه، سعداً، إلى بلدة الحريق، مستنجداً بأهلها. وجعل عبدالله بن جلوي يرابط بقوات في "عليّة"، التي تقع بين البلدتَين المذكورتَين. كما رابطت سرية من قواته، بقيادة السديري، في الدلم.
ولما علم ابن رشيد بخروج الأمير عبدالعزيز بن سعود، إلى الجنوب، أسرع إلى الرياض، ظناً منه، أن خلافاً قد حصل بين الأمير عبدالعزيز ووالده، ليفاجأ بحصانة البلدة ومناعتها، فتركها، وتوجه إلى الخرج، لملاقاة عبدالعزيز بن سعود. ونزل ابن رشيد، مع أربعة آلاف من مقاتليه، في بلدة نعجان، وكانت ترابط، بالقرب منها، قوات الأمير السعودي، في بلدة الدلم، بقيادة السديري. وكان معظم جيش الأمير عبدالعزيز بن سعود، مكوناً من أهالي بلدتَي الحوطة والحريق، وبلغ عددهم ألفَي مقاتل. ووصلته أخبار مجيء عبدالعزيز بن رشيد، بجيشه، إلى نعجان، وهو لا يزال في الحوطة، فتقدم ودخل بلدة الدلم، ليلاً، من دون علم خصمه. ولما هاجمت قوات ابن رشيد الدلم، فوجئت بالمقاومة العنيفة، واندحرت عنها، فأدرك، عندها، أن الأمير عبدالعزيز بن سعود، وراء هذه المقاومة. واستمرت المناوشات بين الطرفَين مدة شهر ونصف. صمدت فيها قوات ابن سعود، على الرغم من معاناتها نقصاً في الرجال والعتاد. واضطر ابن رشيد إلى الانسحاب والعودة إلى نعجان، بعد أن لمس قدرة عدوه على الصمود. وتعقبه ابن سعود إلى السلمية. ووقعت بينهما اشتباكات غير حاسمة. وحينما أيقن ابن رشيد، أن لا قدرة له على مواجهة خصمه، انسحب، ليلاً، تاركاً نيران معسكره موقدة لتمويه انسحابه، وتوجه نحو شمال نجد. وكانت موقعة الدلم، أو "السلمية" أول مواجهة بين الخصمَين ابن سعود وابن رشيد. وعدت انتصاراً لابن سعود [6].

معركة الدلم

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى




عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011

الدولة السعودية الثالثة - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدولة السعودية الثالثة   الدولة السعودية الثالثة - صفحة 3 I_icon_minitimeالثلاثاء 21 أبريل 2015 - 15:46

توسع تدريجي

شرع عبد العزيز آل سعود في توحيد مناطق نجد تدريجياً فبدأ في الفترة (1320هـ ـ 1321هـ - 1902 ـ 1903م) بتوحيد المناطق الواقعة جنوب الرياض بعد انتصاره على ابن رشيد في بلدة الدلم القريبة من الخرج، فدانت له كل بلدان الجنوب، الخرج والحريق والحوطة والأفلاج وبلدان وادي الدواسر [7].
ثم توجه إلى منطقة الوشم وحارب ابن رشيد وانتصر عليه، ودخل بلدة شقراء، ثم واصل زحفه صوب بلدة ثادق في صفر 1320هـ - مايو 1902م فدخلها أيضاً، ثم توجه إلى منطقة سدير ودخل بلدة المجمعة، وبهذا الجهد العسكري تمكن عبد العزيز آل سعود من توحيد مناطق : الوشم والمحمل وسدير وضمها إلى بوتقة الدولة السعودية الحديثة.
استمر عبدالعزيز آل سعود في زحفه باتجاه منطقة سدير، واستطاع إعادة معظم بلدان المنطقة وقراها إلى الدولة السعودية، عدا المجمعة ـ قاعدة الإقليم ـ فقد امتنعت عليه بعض الوقت، حيث كانت مقر حاكم المنطقة من قبل آل رشيد ثم انضوت تحت لوائه. وهكذا نلحظ أن الدولة السعودية الثالثة أخذت تتوسع تدريجياً في المناطق النجدية الواقعة شمالي الرياض، أو في المناطق المعروفة بوسط نجد. وأصبحت الدولة السعودية الثالثة في حدودها الحالية تتاخم حدود منطقة القصيم التي كانت لم تزل تحت سيادة ابن رشيد. وبناءً عليه فإن عبدالعزيز آل سعود أخذ يضع الخطط العسكرية لضمِّ منطقة القصيم إلى دولته، كي يتمكن بذلك من توسيع حدود دولته من جهة، وتوفير المقومات الاقتصادية الضرورية للدولة من جهة أخرى، ومعروف أن القصيم منطقة زراعية ممتازة، وفيها مراكز تجارية مشهورة، وهي منطقة مهمة أيضا لأن قوافل التجارة والحجيج تمر بها، هكذا يكون عبدالعزيز آل سعود قد وحّد المناطق الواقعة شمال الرياض وجنوبها في مدة لاتتجاوز السنتين فقط من دخوله الرياض، عاصمة دولته، وهي مدة قصيرة فعلاً ولها مدلولاتها، وهي أن ولاء تلك المناطق لآل سعود يُعدّ ولاءً كاملاً ومتأصلاً، وبالمقابل فإن الكثير من أهالي تلك البلدان لم يكونوا راضين عن أسلوب حكم عبدالعزيز ابن متعب آل رشيد، فبدأوا يتطلعون إلى الخلاص من حكمه، فوجدوا في ظهور القوة السعودية بقيادة عبدالعزيز آل سعود فرصة مواتية لذلك.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى




عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011

الدولة السعودية الثالثة - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدولة السعودية الثالثة   الدولة السعودية الثالثة - صفحة 3 I_icon_minitimeالثلاثاء 21 أبريل 2015 - 15:49

ضم أقليم العارض

باستعادة الرياض، وضع عبدالعزيز اللبنة الأولى في بناء الدولة، وخطا أول خطوة على طريق الوحدة الوطنية، ومرحلة التوحيد. وتعد مرحلة ما بعد استرداد الرياض، أهم المراحل في تاريخ عبدالعزيز، إذ قضى أكثر من عشرين عاماً في معارك وحروب، على أكثر من جبهة، واجهته، خلالها، الكثير من المشاكل والمصاعب. ولكنه استطاع أن يتغلب عليها، بكرمه وحكمته وشجاعته.
وقد أدرك الأمير عبدالعزيز، أنه لا بدّ من الإسراع في التوسع، وكسب الأنصار. فاتجه إلى المناطق الواقعة جنوب الرياض، لبعدها الجغرافي عن مركز حكم ابن رشيد، في حائل. كما أنه كان يدرك ما له ولأسرته من مؤيدين وأنصار في تلك المناطق. واستطاع، في أقلّ من ستة أشهر، أن يضم إلى حكمه المناطق الواقعة جنوبي نجد، بين الرياض والربع الخالي، بما فيها الخرج، والحريق، والحوطة، والأفلاج، ووادي الدواسر، ويعين عليها أمراء من قبله، ويخصص لها قوات من رجاله.
وبعد هذه الانتصارات المشجعة، وجه الأمير عبدالعزيز أنظاره إلى عالية نجد، في الغرب. وقام بهجمات موفقة على تلك المنطقة، فاستطاع أن يضمها إلى حكمه.
وبعد أن استعاد الأمير عبدالعزيز المناطق الواقعة جنوب الرياض وغربها، أرسل إلى والده يستدعيه من الكويت. فقدم الإمام عبدالرحمن، وخرج الابن ورجاله، لاستقباله على مسيرة ثلاثة أيام من الرياض. وهكذا، عاد الإمام عبدالرحمن إلى عاصمة حكم آل سعود، بعد غياب دام إحدى عشرة سنة. وقد قام الأمير عبدالعزيز يتنازل لوالده عن الإمارة، بقوله: "الإمارة لكم. وأنا جندي في خدمتكم". ولكن الأب لم يوافق على ذلك، بل جمع العلماء، وأخبرهم بتنازله عن الإمارة لابنه، الذي قبل التكليف، بشرط أن يكون الإشراف لوالده، في ما يقصد به خير البلاد.
وفي اجتماع عام، حضره علماء الرياض وكبراؤها، تمت البيعة لعبدالعزيز، في باحة المسجد الكبير، في العاصمة السعودية، بعد صلاة الجمعة. وأعلن الإمام عبدالرحمن تنازله عن حقوقه في الإمارة، لكبير أبنائه، عبدالعزيز، وكان ذلك سنة 1320هـ - 1902م.
أزعجت انتصارات الأمير عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، في جنوب الرياض وغربها، خصمه اللدود، الأمير عبدالعزيز بن متعب بن رشيد؛ فخرج من حائل، في شهر ربيع الأول سنة 1320هـ - يونيه 1902م، ومعه قواته من حاضرة جبل شمر وباديته، واستنفر أتباعه في القصيم والوشم وسدير والمحمل والشعيب. ووصل بالجميع إلى رَغَبة، إحدى بلدان المحمل، وأقام بها شهرَين. تقدم، بعد ذلك، إلى الحسي، شمال الرياض. ثم أمر بادية قحطان بالنزول قرب بلدة ضرما. كما أرسل إلى هناك، أيضاً، سالم بن سبهان، ومعه أتباع له من أهل القصيم. وبعث سعداً الحازمي، لكي يستنهض القبائل المجاورة للأحساء، من العجمان وآل مرة. ولكنه فشل في مهمته؛ إذ كان الأمير عبدالعزيز آل سعود، قد أرسل أخاه، محمداً، وعبدالله بن جلوي، إلى تلك القبائل، فتمكنا من الحصول على تأييدها. ثم خطر لابن رشيد، أن يتحرك جهة الحفر، ليقطع عن ابن سعود التموين، الذي يأتي من الكويت [6].
أما الأمير عبدالعزيز بن سعود، فقد استعد لأول لقاء عسكري مباشر مع خصمه، عبدالعزيز بن رشيد. فبعد أن حصن الرياض، خرج منها، تاركاً فيها حوالي ألف مسلح، مع والده، الإمام عبدالرحمن، للدفاع عنها. وتوجه، أولاً، إلى جنوب الرياض، إلى حوطة بني تميم، ليستنهض أهلها، وبعث أخاه، سعداً، إلى بلدة الحريق، مستنجداً بأهلها. وجعل عبدالله بن جلوي يرابط بقوات في "عليّة"، التي تقع بين البلدتَين المذكورتَين. كما رابطت سرية من قواته، بقيادة السديري، في الدلم.
ولما علم ابن رشيد بخروج الأمير عبدالعزيز بن سعود، إلى الجنوب، أسرع إلى الرياض، ظناً منه، أن خلافاً قد حصل بين الأمير عبدالعزيز ووالده، ليفاجأ بحصانة البلدة ومناعتها، فتركها، وتوجه إلى الخرج، لملاقاة عبدالعزيز بن سعود. ونزل ابن رشيد، مع أربعة آلاف من مقاتليه، في بلدة نعجان، وكانت ترابط، بالقرب منها، قوات الأمير السعودي، في بلدة الدلم، بقيادة السديري. وكان معظم جيش الأمير عبدالعزيز بن سعود، مكوناً من أهالي بلدتَي الحوطة والحريق، وبلغ عددهم ألفَي مقاتل. ووصلته أخبار مجيء عبدالعزيز بن رشيد، بجيشه، إلى نعجان، وهو لا يزال في الحوطة، فتقدم ودخل بلدة الدلم، ليلاً، من دون علم خصمه. ولما هاجمت قوات ابن رشيد الدلم، فوجئت بالمقاومة العنيفة، واندحرت عنها، فأدرك، عندها، أن الأمير عبدالعزيز بن سعود، وراء هذه المقاومة. واستمرت المناوشات بين الطرفَين مدة شهر ونصف. صمدت فيها قوات ابن سعود، على الرغم من معاناتها نقصاً في الرجال والعتاد. واضطر ابن رشيد إلى الانسحاب والعودة إلى نعجان، بعد أن لمس قدرة عدوه على الصمود. وتعقبه ابن سعود إلى السلمية. ووقعت بينهما اشتباكات غير حاسمة. وحينما أيقن ابن رشيد، أن لا قدرة له على مواجهة خصمه، انسحب، ليلاً، تاركاً نيران معسكره موقدة لتمويه انسحابه، وتوجه نحو شمال نجد. وكانت موقعة الدلم، أو "السلمية" أول مواجهة بين الخصمَين ابن سعود وابن رشيد. وعدت انتصاراً لابن سعود
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى




عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011

الدولة السعودية الثالثة - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدولة السعودية الثالثة   الدولة السعودية الثالثة - صفحة 3 I_icon_minitimeالثلاثاء 21 أبريل 2015 - 15:52

معركة الدلم

نجح عبدالعزيز آل سعود في ربيع الأول 1320هـ-يونيو 1902م في إنهاك جيش ابن رشيد بالمناورة والتحرك السريع في كل الإتجاهات، مما أوقع ابن رشيد في أزمات على جميع الأصعدة مما أنهك قواة وبالتالي أنزل به هزيمة في السليمة فرحل ابن رشيد لعدم قدرته لمواجهة الهجمات التي كان يقوم بها عبدالعزيز إلى الشمال، هذا الإنتصار حفز الملك عبدالعزيز إلى توسيع إستراتيجيته وهي الإنتقال من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم وقد أخذ هذه الإستراتيجية بعد أزمة العلاقات بين ابن رشيد وأمير الكويت التي أدت بابن رشيد لمحاصرة الكويت، فاستنجد الشيخ مبارك الصباح بالملك عبدالعزيز فسار إليه على رأس جيش كبير ولكنهما لم يلتحما مع ابن رشيد الذي لجأ إلى المناورة والزحف على الرياض التي صمدت لهجومه.
كان هذا الانتصار لابن سعود مشجعاً لأهالي المناطق، الواقعة شمال الرياض على التمرد على ابن رشيد، مما سهل على الأمير عبدالعزيز بن سعود ضمها إلى حكمه. فانتفضت شقراء ضد أميرها من قبل ابن رشيد، عبدالله الصويغ. وأخرجه أهلها إلى ثرمداء، وأعلنوا ولاءهم للرياض. وحاول عبدالعزيز بن رشيد، أن يستميل أهل شقراء، فلم يفلح. ولجأ إلى إخضاعها، بالقوة، وحاصرها، فلم يتمكن من دخولها، ثم رحل عنها إلى الغاط.
وتوجه الأمير عبدالعزيز بن سعود إلى شقراء ودخلها. وبعث سرية إلى ثرمداء، بقيادة عبدالله بن جلوي، سيطرت عليها. ونجحت سرية أخرى، أرسلت إلى روضة سدير، بقيادة أحمد السديري، خال الأمير عبدالعزيز، في السيطرة عليها، وأخرجت حامية ابن رشيد منها. وتوالى دخول بلدان سدير تحت حكم آل سعود، إلاّ المجمعة، قاعدة ذاك الإقليم، التي بقيت تابعة لابن رشيد وموالية له.
وبحلول شهر ربيع الأول من سنة 1321هـ - يونيو 1903م، كان الأمير عبد العزيز آل سعود، قد تمكن من توحيد أقاليم الوشم، وسدير، والمحمل، والشعيب. وقد كانت الأعمال العسكرية في تلك المناطق، موجهة، في الأساس، ضد حاميات ابن رشيد لأن أهلها، كانوا ميالين إلى حكم آل سعود.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى




عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011

الدولة السعودية الثالثة - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدولة السعودية الثالثة   الدولة السعودية الثالثة - صفحة 3 I_icon_minitimeالثلاثاء 21 أبريل 2015 - 15:55

ضم القصيم

القصيم هي البوابة، التي عبرت منها قوات محمد علي باشا، إلى قلب نجد، وقضت على الدولة السعودية الأولى. وكانت ممراً للقوات، التي قدمت للقضاء على الدولة الثانية.
كان الأمير عبدالعزيز بن سعود، يدرك مدى أهمية القصيم، الجغرافية والاقتصادية والسياسية. وكان يدرك، أيضاً، أن عدم السيطرة على القصيم، يعني عدم استقرار الحكم في نجد. ويعلم الأمير عبدالعزيز، أن له أتباعاً وأنصاراً في هذه المنطقة، وبخاصة أمراء عنيزة، آل سُلَيم، وأمراء بريدة، آل مهنا السابقون، الذين اضطروا إلى الهجرة إلى الكويت، بعد معركة المليداء الشهيرة، سنة 1308هـ - 1891م، ويتطلعون إلى العودة إلى بلادهم، وتسلم الأمور فيها. لذلك، قرر الأمير عبدالعزيز بن سعود ضم هذه المنطقة الحيوية إلى حكمه، فأرسل إلى قادة آل سُلَيم وآل مهنا، طالباً قدومهم من الكويت، والتعاون معه على تخليص القصيم من حكم ابن رشيد. فلبوا طلبه، وقدموا من الكويت، وقد زودهم الشيخ مبارك الصباح بمائتَي مقاتل.
الدولة السعودية الثالثة - صفحة 3 %D8%AE%D8%B1%D9%8A%D8%B7%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%83%D9%8A%D8%B1%D9%8A%D8%A9
خارطة توضح أهم مناطق القصيم
وأخذ ابن رشيد يعزز دفاعاته في الإقليم؛ فعزز الحامية الموجودة في بريدة، بسرية من قواته، بقيادة عبدالرحمن بن ضبعان. وبعث سرية أخرى إلى عنيزة، قوامها خمسون رجلاً، بقيادة فهيد بن سبهان. كما رابطت، بالقرب من هذه البلدة، سرية مكونة من أربعمائة رجل، يقودها ماجد الحمود ابن رشيد. وأرسل سرية مكونة من أربعمائة رجل، أيضاً، إلى منطقة السر، على الحدود الجنوبية للقصيم، لترابط فيها، بقيادة حسين بن جراد. وأخذ عبدالعزيز بن رشيد يظهر الود لأهل القصيم ويكسب رضاهم. وبعد أن اطمأن إلى ترتيباته، توجه نحو العراق، ليؤمن لجيشه الطعام، ويستنهض عشائر شمر هناك، لتهب معه، من هناك، اتصل بالمسؤولين العثمانيين، طالباً منهم تزويده بالمؤن والسلاح والمال، ونجدته على غريمه، ابن سعود.
وخرج الأمير عبدالعزيز بن سعود، بجموعه، من الرياض، في أواخر ذو الحجة عام 1321هـ - مارس 1904م [6]. وانضم إليه أمراء عنيزة، وأمراء بريدة السابقون. وفي 5 محرم سنة 1322 هـ - 23 مارس 1904م، اقترب الأمير عبدالعزيز بن سعود من عنيزة، وحاصر أسوارها الجنوبية. وأمر آل سُليم، وآل مهنا، وأتباعهما، أن يدخلوا عنيزة، ليستولوا عليها. فدخلوها، من دون مقاومة، وكمنوا لرئيس الحامية الرشيدية فيها، فهيد بن سبهان، وتمكنوا من قتله، وحاصروا قصر الإمارة، الذي تحصنت به السرية الرشيدية، ثم استسلم أفرادها، وطلبوا الأمان. ولم تتمكن السرية، الموجودة خارج البلدة، بقيادة ماجد الحمود بن رشيد، من تقديم أي عون إلى مَن هم في داخلها، وبخاصة بعد أن علموا بتعاون أهلها مع أمرائهم السابقين. ودخل الأمير عبدالعزيز بن سعود عنيزة، وعين عبدالعزيز بن عبدالله بن سليم، أميراً عليها، وصالح بن زامل، قائداً للغزو بها.
أما بريدة، فإن أمرها كان هيناً، بعد أن تشجع أهلها بأنباء دخول الأمير عبدالعزيز بن سعود عنيزة؛ فقدم عليه وفد منهم، يبدون وقوفهم معه. فسيّر إليها أمراءها السابقين، آل مهنا، فاستقبلهم الأهالي بحماسة. وحاصر آل مهنا قائد حامية بريدة، عبدالرحمن بن ضبعان، في القصر. وبعد أن استمر الحصار شهراً ونصف الشهر، استسلم أفراد الحامية، وخرجوا بسلاحهم، وأعطاهم الأمير عبدالعزيز بن سعود الأمان على أرواحهم، ليرحلوا إلى بلادهم.
ودخل الأمير عبدالعزيز بن سعود بريدة، وبايعه أهلها. وعين صالح الحسن المهنا أميراً عليها. وبخضوع عنيزة وبريدة، يكون إقليم القصيم، قد خضع للحكم السعودي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى




عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011

الدولة السعودية الثالثة - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدولة السعودية الثالثة   الدولة السعودية الثالثة - صفحة 3 I_icon_minitimeالثلاثاء 21 أبريل 2015 - 15:59

معركة البكيريةالدولة السعودية الثالثة - صفحة 3 220px-Flag_of_the_Emirate_of_Ha%27il.svg

