سيوة الحديثة
البلدة الجديدة – اسواق البلح – الزراعة – الصناعات الزراعية – التجارة – الرى – الصحة .
البلدة الجديدة :
المنازل
وبعد ان استتب الامن وقويت شوكة الحكومة بجهات الصحراء وانقطعت غارات البدو من مختلف القبائل على الواحة بدا السكان في هجر منازلهم المقامة في الواحة القديمة في اعلى التل واتخذوا مساكنهم في السهل المتسع المحيط بالواحة وخططت الحكومة بلدة جديدة على النظام الحديث وان كان لايزال ااسكان محتفظين بعادتهم القديمة وانقسامهم بين شرقيين وغربيين ، فالشرقيون اقاموا منازلهم شرقى البلدة ، والغربيون غربها وتسمى (جارة البلد) .
اما نظام مبانى المنازل فهى من الجالوص (الطين) الذى يوخذ من الارض وقت الصيف حيث تشتد الحرارة وتتبخر المياه فتنشق الارض ويختلط الملح بها فيزيد الطين صلابة اما الاسقف فتعمل عادة من جذوع النخيل وتكسى بالابراش المصنوعة من سعف النخيل . وقد يدا بعض الاهالى باقامة مبان حديثة من طبقين على الطراز الحديث .
اما عادة الاقلال من النوافذ فلاتزال متاصلة فيهم فالنوافذ هناك عبارة عن فتحات صغيرة جدا في سقف الغرف وذلك لابقاء داخل الغرف دائما رطبا لاشتداد الحرارة صيفا حيث تبلغ درجتها احيانا 46 ، 48 درجة . اما البرودة فتبلغ احيانا في ليالى الشتاء بعض الدرجات تحت الصفر حيث تتجمد المياه . وفى بعض الاحيان تعمل النوافذ على شكل مثلث نافذتان في الاعلى وواحدة في الاسفل ، ولكن بالنسبة لاتصال السكان باهالى وادى النيل والسواحل كمطروح وغيرها ، ومن كثرة تردد السيارات الذاهبة والعائدة للواحة يوميا فقد بدا الاهالى في اقامة مبان حديثة وجيدة جداا .
وفى خارج البلدة ميادين متسعة تقام بها الموالد والاجتفالات الدينية خاصة بجوار مسجد سيدى سليمان . وهو من المساجد الحديثة التى اقامتها الحكومة وبلغت تكاليفه حوالى عشرة الاف جنية ومبنى على الطراز الحديث . وبالبلدة جامع اخر قديم يسمى بالجامع العتيق وهو مبنى بالطين (الجالوص) وكذلك مئذنتة المرتفعة ايصا وهى لاتزال قائمة ويقدر عمر هذا الجامع بنحو الف سنة .
اما السادة السنوسية ويسمونهم هناك الاخوان السنوسيين فلهم زوايا كثيرة للعبادة وتلقى العلوم الدينية ولهم في الواحة مقام واحترام كبيران .
اسواق البلح :ومن المشاهد التى تحتاج الى الزيارة والمشاهدة اسواق البلح وهى عبارة عن متسع عظيم من الارض الفضاء محاطة بسور عظيم يجمعها تقريبا في مكان واحد عند مدخل البلدة حيث يجمع المحصول ويسمى بالمساطيح وهى مملوكة لجميع الاهالى والعائلات ولكل عائلة منها مكان محدد باوتاد صغيرة . ويوضع البلح على اكوام عالية ولكل زائر داخل هذا السور ان ياكل كيف شاء . وتعتبر اسواق البلح بمثابة لسواق عظيمة وتجارةكبيرة تجمع التجار من جميع انحاء الصحراء ووادى النيل ، ومتوسط المحصول السنوى منه نحو خمسين الف قنطار تشترى الحكومة منه سنويا نحو سبعة الاف لمعملها بالواحة ولتصديره وكذلك تشترى منه بعض المصانع الحديثة كمصنع اخوان سرسق بمصر كميات كبيرة حوالى عشر الالف قننطار وقد انشا الاهالى هناك مصنعا جديدا لتعبئة البلح وتصديره على النظام الحديث بارشاد وزارة الزراعة ويستهلك هذا المصنع نحو خمسة عشر الف قنطار وتبقى كمية كبيرة بدون استهلاك تاخذ كعلف للحيونات ويبلغ عدد النخيل بالواحة 540 الف نخلة بين مثمر وغير مثمر وفى جارة ام الصغير نحو تسعة عشر الف نخلة ايضا من مختلف الانواع .
