قدم الاستاذ عامر المطوع من مكتب براءات الاختراع بالامانة العامة لمجلس التعاون الخليجي بحثاً مطولاً عن مخاطر الألعاب الاليكترونية الحديثة على الجيل الناشئ في الدول العربية والإسلامية وتأثيراتها السلبية على تفكيرهم وتهيئتهم ليكونوا اكثر عنفاً وإقداماً على ارتكاب الجرائم والمحرمات تحت عنوان (الألعاب الاليكترونية بين الترفيه والتدمير) واشتمل البحث على مجموعة من المقالات لمتخصصين في التربية والاجتماع وعدد آخر من البحوث والدراسات المتخصصة، وقدم في نهاية بحثه الذي ارسله إلى عدة جهات تعليمية وأمنية واعلامية حصلت (الرياض) على نسخة منه اقتراحاً بتشكيل لجنة لدراسة تأثير الألعاب الاليكترونية على الجيل الناشئ وطرق الوقاية منها ووضع معايير لما يمكن السماح له بالوصول إلى الاسواق وما يمنع وصوله لخطره الشديد عليهم.
تطور ادوات اللعب
لقد تطورت ادوات واساليب اللعب في الوقت الحاضر عما كانت عليه في الماضي فظهرت الاجهزة والألعاب الاليكترونية وكانت البداية بسيطة كجهاز والعاب ذات مغزى وهدف جيد لغرس مبادئ التركيز وقوة الملاحظة والتخطيط مثل اجهزة الاتاري في السابق وبعض الاجهزة القديمة المعروفة التي تحتوي ذاكرتها اكثر من 05 لعبة محفوظة في ذاكرتها وما على اللاعب سوى ضغط زر تغيير اللعبة والتي تتضمن العاباًمثل كرة التنس والضفدع والذي يتجاوز الشارع وغيرها من الألعاب المبسطة ومما لا شك فيه ان تلك اللعبة تخاطب القدرات العقلية موطن الابداع وتؤكد على اهمية المهارات الذهنية كونها محركاً وباعث ذلك الابداع.
أما أحدث الألعاب فعدا انها قد تعلم اساليب الجريمة أو فنونها وحيلها فإنها كذلك تنمي في العقل قدرات ومهارات آلتها العنف ونتيجتها الجريمة وهذه القدرات المكتسبة من خلال الاعتياد على ممارسة تلك الألعاب يمكن أن توجه إلى اعمال الخير أو الشر لأنها مجرد قدرات ولكن مكمن الخطورةهو ما اعتاد عليه الطفل أو الشاب منذ نعومة اظفاره، إن الواقع الافتراضي الذي تقدمه تلك الألعاب متطورة بشكل منقطع النظير من ناحية بناء الفكرة اللعبة وأهدافها وتسلسل خطواتها ومراحلها أو تدرج اللاعب في تشربها خلال اللعب، أو على مستوى الخيارات الواجب تنفيذها من قبل اللاعب سواء قتل شخصيات محددة أو مهام تفجير وتدمير واحتلال وتخريب أو سرقة وما إلى ذلك، بل حتى في بعض الألعاب التعامل مع داعرات وقبل الاتاوات منهن أو قتل من تخرج عن طوعه وأوامره، إلى الدخول في العالم الافتراضي والجلوس في غرفته مع فتاة ترقص امام اللاعب وتقوم بالتعري امامه إلا القليل من الخيوط التي لا تستر بقدر ما تبدي!!، كما توجد في الاسواق لعبة sims التي تنشئ فيها عالمك الخاص ومن ذلك فكرة تكوين اسرة بالقيام بالجماع الاليكتروني مع امرأة ومن ثم الحصول على الاطفال وتربيتهم، وقد اضطرت دول غربية كثيرة إلى فرض شروط على اعمار مستخدمي بعض الألعاب كما في امريكا وفي استراليا منعدخول بعض الألعاب الاليكترونية.
يمكن للباحث أن يزور معرضاً واحداً أو اثنين في مدينة كبيرة كالرياض ليرى عشرات بل مئات الاشرطة الموجودة تحت سقف واحد والوقوف على نسبة مخيفة منها تحرض على العنف والرذيلة والانحراف منها على سبيل المثال لا الحصر شريط لعبة سرقة السيارات gta وهدف هذه اللعبة لا يتعدى ثلا ثة اهداف:
1- كيف تسرقالسيارة.
2- كيف تقتل وتنفذ الخطط الاجرامية والاغتيال والقتل وحرب الشوارع مع الشرطة .
3- الجلوس مع الداعرات والتعرف والانغماس في عالم الرذيلة.
ولا يخفى أن السبب في ظهور هذه الألعاب بالدرجة الاولى هو الكسب المادي وهو هدف واضح وصحيح في الظاهر وذلك لأن الزبون هو الطفل الذي لا يكاد يمل من اللعب وهكذا يتم تدمير ابنائنا بأموالنا وتحت انظارنا.
ورقة الدكتور حامد الشمري
وفي ورقة مقتضبة للدكتور حامد الشمري مدير إدارة الدراسات بمجلس الشورى يقول: يلاحظ المواطن الكريم خلال السنوات الاخيرة انتشار محلات بيع الألعاب الالكترونية بشكل كبير بمختلف اشكالها واحجامها واستعمالاتها، ويقابل هذا الانتشار طلب متزايد من قبل الاطفال لاقتناء هذه الألعاب الالكترونية، فتحت مطالب واصرار الطفل يرضخ الاب والام لتلبية ذلك حتى اصبحت غرف الاطفال تعج بالألعاب منها ما هو يعمل بالكهرباء، واخرى تعمل بالليزر، أو الذبذببات، وبالتالي يقع الطفل تحت تأثير اشعاعات تلك الألعاب الخطرة. إن معظم اولياء الامور لا يدرك مخاطر وتبعيات هذه الألعاب خصوصاً عندما يصاحب ذلك سوء استخدام من قبل الطفل، كما أن غياب الرقابة على محلات البيع ادى إلى وجود العاب لها آثار صحية وسلوكية سيئة على المستخدم، ولقد أثبتت الاحصاءات الصادرة من بعض الجهات الدولية المتخصصة أن آثار هذه الألعاب على صحة وسلوك الطفل، تقع ما بين الادمان على ممارسة هذه الألعاب، وبين الاصابات المختلفة لاعضاء الجسم، إلى غير ذلك من الآثار الاخرى، على شخصية الطفل.