علم الإمارة الرشيدية 1825-



علم عبدالعزيز بن متعب بن رشيد، بانتصارات ابن سعود في القصيم، وهو في العراق، يستمد العون من الدولة العثمانية، ويستثير قبيلة شمر لنجدته. فاشتد غضبه، خاصة على أهل القصيم، الذين ساعدوا الأمير عبدالعزيز بن سعود. وقد أمدته الدولة العثمانية بعدد كبير من الجند النظامين، بأسلحتهم الحديثة، خاصة المدافع، وكميات كبيرة من المؤن. وقدّر عدد الجنود المدد بنحو ألف وخمسمائة جندي، على اختلاف روايات المصادر، أغلبهم من الشام والعراق، يعملون في الجيش العثماني. وقام عبدالعزيز بن رشيد بمصادرة ما وجد من إبل العقيلات القصيميين، الذين كانوا يجوبون البلاد، للتجارة بين العراق والشام ومصر وشبه الجزيرة العربية، وحمل عليها قسماً كبيراً مما حصل عليه من أطعمة ومؤن وأسلحة، ونقلها من العراق إلى نجد.
وأسرع عبدالعزيز بن رشيد إلى القصيم، بمن اجتمع لديه من البدو، خاصة من قبيلة شمر، وفئات من الحضر والجيش النظامي العثماني، يريد القضاء على ابن سعود، أو على الأقل إخراجه من القصيم. والتحق به ماجد الحمود بن رشيد، ومن معه، ووصلوا إلى بلدة القصيباء، ومنها إلى الشيحية، بالقرب من البكيرية
سار عبدالعزيز ابن رشيد متجها من حائل في 15 يونيو 1904 ومعه شمر والحجلان وإزاء هذه الجموع استنهض عبد العزيز آل سعود أهالي رياض الخبراء وكان أشهر من خرجوا معه الفريجي و النويصر من عفالق قحطان كما أن تواجد عبدالعزيز في بريدة جعله يستنهض أهل البادية والحاضرة فيها ليجتمعوا عنده، وبلغ عدد الوافدين عليه عدة آلاف من المحاربين خرج بهم من رياض الخبراء و بريدة ونزل إلى البكيرية في مواجهة خصمه، وكان ذلك في أول شهر ربيع الثاني 1322هـ - يونيه 1904م, حيث كان أمرائها السويلم من العرينات. وكانت خطة الملك عبد العزيز أن يقسم جيشه إلى قسمَين.. قسم بقيادته يضم أهل العارض وجنوبي القصيم خصصه لملاقاة جموع قبيلة شمر وابن رشيد، والقسم الثاني يضم أهل القصيم.
بعد أن علم بانسحاب أهل القصيم منها حيث كان رجالها آنذاك مع ابن سعود، وصل الأمير عبدالعزيز، مع أتباعه، إلى ما بعد بلدة المِذْنَب. وإذ وصلته الأخبار بانتصار أهل القصيم على جيش ابن رشيد، قدم إلى عنيزة، في اليوم التالي للمعركة. واستعاد قوته، وتوافدت عليه جموع من بوادي عتيبة ومطير، فتجمع لديه، في ستة أيام، اثنا عشر ألف مقاتل. في هذا الوقت قدم من بقي من أهل البكيرية من عجائز ونساء وأطفال المؤونة للحامية الرشيدية , ومن البكيرية انطلق ابن رشيد إلى بلدة الخَبْراء، ولكن أبى أهلها أن يعلنوا له الطاعة فأمر بقطع النخيل وقذف البلدة بالمدافع، وعمد الأمير عبد العزيز للعودة إلى البكيرية للسيطرة عليها خصوصا أن رجالها قد خرجوا معه، إلا أن ابن رشيد سارع إلى إرسال سرية بقيادة سلطان الحمود الرشيد اصطدمت بخيالة ابن سعود عند الفجر فانهزمت ودخل الأمير عبد العزيز ومن معه من أهل البلدة إلى البكيرية وفتك بالحامية الرشيدية فيها واستولى على المستودعات التي رتبها ابن رشيد، وكانت الخسائر البشرية كبيرة، لدى الطرفَين، خاصة بين الجنود النظاميين. فقد خسر ابن سعود 900 رجل من قواته [6]، منهم أربعة من آل سعود. وقُتل من جيش الأتراك نحو ألف جندي، بينهم أربعة ضباط كبار. وقُتل من أهل حائل، أيضاً، 300 فرد، بينهم اثنان من آل رشيد. ثم تعقب جيش ابن رشيد الذي ارتحل من بلدة الخَبْراء إلى الشنانة واتخذ منها معسكراً له، وتمركزت قوات عبد العزيز آل سعود بن سعود في الرس.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى




عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011

الدولة السعودية الثالثة - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدولة السعودية الثالثة   الدولة السعودية الثالثة - صفحة 3 I_icon_minitimeالثلاثاء 21 أبريل 2015 - 16:03

معركة الشنانة

على الرغم من أهمية معركة البكيرية، إلاّ أنها لم تكن حاسمة. فقد خسر الأمير عبدالعزيز بن سعود كثيراً من جنده ومعداته. ولكنه، بخبرته وحسن قيادته، أراد أن يضمَ بلدان القصيم إلى دولته الناشئة، واستطاع أن يعوض هذا النقص، وجمع حوالي عشرة آلاف مقاتل، في خلال عشرة أيام.
عزم على إنهاء الوجود الرشيدي في منطقة القصيم، وقد أعد العدة لذلك بمساعدة الأسر التي كانت تحكم البلاد قبل استيلاء آل رشيد عليها. فتوجه بقواته صوب عنيزة ودخل القصر المعروف بقصر الحميدية، وهو يبعد عن عنيزة مسافة أربع ساعات مشياً على الأقدام أو ركوباً على الإبل. وبعد ذلك حاصر حامية ابن رشيد في عنيزة، وكانت تحت قيادة فهيد السبهان، ولما رفض فهيد السبهان الاستسلام هاجمت قوات عبدالعزيز آل سعود حاميته، وقتلته ودخلت قوات عبدالعزيز آل سعود عنيزة في 5 محرم عام 1322هـ، الموافق 13 مارس 1904م
بقي الطرفان في موقعيهما مدة شهرَين؛ ابن رشيد في الشنانة، يقابله ابن سعود في الرس. كانت المناوشات الخفيفة، تجري بينهما، من دون قتال حاسم، مما أصاب المحاربين، في الطرفين، بالضجر، وتناقصت الإمدادات والإبل، وتفرقت جموع البادية، ولم يبق مع ابن الرشيد سوى الجنود النظاميين، وأهل الجبل. كذلك، لم يثبت مع ابن سعود سوى أهل الحاضرة. ورحل عبدالعزيز بن رشيد بجنوده الجياع إلى قصر ابن عقيّل، وفيه سرية لابن سعود، وبعد ذلك حاصر حامية ابن رشيد في عنيزة، وكانت تحت قيادة فهيد السبهان، ولما رفض فهيد السبهان الاستسلام هاجمت قوات عبدالعزيز آل سعود حاميته، وقتلته ودخلت قوات عبدالعزيز آل سعود عنيزة في 5 محرم عام 1322هـ، الموافق 13 مارس 1904م، فضربه بالمدافع. وقبل أن يهجم على القصر، في الصباح، كان الأمير عبدالعزيز بن سعود، قد سبقه إلى داخله، وثبت فيه. وفي الصباح، صب ابن رشيد نيران مدافعه على القصر. فخرج له ابن سعود، واقتتلوا قتالاً شديداً، انهزمت على أثره قوات الترك النظاميين، وفروا هاربين. فلم يجد عبدالعزيز بن رشيد بداً من الهرب، أيضاً، تاركاً وراءه غنائم كثيرة، منها الذخائر والسلاح والأموال، ظلت قوات ابن سعود تجمعها طيلة عشرة أيام. وحملت صناديق الذهب العثماني إلى عنيزة. وكانت معركة الشنانة في 18 رجب 1322هـ - 29 سبتمبر 1904م.
لم يقف عبدالعزيز آل رشيد موقف المتفرج على ما أحرزه عبدالعزيز آل سعود من انتصارات في القصيم. فجهز قواته مدعوماً بقوات عثمانية تركية وعتاد تركي ومعونات مالية تركية وقابل قوات عبدالعزيز آل سعود في سهل البكيرية في بلدة البكيريّة من بلدان القصيم. ونشبت المعركة بين الطرفين في 1 ربيع الآخر عام 1322هـ، 15 يونيو 1904م). ولظروف فنية وتخطيطية ضاعت بعض قوات عبدالعزيز آل سعود وأخطأت هدفها وخطتها العسكرية في الهجوم على القوات العثمانية التركية، ووجدت نفسها وراء خيام شمّر، ودارت بينهم وبين قوات ابن رشيد اشتباكات، مما أربك؛ موقف عبدالعزيز آل سعود الذي انسل من الوقعة مع بعض فرسانه بعد أن أصيب بشظايا قنبلة، فانهزمت قوات عبدالعزيز آل سعود وقتل منها في تلك الوقعة حوالي 1,000 رجل، وقتل من الجند العثمانيّ النظامي حوالي 1,000 رجل، وقتل من الشمرّيين حوالي 300 رجل بينهم اثنان من آل رشيد حكام الجبل. ولكن عبدالعزيز آل سعود على الرغم من تشتت شمل قواته، وضياع فريق منها، تمكن من جمع قوات قدرت بعشرة آلاف مقاتل في غضون عشرة أيام فقط، وزحف صوب قوات ابن رشيد لقتالها، وكانت تلك القوات في بلدة الشنانة. فتقدم عبدالعزيز آل سعود بقواته إلى بلدة الرس، ومنها أخذ يهاجم قوات ابن رشيد على شكل متقطع لمعرفة مدى قوتها وتحصينها وإعدادها، وهو أسلوب من أساليب إضعاف العدو مادام هذا العدو في وضع المدافع، وقد طالت تلك المناوشات دون أن يلتقي الجيشان في وقعة مباشرة كبيرة.
قرر ابن رشيد التراجع إلى المواقع الخلفية ففاجأته قوات عبدالعزيز آل سعود بكل إمكاناتها، فانتصرت عليه في وقعة الشنانة في 18 رجب عام 1322هـ ، الموافق 29 سبتمبر 1904م [6]. وتعد وقعة الشنانة من المعارك الحاسمة والفاصلة بين قوات عبدالعزيز آل سعود وقوات آل رشيد، إذ تمكن عبدالعزيز آل سعود من تركيز سلطته في بلاد نجد، وأظهر للجميع أنه الحاكم الفعلي لنجد، خاصة بالنسبة للدولة العثمانية التركية التي فتحت باب المحادثات معه، والدولة البريطانية التي ظلت تراقب الحوادث في قلب الجزيرة العربية وهي في الوقت نفسه تعرف تاريخ الدولة السعودية ولها معها أكثر من اتصال حول مسائل كثيرة تهم المناطق الخليجية.
وتعد وقعة الشنانة بداية النهاية للوجود العسكري العثماني التركي في نجد. كما تُعد بداية النهاية للإمارة الرشيدية في نجد، إذ بعد هذه الوقعة امتدت الدولة السعودية الثالثة لتشمل كل بلدان القصيم، وتراجعت قوات ابن رشيد باتجاه جبل شمر، فتكون بذلك قد انحصرت في منطقة محدودة الاتساع والسكان والطاقات الاقتصادية.
كما وطدت معركة الشنانة حكم آل سعود، ليس في القصيم، بل في نجد بأسرها. كما أنها قضت على النفوذ العثماني في نجد "وانهارت بها الصخرة الأولى من صرح ابن رشيد". وقد وصف بعض الكتاب العرب وغيرهم أهميتها؛ فقال أمين الريحاني: "وقعة الشنانة، والأحرى أن تدعى بوقعة وادي الرمة، هي القسم الثاني من مذبحة البكيرية، التي قضت على عساكر الدولة، وأغنت أهل نجد". وأضاف: "تشتت ما تبقى من جنود الدولة، بعد هذه الوقعة. فكانت حالتهم محزنة، فقد فر بعضهم مع ابن رشيد، وهام الآخرون في الفيافي، كالسائمة. ومنهم من لجأ إلى ابن سعود، فآواهم وكساهم وأعطاهم الأمان". أما كنت وليمز، فقال: "كانت هزيمة الأتراك، في سبتمبر سنة 1904م، شنيعة حقاً، فاستسلم بعضهم للوهابيين، ولجأ آخرون إلى قبائل شمر، وذهب كثيرون ضحايا الجوع والعطش".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى




عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011

الدولة السعودية الثالثة - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدولة السعودية الثالثة   الدولة السعودية الثالثة - صفحة 3 I_icon_minitimeالثلاثاء 21 أبريل 2015 - 16:07