الزراعة :يندر جدا ان تسقط الامطار في الواحة وتسير الزراعة هناك على طريقة الرى من مياه العيون المتفجرة كالطريقة المتبعة في الرى المصرى . والاراضى الزراعية في الواحة ترتفع نحو ثلاث او اربع اقدام عن سطح الاراضى السبخة وتحاط الزراعات دائما بسياج من الجريد ليمنع عنها هبوب الرياح وطغيان سفى الرمال الخفيفة المتنقلة .
ومع ان الواحة تبلغ مساحتها حوالى ثمانين كيلو مترا مربعا الا ان الاراضى الزراعية لاتبلغ نحو ربع هذه الساحة .
وتزرع الواحة زيادة عن البلح والزيتون والفواكه المختلفة الحبوب كالقمح والشعير وبعض الخضروات . ولوزارة الزراعة هناك مشتل ومزرعة كبيرة للتجارب ومعمل للبلح ومعصرة للزيتون وبعض الموظفين لارشاد اهالى الواحة وقد نجح كثير من الزراعات هناك .
وتوجد اراض عظيمة ومتسعة صالحة للزراعة والاستغلال اذا وجدت الايادى العاملة كاراضى ناحيتى قوريشت والزيتون وغيرهما وتقوم هيئة تعمير الصحارى هناك الان بمشروعات عظيمة للزراعة والصناعة وغيرها
محصولات البلح :والاحصاء الاخير لاشجار الواحة يشمل الاتى :
مائة الف وثلثمائة نخلة صعيدى و6854 نخلة قريحى وبلحها يشبة البلح الابريمى ويسمونه في مصر بالبلح المغربى ثم 2640 نخلة غزالى وبلحها يشبة البلح العمرى وحوالى مائة الف نخلة غزاوى وهذا النوع يباع للعرب ولاهالى الغرب لرخصه ويستعمل في علف الحيونات بالواحة وغيرها ونخيل ذكر ووشك حوالى ثلاثة وعشرين الف نخلة وعدد النخيل جميعة تقريبا حوالى 240 الف نخلة او ربع مليون نخلة في هذه المساحة الصغيرة . هذا بخلاف واحة الجارة وبها نحو عشرين الف نخلة اخرى .
الزيتون :وبالواحة نحو خمسة و عشرين الف شجرة زيتون ، ثم بها حوالى مائة واثنتى عشرة شجرة رمان والف ومائة شجرة عنب ومثلها من اشجار التين وستمائة شجرة تفاح وثلثمائة شجرة خوخ وخمسمائة شجرة برقوق واربعمائة شجرة ليمون حلو ومثلها تقريبا مالح وكثير من اشجار اللوز والتوت والورد والخروب والكمثرى والبرتقال لايتجاوز مائة لكل نوع وحوالى ماتئى شجرة نبق وتبلغ اشجار الواحة جميعها نحو ثلثمائة الف شجرة بمافبها النخيل بانواعه .
الصناعة :
ولاتوجد في سيوة صناعات مهمة غير صناعة الخوص وعمله مراجين وعمل مفروشلت كالحصير من سعف النخيل . ويصنع السيويون ابواب منازلهم شبابيكها من جذوع النخيل وكذا اسقف البيوت وقد تعلم عدد منهم صناعات حديثة كالنجارة والحدادة بانوعها وقيادة السيارات واصلاحها والبناء الحديث وذلك بالنسبة لكثيرة المنشات الحديثة والمبانى الحكومية .
الصناعات الزراعية :
وقد اصبحوا يجيدون صناعة تجفبف البلح ورصه بالصناديق على النظم الحديث ولفة بالورق اللامع ووضع علامات وصور مشوقة علية . كذلك صناعات العجوة بانواعها باشراف قسم البساتين بوزارة الزراعة ويستهلك غالبا اكثر المحصول بمصر ثم عصر الزيتون وترشيحه لعمل زيت زيتون نقى . وسيوة مشهورة بزيتها من قديم الزمان وادخلوا الطرق الحديثة على عصير الزيتون تحت ارشاد واشراف وزارة الزراعة ايضا . وصفيحة الزيت النقى تحتاح الى قنطار او قنطار ونصف من الزيتون ويستهلك تقريبا اكثر المحصول بالتصدير الى مطروح والقطر المصرى ، ولهيئة تعمير الصحارى مشروعات كبيرة .
