فقد جاء عن بعض السلف: مستقر الرحمة: هي الجنة، وليس من باب الحلول، فأدخلنا في مستقر رحمتك، الجنة هي رحمة الله، والرحمة رحمتان: رحمة مخلوقة، والرحمة التي هي صفة من صفات الله، والمراد بمستقر رحمتك، يعني: الرحمة المخلوقة، والجنة من رحمة الله، ومن ذلك جاء في الحديث: "إن الله خلق مائة رحمة، فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءًا، وأرسل جزءًا منها في الأرض فبها يتراحم الخلق، حتى إن الدابة لترفع حافرها عن ولدها حتى لا تصيبه، فإذا كان يوم القيامة قبضها فأكمل بها المائة، يرحم بها عباده يوم القيامة". هذه الرحمة المخلوقة، وهي غير الرحمة التي هي صفة من صفاته.
ومنه الحديث: "أنه احتجت الجنة والنار، فقالت النار: فيَّ الجبارون والمتكبرون، وقالت الجنة: فيَّ ضعفاء الناس ومساكينهم، فقضى الرب بينهم أنك الجنة رحمتي أرحم بك من أشاء" (مسلم: الجنة وصفة نعيمها وأهلها (2847)، وأحمد (3/79). فسماها: رحمة، فهي رحمة مخلوقة