مفاوضات العثمانيون


الدولة السعودية الثالثة - صفحة 3 270px-Al_Bassam_Mansion



لقد أصبح وضع الأمير عبدالعزيز بن سعود، في القصيم، قوياً بعد معركة الشنانة. واتضح للعثمانيين فشل تجربتهم العسكرية في تلك المنطقة. وأدركوا أن الأمر ليس بالسهولة، التي صورها لهم ابن رشيد؛ وأن عليهم مراجعة حساباتهم تجاه ابن سعود، الذي اتضح أنه يتمتع بشعبية واسعة في القصيم، و في نجد كلها. كما أن الأمير عبدالعزيز، وجد أن الفرصة سانحة أن يستثمر هذا النصر في مبادرة سياسية، وذلك بالتفاوض مع العثمانيين، على أمل تحييدهم في الصراع الدائر بينه وبين ابن رشيد؛ إذ إنهم لا يزالون قوة عالمية، يحسب لها كل حساب. ويشير الزركلي إلى أن الدولة العثمانية، هي التي طلبت منه بدء المفاوضات مع ابن سعود، من طريق الشيخ مبارك الصباح.
وأرسل الأمير عبدالعزيز والده، الإمام عبدالرحمن بن فيصل، نائباً عنه في المفاوضات. ورافقه من الكويت الشيخ مبارك الصباح. وبدأت المفاوضات السعودية ـ العثمانية، فعلاً، في بلدة الزبير، أولاً، حيث تباحث الإمام عبدالرحمن الفيصل، ممثلاً لابنه، الأمير عبدالعزيز، مع والي البصرة. وطلب الوالي أن تكون منطقة القصيم فاصلة بين ابن سعود وابن رشيد؛ وأن تضع الدولة العثمانية فيها مركزَين عسكريَّين، أحدهما في بريدة، والآخر في عنيزة. ولكن الإمام عبدالرحمن، لم يوافق على ذلك. وطلب عرض الأمر على أهل نجد، وعلى ابنه، الأمير عبدالعزيز. وعندها، أخبره الوالي، أن المباحثات، سوف تستكمل في القصيم، مع المشير أحمد فيضي، الذي كان في طريقه، وقتذاك، إلى المنطقة. وعاد الإمام عبدالرحمن إلى نجد، وخرج الأمير عبدالعزيز لاستقباله، في الحسي، قرب الرياض، ثم توجها إلى شقراء. وانتقل، بعدها، الأمير عبدالعزيز، برجاله، إلى القصيم.
وفي الوقت، الذي كانت تجري فيه المفاوضات في الزبير، أرسلت الدولة العثمانية قوة إلى نجد، قوامها ثلاثة أفواج وخمسة مدافع، من العراق، بقيادة المشير أحمد فيضي، وقوة أخرى، قوامها فوجان من المدينة المنورة، بقيادة الفريق صدقي باشا. ووصلت القوتان إلى الكهفة ـ قرية من قرى حائل ـ التي لجأ إليها ابن رشيد، بعد معركة الشنانة. واجتمع المشير فيضي، والفريق صدقي باشا، إلى عبدالعزيز بن متعب بن رشيد، الذي طلب منهما الدعم، لاسترداد القصيم من ابن سعود، بالقوة. ولكنهما لم يوافقاه، وأبانا له، أن مهمتهما سلمية. وغادرا إلى القصيم، ترافقهما القوات النظامية، التي كانت تحارب إلى جانب ابن رشيد. ولما دنت القوات العثمانية من القصيم، يقودها المشير أحمد فيضي، أرسل إلى الأمير عبدالعزيز، الموجود في البلدة، يخبره أنه قد جاء للصلح، وتحقيق الأمن. ونزل المشير فيضي، في أول صفر 1323هـ - 7 أبريل 1905م قرب بريدة، وخرج إليه أميرها، صالح الحسن المهنا، للتفاوض معه. ويبدو أنه أعرب للمشير عن رغبته، أن يكون تابعاً للدولة العثمانية، مستقلاً عن ابن سعود، وابن رشيد. ثم تحرك المشير إلى عنيزة، في 4 صفر 1323هـ - 11 أبريل 1905م، وأظهر له أميرها، عبدالعزيز بن عبدالله بن سُليم، أن أمر الدولة العثمانية مطاع، لكن لا بدّ من الرجوع إلى الأمير عبدالعزيز، في تقرير أمر البلاد. وطلب المشير أحمد فيضي من الأمير عبدالعزيز بن سعود، إرسال أبيه، الإمام عبدالرحمن، لاستكمال المفاوضات، التي جرت في البصرة. فقدم الإمام عبدالرحمن الفيصل إلى عنيزة، وأعاد عليه المشير ما سبق أن قاله والي البصرة. فكرر الإمام عبدالرحمن رفضه العرض. فاقترح المشير إقامة مركز عثماني مؤقت، في كلٍّ من بريدة وعنيزة، يرفع عليهما العلم العثماني. فوافق الإمام على الاقتراح. وبناء على ذلك، دخلت قوة عثمانية صغيرة، إلى كل من البلدتَين، ورفع العلم العثماني عليهما. وكان المشير أحمد فيضي، قد غادر القصيم إلى اليمن، لإخماد العصيان الذي ثار هناك، وترك قيادة القوات العثمانية للفريق صدقي باشا، الذي تمركز في الشّيحيّة. ولم تقم تلك القوات بأي عمل عسكري ضد ابن سعود.


تنازل آل رشيد وانسحاب العثمانيون

كان عبدالعزيز بن متعب بن رشيد، بعد هزيمته في معركة الشنانة، وخسارته النهائية للقصيم، قد اتجه، شمالاً، إلى بلدة الكهفة. وحاول استرجاع القصيم من ابن سعود، واستمر في شن هجمات وغارات متعددة، على مناطق مختلفة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى




عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011

الدولة السعودية الثالثة - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدولة السعودية الثالثة   الدولة السعودية الثالثة - صفحة 3 I_icon_minitimeالثلاثاء 21 أبريل 2015 - 16:20

معركة روضة مهنا
استغل ابن رشيد فرصة غياب عبدالعزيز آل سعود عن القصيم،
استغل ابن رشيد فرصة غياب عبدالعزيز آل سعود عن القصيم،
وذهابه إلى قطر لنجدة شيخها قاسم بن ثاني ضد خصومه، فزحف بجيشه نحو بريدة يريد استرجاعها، فاستنجد أهلها بعبدالعزيز آل سعود، فجاء بسرعة وفاجأ قوات ابن رشيد في روضة مهنا بالقرب من بلدة بريدة في 18 صفر 1324هـ، الموافق 14 أبريل 1906م [8]، وانتصر عليها، وقتل في هذه الواقعة عبدالعزيز بن متعب آل رشيد أمير إمارة آل رشيد، فخلفه في حكم الإمارة ابنه متعب بن عبدالعزيز آل رشيد الذي عقد صلحاً مع عبدالعزيز آل سعود تنازل بموجبه عن جميع بلاد القصيم وسائر مناطق نجد مقابل الاعتراف له بالإمارة على جبل شمّر ومركزه حائل. عندما طلب الأمير عبد العزيز من أبيه أن يتولى هو الحكم، وفي اجتماع بالمسجد الكبير بالعاصمة السعودية الرياض عقب صلاة الجمعة أعلن الإمام عبد الرحمن تنازله عن الإمارة لولده عبد العزيز، فوافق عبد العزيز على أن يساعده والده في أمور الحكم، وتمت البيعة للأمير عبد العزيز في المسجد نفسه [9]. وبعد هذه الموقعة انسحب الجند العثماني تمامًا من بلاد نجد، وقد كفل عبدالعزيز آل سعود للجند العثماني انسحاباً مشرفاً، فأرسل إليه السلطان عبدالحميد الثاني رسالة شكر على معاملته الطيبة للجند العثماني في القصيم خلال انسحابه من البلاد.

وهكذا يكون نفوذ آل رشيد قد انحسر تماماً، وتكون الدولة السعودية الثالثة قد امتدت حدودها لتشمل جميع منطقة القصيم التي توحدت مع باقي مناطق نجد، وانضمت إلى الدولة السعودية الحديثة. وأصبح وضع الإمارة الرشيديه وضعاً صعباً ومهلهلاً جداً، وأصبح بإمكان عبدالعزيز آل سعود القضاء على هذه الإمارة مستغلاً عوامل الضعف فيها، ومقومات القوة التي لازمت بناء الدولة السعودية الثالثة. وما المسألة الرشيدية إلا مسألة وقت فقط، خاصة بعد انتهاء الوجود الرسمي العثماني من نجد ف






الدولة السعودية الثالثة - صفحة 3 220px-%D8%A2%D9%84_%D8%B1%D8%B4%D9%8A%D8%AF2
أقصى اتساع لإمارة جبل شمر وذلك في عهد محمد العبد الله الرشيد
ي أعقاب وقعة روضة مهنا عام 1906م.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : الدولة السعودية الثالثة - صفحة 3 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

الدولة السعودية الثالثة - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدولة السعودية الثالثة   الدولة السعودية الثالثة - صفحة 3 I_icon_minitimeالثلاثاء 21 أبريل 2015 - 16:23

إجلاء العثمانيون من القصيم

ازداد موقف الأمير عبد العزيز آل سعود رسوخاً في منطقة القصيم، خاصة بعد مقتل عبدالعزيز بن رشيد، في معركة روضة مهنا. فبادر إلى بعض الترتيبات، العسكرية والإدارية، لتعزيز موقفه. وإذا علم بنية أمير بريدة، صالح بن حسن بن مهنا، الاتفاق مع القائد العثماني، صدقي باشا، فقد قرر عزله عن الإمارة. وسارع إلى بريدة، قادماً من الرياض، وألقى القبض على صالح بن مهنا وإخوانه، في 2 ربيع الثاني 1324هـ - 26 مايو 1906م، وأبعدهم إلى الرياض، وعين مكانه شخصاً، من الأسرة نفسها هو محمد بن عبدالله أبا الخيل.
ورأى الأمير عبد العزيز آل سعود، في بقاء القوات العثمانية في القصيم، أمراً يحد من سيادته الكاملة على المنطقة. وكان الجيش العثماني فيها، قد تمركز في بلدة الشيحية، ويعاني من نقص المؤن والإمدادات، وتولى قيادته قائد جديد، هو سامي باشا الفاروقي. ولذا، جاء الأمير عبدالعزيز بن سعود، واتفق مع أمراء القصيم، على وجوب إخراج القوات العثمانية سلماً أو حرباً. والتقى، في البكيرية، قائد القوات العثمانية في القصيم، سامي باشا الفاروقي. وعرض عليه، إما أن ينتقل بجيشه، في خمسة أيام، إلى وادي السر، فيحول بذلك بينه وبين ابن رشيد. وإما أن يرحّله ابن سعود من نجد، فإذا رفض أحد الأمرين، فسوف يقاتله. وتحت ضغط الضباط الأتراك، وإلحاحهم على قائدهم في الخروج من هذه المهلكة، التي سئموا الإقامة بها، اختار القائد العثماني الحل السلمي، وقبل ما عرض عليه ابن سعود، وهو ترحيل القوات العثمانية، التي قدمت من العراق والمدينة المنورة، كلٌّ إلى جهته. وتعهد ابن سعود لهم بسلامتهم وسلامة معداتهم، في الطريق من نجد إلى مقاصدهم. وأمر قبيلة حرب، بترحيل القوات العثمانية، التي جاءت من المدينة إلى المدينة المنورة، فغادرت القصيم، في 15 رمضان سنة 1324هـ - 3 نوفمبر 1906م. أما القوات القادمة من العراق، فقد تم ترحيلها في 13 شوال 1324هـ - 1 ديسمبر 1906م، بمساعدة أهل القصيم [10].
وبعد شهرَين، تلقى الأمير عبدالعزيز بن سعود شكراً من السلطان عبدالحميد الثاني، لحسن معاملته لجنوده. وطلب من الأمير السعودي إرسال وفد سعودي إلى إستانبول، لتلقي التكريم والنياشين.
وبهذا تمكن عبد العزيز آل سعود في الفترة (1321 ـ 1324هـ/1903 ـ 1906م) من توحيد منطقة القصيم وضمها إلى الدولة السعودية، وتعزيز سيطرته على المناطق التي يحكمها، ووحد نجداً، بعد أن خاض مجموعة من المعارك ضد ابن رشيد وأنصاره العثمانيين، منها معركة الفيضة في 18 ذو الحجة 1321هـ - 10 مارس 1904م، ومعركة البكيرية في الأول من ربيع الثاني 1322هـ - 16 مايو 1904م، ومعركة الشنانة في 18 رجب 1322هـ - 29 سبتمبر 1904م، وانتصاره في معركة روضة مهنا في 18 صفر 1324هـ - 14 أبريل 1906م
، وهي إحدى المعارك الكبرى الحاسمة، والتي قتل فيها الأمير عبد العزيز بن متعب بن عبد الله بن رشيد، ولم يبق عليه، إلا ضم منطقة حائل وما يليها، شمالاً
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : الدولة السعودية الثالثة - صفحة 3 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