اما الفواكه الاخرى فاكثرها مصيره التلف لبعد المسافة وزيادتها عن حاجة الواحة وما يصل الى مطروح منها يكاد يكون تالفا من طول الطريق وشدة الحرارة مع ان الفواكه بالواحة من احلى واحسن الانواع خاصة العنب والليمون والبرقوق والمشمش .
التجارة :
كانت الواحة لعهد قريب تستعمل طريقة التجارة بالتبادل فقوافل العربان تصل اليها من الغرب او من الساحل محملة بالشعير والقمح ويستبدلونه ببلح سيوة او ياتون بالحمير والضان والماعز . والحمير في سيوة قوية وشديدة ومشهورة وتاتى هذه الحيونات غالبا في فصل الشتا بالنسبة لشدة الحرارة بالطريق وقلة المياه وتسير ليلا واغلب تجارتهم وواردتهم من الشعير والشاى والسكر وهم يشربون الشاى بكثرة واحيانا يستعيضون به عن الغذاء اليومى ولذلك ترى اكثر اجسامهم نحيلة وضعيفة .
اما بعد تسهيل المواصلات حيث اصبحت المسافة 300 كيلومتر تقطع بالسيارة في سبع ساعات فقد كثر تردد السيويون على القطر المصرى وقاموا بعمل عقود مع كبار التجار والشركات لتصدير البلح والزيتون وازدهرت تجارة الواحة واعمال التجار حتى انك لتجد كل طلباتك المنزلية وغيرها هناك بسهولة .
الرى :
تروى الاراضى عادة من مياه العيون حيث تسير في قنوات الى الزراعة اما الاراضى العاليا فتخزن لها المياه في دائرة النبع وتقفل طرق الصرف حتى يتجمع الماء ويعلو حتى يصل الى المنسوب المطلوب فتفتح القنوات العلية فيسير فيها الى الاراضى العالية لريها وهذا من عهد الرومان .
اما العيون والينابيع في سيوة وعددها والكلام عنها فقد اوفينا هذا الموضوع حقه في فصول سابقة ويقال انها كانت يوما مانحو الف عين طمس اكثرها ولم يبق منها الان الاحوالى ثلث هذا المقدار واهمها عين الجبار وجلاتى ونقيسة والحاج على والحيبى ومنشود الكبيرة ومنشندت الصغيرة ورحمود وطمازيد ووهيبة في منطقة المراقى وخميسة واهم العيون في سيوة عين الخدم . تابه . سوى . ابو الليف . وطمازوغ الغربية وطينايس . وبستون . ووقلى . ومسقوط . وتابوى . ووراطى . وملولوطنايكيس . وطنغازى .وطموس . وتلحرام . وزمور . والحميدات . والجاوية الحمام . والحطايط وعين البرادت . الزيداف . وعين الهجانة . ثم عين تجزرتى . وطمازوغ . والسفون . والهجانة . والدكرور . والمعمل والسبع الاخيرة هى من العيون الجديدة الحسنة بالواحة وفى منطقة ابو الشروف وقريشت عيون الزيتون . والنقب . وابوشروف . وقريشت .
الصحة :
الامراض المنتشرة هناك الملاريا والالتهاب الرئوى . والامراض السرية اما الملاريا فان وزارة الصحة تقاومها مقاومة شديدة بتطهير المصارف وتكاد تنقرض تماما من الواحة وبالواحة مستشفى على النظام الحديث مستوف لكل المعدات وبه طبيب وسيارت للاسعافات وسرعة الانتقال والحالة الصحية هناك جيدة تماما .
المنشئات الحديثة :
استراحة حديثة جدا من دورين كاملة المعدات تابعة للمحافظة ، ثم مبان عظيمة على النظام الحديث للمركز والجمرك والبريد والحجر الصحى ومعامل لوزارة الزراعة وثكنات عظيمة لقوات الجيش الخصص للدفاع وناد للموظفين وعلى العموم قد محيت الفكرة القديمة التى كانت تلازم اسم الواحة من انها منفى للموظفين فقد اصبحت من خيرة الاماكن للافامة والاستغلال لمن يريد الاشغال الحرة والزراعة ايضا وهى مرتبطة بالقطر المصرى بالتليفون والتلغراف السلكى واللاسلكى وطرق مواصلات بالسيارات وبريد يسير في كل وقت واهلها وديعون كرماء وحسنو المعشر .