أما الجانب السلوكي للاطفال فيتأثر سلباً بما يشاهده من العاب الفيديو والاقراص المدمجة عبر شاشات التلفزيون والكمبيوتر، مما جعل سلوك الطفل يميل إلى العنف والعدوانية والتقليد، وغير ذلك من مظاهر السلوك المكتسب من هذه المشاهدات المتنوعة المثيرة.
ولقد سمعت من احد اولياء الامور وهو يشكو حالة اطفاله ممن اصيبوا بهوس اقتناء تلك الألعاب الالكترونية والادمان عليها من وجود بعض المشاكل الصحية والتربوية بين اطفاله، بالاضافة إلى أنه من بين تلك وجد أن الآثار السلبية الناتجة من الافراط الشديد بهذه الألعاب الالكترونية تدمع العينين، وضعف النظر، والصداع والدوار إلى ضعف التحصيل الدراسي، وكذلك العزلة عن الناس وانتشار السمنة بين الاطفال.
فكثير من اولياء الاطفال يرى في اقتناء هذه الألعاب الالكترونية بعض الفوائد كأن تحد من خروج الطفل خارج المنزل أو كبديل لأخذ ابنائه في نزهة ميدانية للحدائق، أو للبراري نظراً لأنه مشغول ولديه الكثير من الارتباطات، وبالتالي يحرص على توفير كل ما يريده الطفل وما علم هذا الاب بأنه عمل على غرس مبدأ الكسل والخمول في ابنائه وصرفهم عن التحصيل الدراسي وقادهم إلى اكتساب سلوك وحالات مرضية نتيجة الالتصاق الشديد بهذه الألعاب الخطرة، قد يقول البعض بأنهذه الألعاب فيها ما ينمي قدرات الطفل العقلية وانني أرى أن الكثير منها عكس ذلك فهي تعد ضرراً على العقل والابداع، كيف لا والطفل يبقى ولساعات طويلة مشدود الذهن وربما مفزوعاً وخائفاً ومتوتراً امام شاشة التلفزيون او الكمبيوتر لمتابعة جملة من الألعاب ذات الثقافة والمرجعية التربوية المستوردة، علاوة على ما تسببه هذه الألعاب الالكترونية من اضرار نتيجة ما تفرزه من اشعاعات وذبذبات على جسم الطفل، وما يصاحب ذلك لاحقاً من تهيئات واحلام مفزعة اثناء الليل لبعض الاطفال خصوصاً تلك الألعاب، والقصص، والمشاهد المرعبة المتوفرة على الاقراص المدمجة تؤدي ايضاً إلى اطلاق العنان لخيال الطفل في امور متناقضة.
بالتأكيد الطفل لا يدرك مخاطر وتبعيات الألعاب الالكترونية ولكن تبقى مسؤولية ذلك على المنزل، فمتى ادرك الوالدان العواقب المترتبة على اقتناء بعض تلك الألعاب الالكترونية عبر شاشة التلفزيون، فإن الاضرار سوف تكون بإذن الله بسيطة، ورب الاسرة يملك القرار فياسعاد اسرته من خلال تخصيص وقت لافراد اسرته للقيام بزيارة الحدائق والمنتزهات، والسفر لبعض مدن بلادنا الجميلة وغير ذلك من الترفيه المفيد الذي يقلل من احساس الطفل بالملل، كماأن الواجب على رب الاسرة أن ينمي في ابنائه حب القراءة والاطلاع وممارسة الرياضة المنظمة، لذا فإن دور الاسرة كبير في توجيه وترشيد وقت الابناء بحيث يكون محدداً ومتفقاً عليه بما في ذلك الوقت المخصص للالعاب، ولا شك أن المنزل يعتبر منطقة الدفاع الاولى لكل سلوك أو عادات وافدة ودخيلة على مجتمعنا السعودي، فمن خلال التربية الصحيحة نستطيع الحفاظ على تقاليدنا وقيمنا الإسلامية المستمدة من الكتاب والسنة، والمنزل ممثلاً بالوالدين هما خير من يقوم بهذه المهمة الصعبة فهما إن شاء الله الاقدر على تمييز الصالح، وغير الصالح، وانتقاء وسائل الترفيه الاكثر فائدة لابنائهم، خصوصاً مع تزايد دعاة الانحلال والسفور، والتفكك الاجتماعي وتوجيه اسلحتهم المسمومة وامكاناتهمم تحت جملة من الاساليب والطرق المدروسة الخداعة، لتدمير المجتمع المسلم المحافظ على عاداته وتقاليده وقيمه الاصلية التي من اجلها خلق الإنسان، وإن شاء الله لن يتحقق لهم ما يهدفون إليه مادام ولله الحمد قيادتنا الرشيدة تحرص كل الحرص على تطبيق الشريعة الإسلامية السمحة وتعمل من اجلها وبموجبها ونبذ كل ما يتنافى مع مبادئ الشريعة الإسلامية يؤازرهم ويدعمهم كافة افراد هذا الشعب الطيب.