اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 18119 تاريخ التسجيل : 15/11/2011 الموقع : المحلة - مصر المحروسة العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى المزاج : متوفي //
موضوع: الزواج السياسى عبر التاريخ السبت 20 ديسمبر 2014 - 5:33
الزواج السياسي من قبيل زواج المصلحة وهذا متوقع في ماضى العصور على الخصوص لأن الفتاة لم يكن لها رأى ولا إرادة في قبول من تتزوجه إلا فيما ندر ولذلك اتخذ الملوك من بيدهم الحل والعقد زواج أبنائهم أو بناتهم وسيلة معتادة مألوفة لدعم الروابط بينهم وبين غيرهم على النحو الذي يتوقعون وهذا ملحوظ في زواج الامراء والأميرات الذي يقضى بالضرورة إلى دعم الروابط بين دولتين وإذا تتبعنا ذلك في الماضي البعيد وجدنا رمسيس الثاني يعقد معاهدة مع ملك الحثيين الذي صحب ابنته " لرمسيس الثاني" ليتخذها زوجة وليس بخاف ان هذا زواج سياسي بكل ما تنطوي عليه الكلمة من معنى ولا نعد والحق إذا قلنا ان هذا زواج أشبه ما يكون بالتوقيع على معاهدة صداقة وتعاون بين هذين الملكين بل كان فرعون إذ أراد أن يجامل جارا له من الملوك أو العظماء ويتحبب إليه كان أهم مظهر لذلك هو أن يجعل من ابنته زوجة له على ان تعامل معاملة الزوجة الشرعية وتكون لها مكانة الملكة. وهكذا فعل تحتمس الرابع وامنحتب الثالث وامنحتب الرابع عندما اتخذوا لأسباب سياسية أميراث من بلاد بابل وميتاني وجعلوهن زوجات ملكيات عظيمات وهذا يذكرنا في العصر الإسلامي بزواج قطر الندى ابنه خماوريه من الخليفة العباسي المعتضد وقد ظهرت فكرة المصاهرة بين البيت الطولوني والبيت العباسي عندما توفى الخليفة العباسي المعتمد 278هـ وبويع بعده بالخلافة ابنه أبو العباسي المعتضد وشعر خمارويه بأهمية الحفاظ على العلاقات الطيبة مع الخليفة الجديد فأرسل إليه رسوله الحسن بن عبدالله الذي كان معروفا بأبن الحصاص وحملة النفائس من الهدايا التي تنم عما في مصر من ثراء وخصب ورخاء كما كلفه بأن يعرض على الخليفة ان يصهر إليه بزواج ابنته قطر الندى من ابنه فقبل الخليفة المصاهرة على ان تكون قطر الندى له زوجة هو ونرى من ذلك ان هذا الزواج كان له أهداف لكلا الطرفين أولا بالنسبة لخماوريه كان يهمه توطيد علاقته بالخليفة والخلافة العباسية ببغداد وبالتالي يأمن العزل والتهديد وكان هذا الزواج بالنسبة للخليفة العباسي يشكل توفير الأمن من ناحية البيت الطولوني واستمرار تبعية مصر له . بسبب هذا الزواج فكان هذا زواجا سياسيا بالمعنى الأصح. وهناك زيجات أخرى تمت في العصر الاسلامي بهذا الغرض منها زواج الناصر محمد بن قلاوون من الأميرة المغولية والتي ذكرها المقريزي في خططه موضحا ان الناصر محمد بن قلاوون تزوج الأميرة المغولية طلنباى فقد رغب الناصر في الزواج من احدى أميرات البيت المغولى حتى يمحو منهم الشعور بمرارة هزيمتهم أمام جيش مصر لكن المغول طلبوا لأميرتهم مهرا باهظا قدرة ألف دينار وألف فرس وألف عدة كاملة للحرب وان تحضر جماعة من مصر مع نسائهم لصحبة العروس من بلادها إلى مصر ما كادت تمضى سنوات ثلاث حتى أرسل المغول من تلقاء أنفسهم إلى السلطان أميرة من أحفاد جنكيز خان وهي الأميرة طلنباى وفي حاشيتها في بعض أمراء المغول وفي خدمتها ستون جارية وجرت مراسم الزواج بالقلعة 720هـ 1320م على صداق قدره ثلاثون ألف دينار ولم يدم هذا الزواج سوى ثماني سنوات. ومما نلتفت إليه ان الزواج على هذا النحو أضحى معروفا مألوفا معتادا منذ عهد الفراعنة وكان له الدوام في العصر الإسلامي