السنوسى فى واحة سيوة
ان القوة والنفوذ العظيمين وقة الارادة التى اخضع بها هذا السيدى البدو من صحراء العرب الى صحراء ليبيا والجزء الشمالى من افريقيا تدلنا على المقدرة والقوة الخارقة للشخصية التى يتمتع بها هذا الردل العظيم . ولقد كان رجلا نبيلا عالى الخلق نشر تعاليمة الصارمة ومبادئه القويمة بين طبقات البدو في مجاهل الصحراء .
ولد في الجزائر سنة 1782 . واعلن ان نسبة يتصل بالنبى محمد صلى الله علية وسلم . وكان طويل القامة جذاب المنظر فصيح اللسان وكان اسرعة تفهمة عقلية البدو فضل كبير في نجاحه فقد عرف كيف يؤثر على نفوسهم ويلمس الطريق الى قلوبهم بسهولة . وقد قضى حياتة في تعليم الدين . وبدا حياتة معلما للقران الكريم وكان يجول بلاد شمال افريقيا لهذه الغاية ناسرا طريقتة وتعاليمة ثم زار مكة وبيت الله الحرام حيث تلقى علوم الحكمة وعهود الصوفية وبعد ان اقام بها مدة من الزمان عاد ثانية الى الجزائر ومراكش حيث قضى نحو سبع سنوات في هذه الاقاليم الجبلية ناشرا طريقتة بين القبائل فذاع صيتة وانتشرات طريقتة انتشارا عظيما .
ولم يلبث طويلا حتى وقعت هذه البلاد تحت حكم الفربسيين فراى من الخير الرحيل منها وجعل قبلتة القاهرة فالتحق بالازهر الشريف اكبر جامعة اسلامية في الشرق واقام فيه مدة ولكن تعاليمة وطريقتة لم تصادف اقبالا منه ، كما انه سمع ان اعداءه يكيدون له بمصر فهجر العاصمة الى مكة المكرمة للمرة الثانية وهناك التقى بالسيد احمد بن ادريس ، فانضم اليه واخذ عنه العهد و التصوف وسار الاثنان معا وقاما برحلات عديدة الى مجاهل صحراء العرب وقضيا هناك سنين عديدة ساكبين بين البدو في الحجاز ودخل في طريقتهما اناس كثيرون . وهناك توفى صديقة احمد بن ادريس بعد ان اوصى رجاله ومريديه باتباع خليفتة وصديقه محمد السنوسى كزعيم لهم بدلا منه فبايعوه الزعامة وبذلك سنحت الفرصة للسنوسى فاقام نفسة خليفة عن النبى صلى الله علية وسلم مناديا ان طريقتة هى الطريقة القويمة الخالية من البدع في الدين ، ولكن عرب الحجاز قوم ميالون بطبيعتهم للحروب و المشاغبات والغزو فوجدوا في تعاليم السنوسى ومذهبه ميلا الى الهدوء والسكون فلم تلق تعاليمه بينهم نجاحا . كما ان اشراف مكه ومشايخها راوا في نجاحه سلبا لسلتطهم ونفوذهم فاشاعوا عنه الاراجيف وعن مذهبه مخالفته للدين واصول الكتاب . فقد كان السنوسى يحقق حلمه القديم وهو ضم بدو العرب الى عرب شمال افريقيا ولكن لم يتحقق هذا الحلم القديم ولم يجد له مجالا بالحجاز وخاف غدر اشراف مكه ومشايخها فهاجر من هذه البلاد شطر افريقيا ونزل بجهة بنى غازى بالصحراء الغربية وهناك بنى زاوية واستراحة بجبال ذرنة ونشر تعاليمة وكثر اعوانة فكاانوا يرافقون القوافل في رحيلها في بطون الصحراء .
وقد كان وجود اعوانة مع القافلة كافيا لحمايتها من تعدى اللصوص وقطاع الطرق بالسطو عليها وسلبها وبعد ذلك اتخذ السيد السنوسى صوامع للعبادة في مغارات واحة سيوة بالقرب من قصر الحسن واصبح اسمه كالسحر وسط بدو الصحراء .
ومن مذهبه منع التدخين وشرب القهوة والتزين بالحلى ونسبوا اليه مكرمات كثيرة وقد كان يقيم محاكم لمعاقبة المخالفين من اهل مذهبه ويجازى السكران بمائة جلدة ويقطع اطراف اصابع يد المدخن عبرة لغيره . ولهذه الاسباب اصبح بدو العرب اكثر شربا للشاى عن القهوة التى يشربها بكثيرة عرب الشرق كالحجاز وسناء .