الدولة السعودية الثالثة - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدولة السعودية الثالثة   الدولة السعودية الثالثة - صفحة 3 I_icon_minitimeالثلاثاء 21 أبريل 2015 - 16:26

تثبيت أركان الدولةنكث الأمير سلطان بن حمود آل رشيد بشروط الصلح التي وقع عليها متعب آل رشيد في أعقاب وقعة روضة مهنا. وكان سلطان بن حمود قد تولى إمارة آل رشيد في جبل شمر بعد مقتل الأمير متعب بن عبدالعزيز آل رشيد الذي قتله بعض أبناء عمومته، ولم يتقيد هذا بصلح متعب، وأبلغ أمير القصيم التابع لعبدالعزيز آل سعود بأن الصلح الذي وقعه الأمير متعب مع عبدالعزيز آل سعود أصبح لاغياً ومنقوضاً، ممًا أوجد فرصة كبيرة لعبدالعزيز آل سعود للانقضاض على ماتبقى من بلاد مازالت تابعة للإمارة الرشيدية. وساعدت الظروف العامة والخاصة عبدالعزيز آل سعود في تحقيق مشروعه الرامي إلى ضم كل البلاد النجدية إلى دولته. فدبت خلافات بين أسرة آل رشيد، وقامت حركة من حركات التمرد والاضطراب والقتل والاغتيالات بين زعماء هذه الأسرة. وعلى الرغم من أن عبدالعزيز آل سعود قد تعرض لعدد من المشكلات الداخلية التي ظهرت نتيجة لمشروعات التوحيد هذه في الفترة بين عامي 1325 و 1331هـ، 1907 و 1912م، وبالإضافة إلى هذه المشكلات كانت هناك الظروف الاقتصادية والجوع الذي عم بلاد نجد عام 1327هـ، الموافق 1908م ـ فإن كل هذه الحوادث لم تمنع عبدالعزيز آل سعود من اتخاذ التدابير اللازمة لايقاف نشاط آل رشيد وتحرشاتهم بالقصيم مستغلين الظروف الداخلية فيه.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : الدولة السعودية الثالثة - صفحة 3 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

الدولة السعودية الثالثة - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدولة السعودية الثالثة   الدولة السعودية الثالثة - صفحة 3 I_icon_minitimeالثلاثاء 21 أبريل 2015 - 16:30

معالجة المشاكل الداخلية

الدولة السعودية الثالثة - صفحة 3 250px-Faisal_al_Dwaish
فيصل الدويش
تخلص الأمير عبدالعزيز بن سعود من خصمه اللدود،
عبدالعزيز بن متعب بن رشيد، كما استطاع أن يخرج الترك من القصيم، فتفرغ لمعالجة بعض القضايا والمشاكل الداخلية. وكان أهمها:

  • تمرد فيصل الدويش، زعيم مطير، ومحالفته ابن رشيد:

تمرد بعض رجالات قبيلة مطير على ابن سعود، وتحالفوا على كلٌّ من فيصل الدويش، ونايف بن هذال، من رؤساء عشائر مطير، أمير بريدة، محمد بن عبدالله أبا الخيل، على أن يكونوا من أنصار ابن رشيد، ضد ابن سعود. وراح الأمير عبدالعزيز بن سعود يستنجد برئيس قبيلة عتيبة، محمد بن هندي بن حميد، عدو شمر ومطير وابن رشيد معاً. وتحقق من خيانة أمير بريدة، من رسالة، وجدت مع رجل قتله رجاله، بعد أن ارتابوا في أمره، كتبها محمد أبا الخيل إلى سلطان الحمود بن رشيد، يعاهده على الوقوف ضد ابن سعود. وآثر الأمير عبدالعزيز، أن يبدأ بتأديب فيصل الدويش. فخرج من بريدة، واجتمع إلى عربان عتيبة، عند الجعلة. وهجموا، بغتة، على الدويش، في جهة سدير، فلاذ بالمجمعة، التي كان أهلها تابعين لابن رشيد، فدهمهم ابن سعود بقواته، في داخل البلدة وخارجها، وكان ذلك في 23 ربيع الأول عام 1325هـ - 7 مايو 1907م. وقُتل عدد كبير من مطير ومن أهل المجمعة. واستولى ابن سعود على إبلهم. فطلب فيصل الدويش، ومن معه من مطير، الأمان، فأمّنهم ابن سعود، ودخلوا في طاعته [11].

  • خروج أمير بريدة على الأمير عبدالعزيز، ومحالفته مع ابن رشيد والدويش:

نكث أمير بريدة، محمد بن عبدالله أبا الخيل، عهده مع الأمير عبدالعزيز. واتفق مع أمير حائل، سلطان الحمود بن رشيد، على أن يكونا يداً واحدة عليه. ودعا سلطان الحمود للقدوم إليه في بريدة، وأوهموه أن عنيزة ستنضم إليه، كذلك. وازداد قوة بقدوم فيصل الدويش، زعيم قبيلة مطير إليه، الذي عاهده على الوقوف معه.
وسارع الأمير عبدالعزيز بن سعود في التحرك إلى القصيم. ووصل عنيزة، التي هب أهلها إليه، في منتصف شعبان 1325هـ - 24 سبتمبر 1907م. وخرج بجموعه لمهاجمة سلطان بن رشيد، في بريدة. وحصلت مناوشات، لم تسفر عن دخول ابن سعود البلدة. وأقبل فيصل الدويش، يناصر ابن رشيد وأبا الخيل. فتصدى له ابن سعود، وهزمه، وطارد فلوله حتى بلدة الطرفية، التي كان يخيم بها، واستولى على معسكره. وسار ابن رشيد وأبا الخيل، مع فلول فيصل الدويش، إلى مهاجمة الأمير عبدالعزيز، في الطرفية، فهزمهم، وعادوا مخذولين إلى بريدة، وتشتت شملهم. وبعد ذلك، عاد سلطان الحمود بن رشيد إلى حائل. ورجع الأمير ابن سعود إلى الرياض.
وحانت الفرصة للأمير عبدالعزيز ابن سعود، حينما طلب أهل بريدة منه التوجه إليهم، بسبب استيائهم من أميرهم، أبا الخيل. ولما وصل الأمير عبدالعزيز إلى القصيم، أرسل أهل بريدة مندوباً عنهم يخبره أن الجو مهيأ لدخوله البلدة، وأنهم في انتظاره، مع أذان صلاة العشاء، ليلة 20 ربيع الثاني 1326هـ - 23 مايو 1908م، عند البوابة الشمالية. ولما وصل إلى هناك، فتحوا البوابة، ودخل أتباعه بريدة، وحاصروا أميرها، محمد بن عبدالله أبا الخيل. واستسلم للأمير عبدالعزيز، بعد أن أعطاه الأمان، وتركه يذهب حيث يشاء، فرحل إلى العراق. وعين مكانه أحمد السديري. وبعد عام، عين عليها عبدالله بن جلوي. وبذلك، زالت إمارة آل مهنا على بريدة.

  • خروج أحفاد سعود بن فيصل على الأمير عبدالعزيز بن سعود:

في عام 1328هـ - 1910م، خرج، من الرياض، أحفاد الإمام سعود بن فيصل بن تركي، وهم أبناء عم الأمير عبدالعزيز بن سعود، مغاضبينه، واستولوا على بلدة الخرج، ولم يتمكنوا من الاستيلاء على قصرها. فجمع الأمير عبدالعزيز قواته وسار إليهم. فغادروا الإقليم إلى بلدة الحريق، حيث استولوا عليها، بمعونة زعيمها الهزاني. وبينما هو يعالج هذه الفتنة، بلغه أن شريف مكة، الحسين بن علي، تقدم بقواته، وبجموع من قبيلة عتيبة، غازياً نجداً، ووصل إلى القويعية. فأجّل ابن سعود حسم فتنة أبناء عمه، ريثما يفرغ من التعامل مع الشريف. وترك في الخرج بعضاً من مقاتليه، بقيادة فهد بن معمر، للدفاع عنها، وغادرها لمواجهة الشريف.

  • حملة الشريف حسين بن علي، على نجد:

الدولة السعودية الثالثة - صفحة 3 220px-Sharif_Husayn
الشريف حسين بن علي الهاشمي
تقدم الشريف حسين بن علي، أمير مكة، نحو منطقة نجد، بأمر من الدولة العثمانية، وقيل بمبادرة منه، ليخلص نجداً من حكم ابن سعود. وقيل، أيضاً، أنه جاء بناء على طلب من بعض أهلها. وأرسل الأمير عبدالعزيز أخاه، سعد بن عبدالرحمن، إلى قبيلة عتيبة، في جهة القويعية، يستحثها على الانضمام إليه. فأسره أعوان شريف مكة، قرب بلدة الشعراء. وتحرك الشريف بقواته إلى عالية نجد. وعسكر في بلدة نِفِي. وأخذ يراسل أهالي عنيزة، يذكرهم بصِلاتهم بأسلافه، ويحثهم على الانضمام إليه. فردوا عليه أن للأمير عبدالعزيز بن سعود بيعة في أعناقهم. ووصل الأمير عبدالعزيز بن سعود إلى السر، ومنها انطلق إلى نِفِي. وبعث برسالة إلى الشريف حسين، يدعوه إلى العودة من حيث أتى، وإلا فإنه سيهاجمه. كما كتب إلى محمد بن هندي، زعيم برقا عتيبة، يحمله تبعة مجيء الشريف إلى نجد، ومسؤولية أسر أخيه، سعد بن عبدالرحمن، ويحذره من وخامة عدم إطلاقه. واتضح للشريف حسين، أن الموقف ليس في مصلحته. فأرسل الشريف خالد بن منصور بن لؤي مندوباً عنه إلى الأمير عبدالعزيز آل سعود (2)، يعرض عليه شروطه، ومنها أن يعترف الأمير عبدالعزيز بسيادة الدولة العثمانية، وأن يدفع مبلغ ستة آلاف ريال مجيدي، سنوياً، عن إقليم القصيم. وتمكن الشريف خالد بن لؤي من إقناع الأمير عبدالعزيز، بأن نيات الشريف حسنة، وأنه لا يريد أكثر من اعتراف اسمي بتبعيته للدولة العثمانية؛ وتعهده بدفع مبلغ من المال، سنوياً، وأن هذا التعهد يحسن صورة الشريف أمام الدولة العثمانية، ويثبت لها أنه قام بعمل ما في مصلحتها. ويلاحظ أن هذه الشروط، هي نفسها التي عرضها متصرف الأحساء العثماني، على الإمام عبدالرحمن الفيصل، عام 1308هـ - 1890م. واتفق الطرفان على تلك الشروط، وأطلق سعد بن عبدالرحمن. وغادر الشريف إلى الحجاز. ورجع ابن سعود إلى عنيزة، في رمضان 1328هـ - سبتمبر 1910م [12].
وباشر، بعد ذلك، استكمال معالجة مشكلة أحفاد الإمام سعود بن فيصل، في بلدة الحريق، ومعهم الهزازنة. فهجم أتباعه عليهم، واحتلوا بلدة الحريق، وهرب منها الهزازنة، نحو الأفلاج، حيث قضي عليهم، عام 1329هـ - 1911م. وأما أحفاد سعود بن فيصل، فتفرقوا، وذهب قسم منهم إلى البحرين، وبعضهم توجه إلى الحجاز، واتخذوا منها منطلقاً لتحركاتهم ضد الأميرعبدالعزيز، مما أدى إلى توتر العلاقة بينه وبين الشريف.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : الدولة السعودية الثالثة - صفحة 3 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

الدولة السعودية الثالثة - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدولة السعودية الثالثة   الدولة السعودية الثالثة - صفحة 3 I_icon_minitimeالثلاثاء 21 أبريل 2015 - 16:33

توتر العلاقات بين نجد والحجاز

في الوقت الذي استلم فيه الشريف الحسين بن علي، منصب الشرافة في مكة، كان الأمير عبدالعزيز في القصيم، منشغلاً بترتيب أوضاعها، ولم يهتم بأمر الشرافة في الحجاز. لكن الشريف حسيناً، كان يهمه أن يتقدم على منافسيه في الحكم في مكة، من ولاة الدولة العثمانية وقواتها. فجهد في خدمة الدولة العثمانية، محاولاً تأديب من خرج عن طاعتها، من القبائل والأفراد. كما شعر بالانزعاج للأخبار، التي تأتيه عن انتصارات ابن سعود، في نجد والأحساء. فكتب إلى الدولة العثمانية تقريراً، في شأن الحالة على الحدود الشرقية للحجاز، وطلب اتخاذ تدابير عاجلة لوقف نشاط ابن سعود. فجاءته الموافقة. وأطلقت يده في اتخاذ ما يراه من تدابير.
وبعد تعيينه بعامين، أي سنة 1328هـ - 1910م، قاد بنفسه حملة، لتأديب قبيلة عتيبة. وتقدم الشريف نحو نجد، حتى نزل في بلدة القويعية، حيث نفوذ ابن سعود، مستغلاً، وقتها، انشغال الأمير عبدالعزيز بترتيب أمور القصيم، وإخماد عصيان أحفاد عمه سعود بن فيصل، في نجد. وقد استطاع الشريف حسين، بمعونة بعض قبيلة عتيبة، أن يأسر سعد بن عبدالرحمن، شقيق الأمير عبدالعزيز بن سعود. وسعى الشريف خالد بن منصور بن لؤي، أمير الخرمة، في الصلح. وفهم منه الأمير عبدالعزيز، أن الشريف حسين، لا مطالب له سوى إظهار سطوته أمام الدولة العثمانية. وطلب منه أن يعترف، ولو اسمياً، بسلطة الدولة العثمانية. ولما تحقق ذلك، انتهى الأمر بإطلاق سعد بن عبدالرحمن، ومن معه، هدية من الشريف حسين للأمير عبدالعزيز.
وتحسنت العلاقات بين الشريف حسين والأمير عبدالعزيز بن سعود، لفترة وجيزة، برزت في تبادل الرسائل الودية بينهما
أعلن الشريف حسين، خلال الحرب العالمية الأولى، في 9 شعبان 1334هـ - 12 يونيو 1916م، الثورة على الدولة العثمانية، حليفاً لبريطانيا. وأصبحت العلاقة بين الشريف حسين والسلطان عبدالعزيز، يشوبها التوتر، بعد إعلان الشريف نفسه ملكاً على كل العرب، وعد أرض نجد ومن يحكمها، خاضعين لسلطته، وجزءاً من مملكته. كما زاد من حدة التوتر في العلاقات النجدية ـ الحجازية، الخلاف بين الملك حسين والأمير عبدالعزيز، في الحدود بين نجد والحجاز، خاصة خلافهما في واحتَي تُربة، والخرمة.
وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، سنة 1337هـ - 1918م، بهزيمة الدولة العثمانية، وازدياد نفوذ الشريف حسين في الحجاز، وشعوره بنشوة الانتصار والقوة، بعد استيلائه على بقايا الجيش العثماني وذخائره في الحجاز ـ بدأ بالاستعداد لاحتلال واحتَي تربة والخرمة (1)، اللتَين كان معظم سكانهما من المتحمسين لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب؛ وهي الأساس الذي قام عليه حكم آل سعود. وكان في طليعة هؤلاء المتحمسين للدعوة، أمير الخرمة، الشريف خالد بن منصور بن لؤي، الذي حدث خلاف بينه وبين الأمير عبدالله بن الحسين، أدى إلى خروجه عن طاعة ملك الحجاز.
وقد أرسل الملك حسين عدة سرايا، لإخضاعه. ولكن أتباعه، ومن انضم إليهم، من الإخوان، التابعين للسلطان عبدالعزيز، رسمياً، تمكنوا من صد تلك السرايا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : الدولة السعودية الثالثة - صفحة 3 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

الدولة السعودية الثالثة - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدولة السعودية الثالثة   الدولة السعودية الثالثة - صفحة 3 I_icon_minitimeالثلاثاء 21 أبريل 2015 - 16:37

معركة تربة

الدولة السعودية الثالثة - صفحة 3 200px-%D9%85%D8%B9%D8%B1%D9%83%D8%A9_%D8%AA%D8%B1%D8%A8%D8%A9
معركة تربة 15 مايو 1919م, حدثت في تربة البقوم، على وادي تربة
أدى النزاع على الحدووالخرمة إلى وقوع الحرب بين الطرفين في وقعة تربة
1337هـ، أوائل عام 1919م [13]، وعلى الرغم من ذلك، فقد عامل أهلها بقسوة وأباحها جنوده.، أثناء فترة انعقاد مؤتمر السلام في باريس في أعقاب الحرب العالمية الأولى. وقد انتصر فيها الجيش السعودي، على جيش الشريف حسين الذي كان يقوده الأمير عبدالله. وكان الانتصار كبيراً، حيث إن الجيش الهاشميّ المنظم قد شتت شمله. لذا تعد وقعة تربة بداية المشوار في ضعف الهاشميين في الحجاز، ثم سقوط دولتهم فيه. وتعد وقعة تربة أيضًا فاتحة ضم مناطق الحجاز وتوحيدها ضمن بلاد الدولة السعودية الحديثة؛ لأن تربة هي بوابة بلدان الحجاز من الداخل.
اعتقد الملك حسين، أنه بما لديه من قوات وذخائر، يمكن أن يستولي على واحتَيْ تربة والخرمة. وكانت الحكومة البريطانية، قد شجعته على ذلك، وأرادت أن تشغله عن الوضع في بلاد الشام وفلسطين. فقرر مسؤولوها عن شبه جزيرة العرب، تشجيع الملك حسيناً على الاستيلاء على الواحتين، على الرغم من تحذير موظفهم، جون فيلبي، الذي كان يرى عدم قدرة الملك حسين على مقاومة أتباع السلطان عبدالعزيز آل سعود [14].
وبعد أن نال الملك حسين تأييد بريطانيا المعنوي، وكل إلى ابنه، الشريف عبدالله بن الحسين، قيادة جيش نظامي، قوامه ألفا رجل، إضافة إلى خمسة آلاف من رجال القبائل المختلفة، مزوداً بمدافع وأسلحة حديثة. وتقدم هذا بجيشه، وتمركز في عُشيرة، على مقربة من تربة، بانتظار أوامر والده بالهجوم.
حذر السلطان عبدالعزيز آل سعود بريطانيا من خطر الموقف. فطلبت، بدورها، من الملك حسين، أن يتريث، ويبحث الموقف مع ابن سعود. ولكن الملك حسيناً، لم يصغ إليها. وأصر على احتلال الواحتين المذكورتين. فتقدم الجيش الهاشمي، بقيادة عبدالله بن الحسين، إلى تُربة، ودخلها، من دون مقاومة تذكر، في 24 شعبان 1337هـ - 24 مايو 1919م [13]، وعلى الرغم من ذلك، فقد عامل أهلها بقسوة وأباحها جنوده.
ومع بزوغ فجر 25 شعبان سنة 1337هـ - 25 مايو 1919م [15]، هجم جيش الإخوان على جيش الأمير عبدالله بن الحسين، من مختلف الجهات، الأمر الذي أصابه بالارتباك. فلم يستطع أن يفعل شيئاً، على كثرة عدده وعتاده. ومزق الإخوان جيش عبدالله، وبلغ عدد قتلاه خمسة آلاف وخمسة وستون رجل. ولم ينج منه إلا عدد قليل. فاستولى الإخوان على أسلحة ومؤن وأموال وعتاد كثير. وتمكن الأمير عبدالله بن الحسين من النجاة بنفسه، والوصول إلى الطائف. وبعد خمسة أيام من وقوع المعركة، وصل السلطان عبدالعزيز، بجيشه الذي انطلق به من الرياض، إلى تربة، فأقام بها خمسة عشر يوماً، يدير شؤونها.
أما الملك حسين بن علي، فقد أفزعه ما حل بجيشه، في تُربة. وخاف من مواصلة الإخوان تقدمهم نحو الطائف. فاتصل بالحكومة البريطانية، يطلب مساعدتها، وذلك من طريق المعتمد البريطاني في جدة. وقد استجابت طلبه، وحذرت السلطان عبدالعزيز من التوغل في الحجاز، واعتبرته محارباً لها إن فعل.
د بين نجد والحجاز، خاصة حول واحتي تربة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : الدولة السعودية الثالثة - صفحة 3 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

الدولة السعودية الثالثة - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدولة السعودية الثالثة   الدولة السعودية الثالثة - صفحة 3 I_icon_minitimeالثلاثاء 21 أبريل 2015 - 16:49

اتصالات سرية

الدولة السعودية الثالثة - صفحة 3 250px-Sharqiyya_arabic
منطقة الأحساء


حاول عبدالعزيز آل سعود إجراء اتصالات سرية مع بريطانيا عن طريق ممثليها في كل من الكويت والبحرين، لضمان تأييدها لمشروعه الرامي إلى استرجاع الأحساء من العثمانيين، ومع أن بريطانيا لم توافق عبدالعزيز آل سعود على التدخل في شؤون الأحساء قبيل نشوب الحرب العالمية الأولى،ولم تقدم له أي دعم ضد العثمانيين الأتراك في الأحساء، إلا أنه أخذ على عاتقه مغامرة استرداد الأحساء من العثمانيين معتمداً على قوته الذاتية، وقواته النجدية وإمكاناته المحدودة [19