وارتفع شان السادة السنوسية واصبحوا اغنياء وكثر عندهم العبيد واتسع سلطان ملكهم في شمال افريقيا بشكل غريب . وفى ايامه الاخيرة كانت كلمتة قانونا نافذ المفعول . ولما توفى 1859 في واحة جغبوب التى تبعد 90 ميلا غرب سيوة ازدحمت الحجاج بالواحة القادمين اليها من بلاد العرب وافريقيا . وقد قدر اتباعه بنحو مليونين من الانفس واصبحت جغبوب قبلة الحجاج السنوسيين وقبلة الانظار لاهل مذهبهم . ولقد وضع في ايلمه الاخيرة في منزلة الاولياء الابرار حتى انه كان لايمكن لشخص ان يتطلع الى وجهه ومن راه فقد حل به الحظ والشرف العظيم .
ولقد كان يميل الى الرجولة العربية حقا كما اكن فارسا ممتازا وصيادا ماهرا وكانت اسطبلاتة تزخر باحسن انواع الخيول العربية الاصيلة وفى اواخر ايامة قدم القاهرة وفى ركابه الالاف من العرب وعسكر بالقرب من الاهرام واستقبل من الحكام بكل اكرام وتعزيز كاستقبال الملوك .
والابن الاصغر اختاره ولده خليفة وسما محمد المهدى وكان يرافقة في حله وترحاله . واذا دخل والده مسجدا ، فقد كان هو الذى يخلع حذاءه ويلبسه له وكان ذلك شرفا عظيما وبعد وفاته اقيم محمد المهدى خليفة له وفى سنة 1904 توفى محمد المهدى فاقيم السيد احمد السنوسى خليفة له وكان السنوسيون يلازمون السكون والهدوء تحت حكم الاتراك ولكن لما استولى الايطاليون على طرابلس ضيفوا عليهم فاظهر لهم السنوسيون العداء واسسوا دولة عربية في الجبل الاخضر وجبال درنة كانت ذات نفوذ تخطب ودها الدول المجاورة ووجد البريطانيون بمصر ان من صالحهم ايجاد الهدوء على حدودنا الغربية ، فكانوا دائما يخطبون وده ليحافظ على وقوفه على الحياد وارسلوا اليه خطابات عديدة . ففى سنة 1951 ارسل جعفر بك (جعفرباشا) الان الذى قتل اخيرا بالعراق اليه باسلحة وذخائر وتم تعليم خمسة الاف محارب من رجال السنوسية ملمين تماما بالمدافع وغيرها ، وفى نوفمبر اسروا رجال السفينة (طارا) وانسحبت القوات البريطانية والمصرية من السلوم وبرانى واحتلها السنوسيون وهاجموا مرسى مطروح حوالى ديسمبر من نفس السنة وقطعوا خط سكة حديد مريوط ولكنهم ارتدوا عنها وحدثت عدة مواقع في يناير بناحية بئر الشوالحى وجهة جلاذين غرب مرسى مطروح بنحو 40 كيلومرتا . وفى فبراير من السنة التالية تقدمت القوات المصرية والبريطانية الى النجيلة وزحفت خلف العدو الى وادى المقتلة ، كما يسميه العرب وحدثت موقعة بجهة العقاقير على بعد 14 ميلا جنوب شرقى برانى وتقهقر السنوسيون واحتلت القوات برانى في 26 فيراير ووقع جعفر باشا اسيرا .
وفى 14 مارس استولت قواتنا على السلوم وفى 17 مارس خرجت قوات سيارات مسلحة للبحث عن اسرى المركب طارا ، وبعد بحث 116 ميلا عثرت عليهم وعادات ب40 منهم على قيد الحياة وقطعت 240 ميلا في اربع وعشرين ساعة في الصحراء بقيادة دوق وست نستر .
اما السيد احمد الشريف السنوسى فقد رحل في غواصة المانية الى الاستانة . وبعد الحرب الكبرى قام عدد كبير منهم في مرسى مطروح منهم السيد صفى الدين والسيد ابراهيم والس احمد والسيد شمس الدين ولهم زواي بها وبسيوة والزيتون مع الحكومة باملاك في وادى النيل ويتزعم السنوسية الان الملك ادريس السنوسى ملك ليبيا وهو الذى بايعه المرحوم السيد احمد الشريف بالخلافة من بعده .