إسترداد الأحساء



زحف عبدالعزيز آل سعود بقواته صوب الأحساء، وأحاط تحركاته العسكرية بالسرية التامة، ولما وصل إلى بعد كيلومترين من السور الغربي لمدينة الهفوف، وضع خطة حربية شاملة لدخول المدينة وإجلاء الحامية العثمانية التركية منها. فقسم قواته إلى ثلاثة أقسام، وعمل السلالم من جذوع النخيل والحبال ليتسلق الجند السعودي بها الأسوار ليلاً. وهنا نلحظ الطرق الحربية البدائية التي كانت تسلكها القوات السعودية في حروبها وقتذاك، فالسلاح تقليدي، وأسلوب القتال تقليدي بسيط يعتمد في المقام الأول على عامل المفاجأة أكثر من اعتماده على نوع السلاح والخطط العسكرية. وبالمقابل فإن الحامية العثمانية التركية في الأحساء كانت أيضا قليلة العدد، وأسلحتها محدودة، ولم تكن في وفاق مع أهالي المنطقة، وكان يعتريها الملل، وهي في حالة نفسية سيئة ومتدهورة، على الرغم من أن الجند العثماني كان يخضع لنظام الخدمة المحدودة في المنطقة، إذ كان الجند العثماني يبدل كل سنتين [20].
نجح الجند السعودي في تسلق الأسوار، ودخلوا مدينة الهفوف، وتدفقوا صوب الحصون والقلاع التي يقيم فيها الجند العثماني، ونادى المنادي: “الملك للّه ثم لابن سعود، من أراد السلامة فليلزم مكانه”. وقد قاوم الجند العثماني مقاومة محدودة لكنهم شعروا بعدم جدواها، فاستسلموا ورحلهم عبدالعزيز آل سعود بعد أن أمنهم على أرواحهم وأسلحتهم، وقدم لهم الركائب، وساعدهم على الجلاء مع عائلاتهم وأمتعتهم إلى ميناء العقير ومنه إلى البحرين ثم إلى البصرة في العراق، وتم ذلك في 5 جمادى الأولى 1331هـ، 13 أبريل 1913م.
بعد ان استعاد عبد العزيز آل سعود وأكمل سيطرنخ على منطقة الأحساء بكاملها، ورحّل الحاميات العثمانية التي كانت موجودة فيها إلى البصرة أرسل سرية إلى القطيف فبادر أهلها إلى التسليم، وأقرّ العثمانيون بالأمر الواقع، وفاوضوا عبد العزيز آل سعود واعترفوا به رسمياً واليّا على نجد، ومتصرفاً على الأحساء وأهدوه النيشان العثماني الأول، ورتبه الوزارة في أواخر عام 1332هـ، أوائل 1914م. ولقبوه بصاحب الدولة.[7] تحت السيادة العثمانية. وعين عبدالله بن جلوي أميراً على منطقة الأحساء.
وأستفاد عبد العزيز آل سعود كثيراً من عودة منطقة الأحساء إلى دولته، لأنه قد وسّع بذلك حدود دولته لتشمل جزءاً مهماً من شبه الجزيرة العربية يطل على ساحل الخليج العربي، وله أهميته السياسية والاقتصادية والتجارية، وأصبح للدولة منفذ بحري أخرجها من عزلتها وانغلاقها داخل الأراضي النجدية [7]. وبضم هذه المنطقة الإستراتيجية، ذات السواحل الطويلة، أمّن لدولته منافذ بحرية، بعد أن كانت دولة داخلية.
تمثل منطقة الأحساء، الغنية بمواردها، الزراعية والحيوانية، وموانئها التجارية، أهمية كبيرة لمناطق نجد الداخلية. ويبدو ذلك واضحاً من خلال دراسة تاريخ الدولتَين السعوديتَين، الأولى والثانية، اللتَين كانت الأحساء جزءاً منهما. وترابط فيها حاميات عثمانية، منذ عام 1288هـ - 1871م.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : الدولة السعودية الثالثة - صفحة 3 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

الدولة السعودية الثالثة - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدولة السعودية الثالثة   الدولة السعودية الثالثة - صفحة 3 I_icon_minitimeالثلاثاء 21 أبريل 2015 - 17:01

أسترداد المنطقة الشرقية

الدولة السعودية الثالثة - صفحة 3 220px-%D8%AE%D8%A7%D8%B1%D8%B7%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A9_-_1916
فتوحات الدولة السعودية الثالثة حتى عام 1916
كان
كان العثمانيون قد استردوا حكم الأحساء، وهي المنطقة التي تعرف اليوم بالمنطقة الشرقية، في عهد ولاية مدحت باشا على العراق عام 1288هـ، 1871م [16] على أثر الفتنة التي نشبت في البيت السعودي بين عبدالله بن فيصل وأخيه سعود بن فيصل في عهد الدولة السعودية الثانية.
فبعد سيطرة الأمير عبدالعزيز بن سعود على القصيم، وتثبيت حكمه في نجد، تحول اهتمامه إلى منطقة الأحساء، منتهزاً فرصة انشغال الدولة العثمانية بحرب البلقان، وضعفها بعد هزيمتها أمام إيطاليا، في طرابلس الغرب. وفي تلك الفترة، عجز المتصرف العثماني في الأحساء، عن حفظ الأمن للحاضرة، في تلك المنطقة الحيوية، وأصبحت عُرضةً لهجمات البادية. فكتب أهل الحل والعقد في منطقة الأحساء إلى الأمير عبدالعزيز بن سعود، ليخلصهم من تلك الفوضى. وهنا، بدأ اتصالاته مع مؤيديه، في الأحساء والقطيف، ممهداً لما سيقوم به من عمل عسكري ضد العثمانيين، في هاتَين المنطقتين. وبعد أن قام بكل الإجراءات الاحتياطية، زحف بجيشه إلى الأحساء، من الرياض. ورتب أمره مع قبيلة العجمان، لتغزو معه، ولا تنقلب عليه. وقصد بلدة الهفوف، في جمادى الأولى سنة 1331هـ - أبريل 1913م [17]، وهيأ له أنصاره، في داخل البلدة، الوسائل التي تسهل دخوله إليها. وقسم الأميرعبدالعزيز جيشه إلى قسمَين. قسم أبقاه خارج بلدة الأحساء، بقيادة عبدالله بن جلوي بن تركي، وقوامه أربعمائة رجل، ليحموا ظهور الداخلين إليها من أي هجوم، تشنه القبائل عليهم. وقسم، بقيادته، يدخل البلدة، ويستولي عليها. ثم وُضعت سلالم بجانب السور، فصعد عليها بعض جنده، وأدلوا الحبال، فتسوره الآخرون، وانتشروا، بسرعة، داخل البلدة، واستولوا على كل المراكز العسكرية فيها، وفُتحت فتحة في سور البلدة، فدخل منها عبد العزيز آل سعود مع باقي رجاله، ممن كانوا خارج البلدة. وتحصنت الحامية التركية، ومعها المتصرف العثماني، بقصر إبراهيم. وأقبل الناس على عبدالعزيز، مرحبين، وبايعوه. واستسلمت الحامية التركية، والمتصرف، وأمنهم على أرواحهم، وخرجوا من القصر، في 28 جمادى الأولى عام 1331هـ - 6 مايو 1913م، وقام الأمير عبدالعزيز بترحيلهم إلى العُقير، ومنها إلى البحرين.


التخطيط



اهتم عبدالعزيز آل سعود بأمر المنطقة الشرقية، وأخذ يخطط لاسترجاعها من يد العثمانيين الأتراك، فكانت المنطقة تابعة للدولتين السعوديتين: الأولى والثانية ولآل سعود جذور تاريخية فيها، وها هو عبدالعزيز آل سعود يحاول أن يفك الحصار الشرقي عن دولته عن طريق إخراج العثمانيين الأتراك، حتى يكون لدولته منفذ بحري يسهم في إنعاش اقتصاد البلاد، وبوابة تطل منها الدولة السعودية الثالثة، ويجعل إتصالها بالكويت ومشيخات الخليج أقوى وأكثر سهولة، ويتيح لها أن تقوم بدور أساسي في منطقة الساحل الخليجي، وتصبح مجاورة للنفوذ البريطاني صاحب الثقل السياسي والعسكري في منطقة الخليج، كما تستطيع الدولة السعودية الثالثة من هذا المركز القضاء على حركات التمرد وقطع الطريق التي تعيث فسادًا في الأجزاء الشرقية من الجزيرة العربية. وخلال الفترة التي سبقت قيام الحرب العالمية الأولى كانت الأحوال العامة في الأحساء تخدم أهداف عبدالعزيز آل سعود وموقفه، وأهم العوامل التي هيأت الجو ليقوم عبدالعزيز بمغامرته في استعادة الأحساء هي[18]:
[list defaultattr=]
[*]أن الاستراتيجية التي اتبعتها الدولة العثمانية في منطقة الأحساء، تفضيل المنافع الشخصية على المنافع العامة مما جعل أسلوب الحكم العثماني يتسم بالظلم والاستبداد، ويعتمد في بقائه على القوة العسكرية.
[*]أن بريطانيا كانت تعمل على إضعاف العثمانيين خاصة أن الدولة العثمانية بدأت تميل في علاقاتها إلى دول الوسط لاسيما ألمانيا، وهو أمر يقلق بريطانيا، لأنه يخل بمبدأ المحافظة على التوازن الدولي.
[*]انشغال الدولة العثمانية بإخماد الثورات والتمرد اللذين اجتاحا بعض مناطق الدولة وخاصة انشغالها بحرب البلقان.
[/list]


اتصالات سرية


الدولة السعودية الثالثة - صفحة 3 250px-Sharqiyya_arabic
منطقة الأحساء

حاول عبدالعزيز آل سعود إجراء اتصالات سرية مع بريطانيا عن طريق ممثليها في كل من الكويت والبحرين، لضمان تأييدها لمشروعه الرامي إلى استرجاع الأحساء من العثمانيين، ومع أن بريطانيا لم توافق عبدالعزيز آل سعود على التدخل في شؤون الأحساء قبيل نشوب الحرب العالمية الأولى،ولم تقدم له أي دعم ضد العثمانيين الأتراك في الأحساء، إلا أنه أخذ على عاتقه مغامرة استرداد الأحساء من العثمانيين معتمداً على قوته الذاتية، وقواته النجدية وإمكاناته المحدودة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : الدولة السعودية الثالثة - صفحة 3 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

الدولة السعودية الثالثة - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدولة السعودية الثالثة   الدولة السعودية الثالثة - صفحة 3 I_icon_minitimeالثلاثاء 21 أبريل 2015 - 17:04

إسترداد الأحساء

الدولة السعودية الثالثة - صفحة 3 250px-Sharqiyya_arabic
منطقة الأحساء



زحف عبدالعزيز آل سعود بقواته صوب الأحساء، وأحاط تحركاته العسكرية بالسرية التامة، ولما وصل إلى بعد كيلومترين من السور الغربي لمدينة الهفوف، وضع خطة حربية شاملة لدخول المدينة وإجلاء الحامية العثمانية التركية منها. فقسم قواته إلى ثلاثة أقسام، وعمل السلالم من جذوع النخيل والحبال ليتسلق الجند السعودي بها الأسوار ليلاً. وهنا نلحظ الطرق الحربية البدائية التي كانت تسلكها القوات السعودية في حروبها وقتذاك، فالسلاح تقليدي، وأسلوب القتال تقليدي بسيط يعتمد في المقام الأول على عامل المفاجأة أكثر من اعتماده على نوع السلاح والخطط العسكرية. وبالمقابل فإن الحامية العثمانية التركية في الأحساء كانت أيضا قليلة العدد، وأسلحتها محدودة، ولم تكن في وفاق مع أهالي المنطقة، وكان يعتريها الملل، وهي في حالة نفسية سيئة ومتدهورة، على الرغم من أن الجند العثماني كان يخضع لنظام الخدمة المحدودة في المنطقة، إذ كان الجند العثماني يبدل كل سنتين [20].
نجح الجند السعودي في تسلق الأسوار، ودخلوا مدينة الهفوف، وتدفقوا صوب الحصون والقلاع التي يقيم فيها الجند العثماني، ونادى المنادي: “الملك للّه ثم لابن سعود، من أراد السلامة فليلزم مكانه”. وقد قاوم الجند العثماني مقاومة محدودة لكنهم شعروا بعدم جدواها، فاستسلموا ورحلهم عبدالعزيز آل سعود بعد أن أمنهم على أرواحهم وأسلحتهم، وقدم لهم الركائب، وساعدهم على الجلاء مع عائلاتهم وأمتعتهم إلى ميناء العقير ومنه إلى البحرين ثم إلى البصرة في العراق، وتم ذلك في 5 جمادى الأولى 1331هـ، 13 أبريل 1913م.
بعد ان استعاد عبد العزيز آل سعود وأكمل سيطرنخ على منطقة الأحساء بكاملها، ورحّل الحاميات العثمانية التي كانت موجودة فيها إلى البصرة أرسل سرية إلى القطيف فبادر أهلها إلى التسليم، وأقرّ العثمانيون بالأمر الواقع، وفاوضوا عبد العزيز آل سعود واعترفوا به رسمياً واليّا على نجد، ومتصرفاً على الأحساء وأهدوه النيشان العثماني الأول، ورتبه الوزارة في أواخر عام 1332هـ، أوائل 1914م. ولقبوه بصاحب الدولة.[7] تحت السيادة العثمانية. وعين عبدالله بن جلوي أميراً على منطقة الأحساء.
وأستفاد عبد العزيز آل سعود كثيراً من عودة منطقة الأحساء إلى دولته، لأنه قد وسّع بذلك حدود دولته لتشمل جزءاً مهماً من شبه الجزيرة العربية يطل على ساحل الخليج العربي، وله أهميته السياسية والاقتصادية والتجارية، وأصبح للدولة منفذ بحري أخرجها من عزلتها وانغلاقها داخل الأراضي النجدية [7]. وبضم هذه المنطقة الإستراتيجية، ذات السواحل الطويلة، أمّن لدولته منافذ بحرية، بعد أن كانت دولة داخلية.
تمثل منطقة الأحساء، الغنية بمواردها، الزراعية والحيوانية، وموانئها التجارية، أهمية كبيرة لمناطق نجد الداخلية. ويبدو ذلك واضحاً من خلال دراسة تاريخ الدولتَين السعوديتَين، الأولى والثانية، اللتَين كانت الأحساء جزءاً منهما. وترابط فيها حاميات عثمانية، منذ عام 1288هـ - 1871م.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : الدولة السعودية الثالثة - صفحة 3 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

الدولة السعودية الثالثة - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدولة السعودية الثالثة   الدولة السعودية الثالثة - صفحة 3 I_icon_minitimeالثلاثاء 21 أبريل 2015 - 17:08

موقعة جراب

الدولة السعودية الثالثة - صفحة 3 220px-Saud_alrasheed
سعود العبدالعزيز المتعب الرشيد (أبن رشيد)
ازداد اتصال آل رشيد بالعثمانيين الأتراك من أجل دعم موقفهم ضد
عبدالعزيز آل سعود، وأخذ
العثمانيون الأتراك يمدون سعود بن رشيد بالسلاح والذخيرة، وكانت الدولة العثمانية التركية تعمل جاهدة لضرب النفوذ السعودي عن طريق آل رشيد لعدائها الشديد عبر الحقب التاريخية لآل سعود، ومحاربة للدعوة السلفية.
وكانت الحرب العالمية الأولى، قد اندلعت في في أوروبا في 28 يوليو 1914م. واحتل الإنجليز البصرة، وأخرجوا العثمانيين منها. وأرسلوا موفدهم، الضابط شكسبير وكان الوكيل البريطاني في الكويت، ومعه تفويضات من حكومته، للتباحث مع ابن سعود، الموجود، آنذاك، في القصيم. كما أرسل الأتراك إلى ابن سعود، في بريدة، وفداً، برئاسة الأديب المعروف، محمود شكري الألوسي، مزوداً بمبلغ عشرة آلاف ليرة عثمانية، في محاولة استقطاب ابن سعود في مصلحتهم. وردّ الأمير عبدالعزيز الوفد التركي رداً جميلاً. وخاطب شكري الألوسي بقوله: "إن الأمور على ماترى. فلا يمكنني مقاومة الإنجليز، وقد احتلوا البصرة". أمّا الموفد الإنجليزي، الضابط شكسبير، فبقى لدى ابن سعود [21].
وقرر آل رشيد خوض مجابهة جديدة مع عبدالعزيز آل سعود. وخرج سعود بن رشيد، يريد القضاء على ابن سعود، بعد ما جهز جيشاً، قوامه ألف وخمسمائة رجل، من الحضر، وألفان وستمائة، من بوادي شمر وثلاثمائة فارس. فاستعد الأمير عبدالعزيز للقائه بجيش، قوامه ألف وستمائة فارس مزود بمدفع واحد. خرج بهم من الرياض، وانضم إليه كثير من بوادي مطير والعجمان وسبيع والسهول، ولحقت به حاضرة القصيم. والتقى الطرفان في موضع يعرف بماء جراب شرقي بلدة الزلفي وشمالي الأرطاويّة، وهي أول هجرة منظمة أنشئت لتوطين البدو في نجد، وكان ذلك في 7 ربيع الأول عام 1333هـ، الموافق 24 يناير عام 1915م. واحتدم بينهما القتال. وكان للبدو في تلك الوقعة دور كبير في أحداثها ونهايتها. فانسحب العجمان وتركوا عبدالعزيز آل سعود، وفروا من الوقعة من أجل خذلانه والإمعان في انكساره. وهجم بدو شمر على خيام عبدالعزيز آل سعود وأمعنوا في نهبها. وهجم بدو مطير على خيام ابن رشيد ونهبوها أيضاً. وماكان على عبدالعزيز آل سعود وابن رشيد إلا أن يطاردا البدو ويمعنا قتلاً فيهم من أجل أن يستردا منهم مانهبوه من خيامهما، فاختل بذلك نظام الوقعة وانشغل الطرفان كل في أموره وترتيباته، وتفرقا دون أن يحرز أي منهما انتصاراً على الآخر، وفاز البدو بالغنائم والأسلاب من كلا الجانبين.
وأغار فرسان شمر على ما بقي من معسكرات ابن سعود، وغنموا ما بها. ولحقت الهزيمة بجيش الأمير عبدالعزيز، بسبب خيانة العجمان، ولتفوق ابن رشيد، بالأسلحة الحديثة، التي زودته بها الدولة العثمانية.
خسر الفريقان، في موقعة جراب، خسائر فادحة. ولم يحقق أي منهما الانتصار الحاسم. وقتل في هذه المعركة الضابط الإنجليزي شكسبير برصاصة قاتلة، أثر أصراره على مرافقة ابن سعود في تلك الحملة. وعاد ابن سعود إلى الرياض.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صالح المحلاوى

صالح المحلاوى


اعلام خاصة : الدولة السعودية الثالثة - صفحة 3 192011_md_13005803803
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 18119
تاريخ التسجيل : 15/11/2011
الموقع الموقع : المحلة - مصر المحروسة
العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى
المزاج : متوفي //

الدولة السعودية الثالثة - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدولة السعودية الثالثة   الدولة السعودية الثالثة - صفحة 3 I_icon_minitimeالثلاثاء 21 أبريل 2015 - 17:12

موقعة كنزان

الدولة السعودية الثالثة - صفحة 3 220px-%D8%AE%D8%A7%D8%B1%D8%B7%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A9_-1910
امتداد الدولة السعودية الثالثة -1910
بعد تنكر العجمان للأمير عبدالعزيز، في معركة جراب، وانقلابهم
ضده ونهب معسكراته، أراد تأديبهم، ولكنه كان يعاني، في ذلك الوقت، آثار موقعة جراب والخسائر التي لحقت به، وقلة في السلاح والرواحل، ويخشى من ارتداد سعود بن رشيد إليه، وهو منشغل بأمر العجمان.
ولكنه قرر الخروج إليهم، ليغزوهم في مواطنهم في الأحساء، في وقت اشتداد الحرارة، في شعبان 1333هـ - يونيو 1915م [22]. واتفق مع حاكم الكويت، مبارك الصباح، على أن يسانده ويمده بالسلاح والرجال، وألا يستقبل تلك القبيلة، إنْ لجأت إليه.
وقصد الأمير عبدالعزيز الأحساء، ومعه جنود، لا يتجاوز عددهم ثلاثمائة رجل وجنّد من أهل الأحساء حوالي تسعمائة مقاتل. وكانوا يسيرون ليلاً، لتلافي الحرارة الشديدة. والتقى العجمان في موقع يقال له "كَنْزَان"، حيث بدت لهم الأشجار، في وسط رمال النفود، في الليل، كأنها بيوت من الشعر. فشرع جنود ابن سعود، من أهل الأحساء، يطلقون النار من بنادقهم. ولكن العجمان خرجوا من بيوتهم وكمنوا وراء الأشجار. ولما تقدم المهاجمون، انقض العجمان عليهم من مكامنهم ومن خلفهم. واحتدم القتال، في الليل البهيم، ودارت الدائرة على ابن سعود وجنوده. وجرح الأمير عبدالعزيز. وقتل أخوه، سعد بن عبدالرحمن. وتقهقرت قواته، راجعة نحو الأحساء. وكان ذلك في 15 شعبان 1333هـ - 29 يونيو 1915م.
تعقبت جموع العجمان قوات ابن سعود، وحاصرتهم في بلدة الهفوف. وشددوا عليهم الحصار أكثر من ستة أشهر. وكانت تصل العجمان إمدادات من ابن رشيد، وغيره من أمراء الخليج، ويرعون إبلهم وخيلهم في حرث أهل الأحساء، ويتغذون بثمار نخيلهم.
ولما اشتد الحصار، كتب الأمير عبدالعزيز إلى والده، الإمام عبدالرحمن بن فيصل، لنجدته. فجهز له قوة كبيرة من أهل نجد، سار بها ابنه، محمد بن عبدالرحمن، استطاعت أن تخفف من وطأة الحصار على المحاصرين. ووصلت نجدات أخرى، من الكويت، بقيادة سالم بن مبارك الصباح، ومن منطقة القصيم. وخاضت القوات القادمة للنجدة، والقوات المحاصرة، قتالاً شديداً ضد العجمان. وجرت جولات بين الفريقَين، اضطر، بعدها، العجمان إلى الانسحاب من أطراف الأحساء، متجهين إلى الشمال. فاقتفى أثرهم الأمير عبدالعزيز بن سعود. ولم يتمكن من اللحاق بهم، لقلة الرواحل. وواصل العجمان فرارهم نحو الكويت، حيث آواهم الشيخ مبارك الصباح، على الرغم من العهد الذي بينه وبين ابن سعود. وخسر ابن سعود، في معركته مع العجمان، عدداً كبيراً من رجاله.
وظل العجمان مصدر تهديد لابن سعود، حتى اضطرت بريطانيا إلى الضغط على حاكم الكويت، آنذاك، سالم بن مبارك بن صباح، ليتخلّى عن التعاون معهم، مما دفعهم إلى تغيير موقفهم، وتعهدوا بالانقياد للأمير عبدالعزيز آل سعود.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الدولة السعودية الثالثة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 3 من اصل 4انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» الدولة السعودية الأولى
» الدولة السعودية الثانية
» أفضل 10 روايات عربية(المرتبة العاشرة)كوابيس بيروت
» الأفلام الأكثر شعبية فى العالم(المرتبة العاشرة\نيد فور سبيد)
» طفل في الثالثة يزن 70 كيلوغراماً ..

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المصـــــــــــراوية :: المنتدى العام :: قسم التاريخ العام والشخصيات التاريخية-
انتقل الى: