الزواج الملكي[عدل]
التعارف[عدل]
كانت ناريمان صادق مخطوبة للدكتور محمد زكي هاشم النائب في مجلس الدولة، وقد تحدد موعد عقد القران وأُرسلت بطاقات الدعوة لحضور حفله المقرر، ولم يبق إلا أن تختار العروس الشبكة.
[18] ودبر الصائغ أحمد نجيب بالتعاون مع حاشية الملك موعدًا تأتي فيه ناريمان إلى محله حيث ينتظر فاروق في مكان ما يراقبها دون أن تراه، ولكن فاروق غير ذلك المخطط وخرج إليها مباشرةً يعرض عليها الزواج
[3] وسافر زكي هاشم إلى جامعة هارفرد للحصول على الدكتوراة، ومنح الملك والد ناريمان لقب بك.
[3] وبناء على الأوامر الملكية أُلغي كل شيء،استعدادًا للزواج الآخر من الملك فاروق الذي يرفضه الأب حسين صادق بإصرار ولعله كان السبب في إصابته بأزمة قلبية حادة أدت إلى وفاته،
[1] وذهب الملك فاروق للعزاء والمواساة في منزل ناريمان.
[29] كان الملك فاروق في ذلك الوقت النموذج الصارخ للفساد والشعب المصري يغلي من سوء تصرفاته وفضائحه في الداخل والخارج، ومنها قيامه قبل وقت قليل بتطليق السيدة التي أحبها الشعب وأخلصت له فأخلص لها، الملكة فريدة التي كانت أول ثائرة على عرشه.
[30] واعترفت ناريمان أن لقب ملكة كان يجذبها للزواج من الملك، ولكنها بعد ذلك تأكدت أن اعتراض ورفض والدها كانا في محلهما تمامًا.
[31]وبدأ الملك يرسل لناريمان الخطابات وكان حريصًا على أن يرفق مع رسائله الورد الأحمر القاني، وكانت رسائله مكتوبة باللغة الفرنسية.
[32] واعتمدت الأسرة على أحمد نجيب الجواهرجي في كتابة رسائل ناريمان التي ترد بها على الملك بحجة أن ناريمان لا تجيد الفرنسية بالشكل الذي يمكن أن تكتب به ما يُرضي الملك، خاصة الرسالة الأولى.
[33] ولم يعجبها ما كتبه الجواهرجي واعترضت عليه شكلًا وموضوعًا، وتقدمت ناريمان برجاء إلى مدرسة اللغة الفرنسية المتخصصة لتعيد صياغتها بالشكل المناسب واللائق، وبلغة فرنسية سليمة حتى تقوم بعد ذلك بنقلها بخط يدها بالفرنسية بعيدة عن إسفاف الجواهرجي الذي كان بعيدًا عن الأصول والحياء بالإضافة إلى جهله بالكتابة بالفرنسية، بالرغم من إجادته الحديث بها.
[34]وجرت بين فاروق وناريمان مكالمة هاتفية كانت الأولى والأخيرة طيلة عمرها أخبرها فيها بقراره أن تسافر معه إلى أوروبا فانهارت باكية حيث ظنت أنه يتلاعب بها ولا يرغب في الزواج حيث لم تكن خطبتهما أُعلنت رسميًا بعد، وقد حذرها والدها قبل وفاته من أن تكون تلك هي رغبة الملك وعندما سألته عن من الذي سيرافقهما فقال أنه قرر ورتب كل شيء وأنها ستسافر هي وعمها فقط.
[2][35] فترة التأهيل للحياة الملكية[عدل]
ناريمان قبل الزواج الملكي بأيام في مايو 1951
جريدة المصري، عدد 11 فبراير 1951م، وفيه خبر إعلان خطبة الملك فاروق لناريمان في يوم عيد ميلاده
لم تكن ناريمان مؤهلة لكي تكون ملكة وتجلس على العرش، وكان لابد من إعدادها الإعداد اللائق لهذا المركز الخطير، ولم يجد الملك فاروق أمامه إلا فكرة واحدة، أن يرسل الملكة المقبلة إلى أوروبا تتعلم فيها كيف تمشي وكيف تأكل، وكيف تحدث الناس.
[27] وربما كانت في ذاكرة الملك فاروق الأيام الأولى من شبابه بعد أن مات والده الملك فؤاد، فقد أرسلوه في بعثة سريعة إلى إنجلترا يتعلم فيها كيف يكون ملكًا.
[11]وأُعدت الترتيبات لهذه الرحلة وكان المطلوب إحاطتها بسرية تامة حتى لا تتسرب أخبارها للصحف الأجنبية على وجه الخصوص.
[12] وخرجت ناريمان من مطار ألماظة وهي تحمل جواز سفر تغير فيه اسمها قليلًا من ناريمان صادق إلى سعاد صادق.
[3][36] قرر الملك فاروق أن يتغير اسم ناريمان مؤقتًا وهي تسافر إلى إيطاليا إلى اسم سعاد صادق وهو اسم مستعار على أساس أنها ابنة علي بك صادق الذي كان السفير المصري في روما عبد العزيز بدر متزوجًا ابنته، فقد استدعاه الملك فاروق بالفعل إلى القاهرة هو وزوجته واتفق معهما على الخطوط العريضة في البرنامج الخاص الذي أُعد لناريمان لتصبح ملكة وأن تنزل في ضيافة السفير وزوجته في السفارة المصرية في روما.
[37] وانتقلت طائرة خاصة تقلها من مطار ألماظة في القاهرة إلى مطار كابيتشينو في روما.
[13]بدأ السفير المصري في روما يرتب إقامة ناريمان بالشكل الموضوع ويرتب برنامج إعداد ناريمان لتصبح ملكة فاستدعى لها كبيرة وصيفات القصر الملكي في إيطاليا في عهد الملك فيكتور عمانويل لتقوم بتعليمها أصول البروتوكول الملكي الإيطالي وتولى هو بنفسه تدريس البروتوكول الملكي المصري لناريمان.
[38]، كما استدعى لها الآنسة براون أستاذة اللغة الإنجليزية لتدرسهاأيضًا، وخُصص جناح بعيد في مبنى السفارة ليكون مدرسة لتعليم الرقص الكلاسيكي ورقص الباليه، كما عملوا على ضبط ومراقبة وزنها حيث لا يتعدى 110 رطلًا حسب تعليمات فاروق.
[3][19] وكان السفير يصاحب ناريمان أثناء ذلك كله، ويبعث بتقاريره إلى القصر الملكي في مصر لتكون أمام الملك.
[39] واستقل السفير وناريمان سيارة فيات صغيرة حتى لا يلفت الأنظار وانطلق بالسيارة إلى عواصم القارة الأوروبية وطاف بها في أشهر المتاحف والأماكن الأثرية المعروفة وغير المعروفة.
[40] ورغم كل المحاولات لإضفاء نوع من السرية والكتمان على هذه الرحلة، فإن الخبر تسرب إلى الصحفيين، وتحول الفندق الذي تنزل فيه ناريمان إلى سجن، فهي لا تستطيع أن تخرج منه، ولا يمكنها أن تفتح النافذة أو تقف في شرفة بعد معرفة الصحفيين مكانها وخشية من دافع الفضول لديهم.
[41]استطاعت الصحافة الأوروبية معرفة الحقيقة ورصدت إحدى وكالات الأنباء مكافأة لمن يستطيع أن يأتي بصورة واحدة لناريمان الملكة المرتقبة على عرش مصر وهي تتجول في بلدان أوروبا.
[39] وأصدر الملك تعليماته العاجلة بعودة ناريمان من أوروبا والاكتفا بتلك الفترة الزمنية التي زادت عن نصف عام لها في خارج مصر، وصلت برقية تفيد ذلك، وأُعدت على الفور الباخرة "إكسكاليبار" لتبحر بالجميع، ناريمان، وعمها مصطفى صادق، والسفير، وزوجته.
[42]شهدت ناريمان استقبالًا رسميًا حافلًا في ميناء الإسكندرية حيث كان كبار رجالات القصر الملكي في انتظارها، وكانت مجموعة من الوصيفات قد خرجن في اللنشات البحرية لاستقبال الملكة الجديدة.
[43] وكان على الباخرة ضيوف من الأسرة المالكة منهم الأمير العثماني محمد علي إبراهيم، والأميرة هانزادة، وهي في نفس الوقت ابنة عمر الفاروق الأمير العثماني، وكانت مشهورة بالجمال والأناقة والحسن هي وشقيقتها الأميرة نسل شاه ومعهما الأميرة فضيلة.
[44] فتصور ضيوف الباخرة من الأسرة المالكة أن كل هذا الاستقبال لهم، في نفس الوقت الذي كانت فيه ناريمان تعد نفسها للتسلل من الباخرة مع عمها بعيدًا عن الاستقبال فلم يكونا يتصوران أن هذا الاستقبال لهما وكانا حريصين على الالتزام بتوجيهات الملك.
[45] وحدث ما ليس في التصور والحسبان وتقدمت السيدة "أواكحيل" نحو ناريمان مباشرة وذهلت ناريمان وهي تتلقى التهنئة بسلامة الوصول منها وتتسلم باقة زهور ومن حولها موكب المستقبلين بينما كان الأمير محمد علي إبراهيم في ذهول من الموقف.
[46]كانت الخاصة الملكية قد أعدت لها لنشًا فاخرًا لتستقله ناريمان وعمها، وكانت التعليمات أن تذهب إلى قصر رأس التين لتأخذ بعض الراحة، ثم تتوجه بعد ذلك إلى القاهرة مباشرة في السيارات الملكية، وعندما نزلت ناريمان إلى الرصيف كانت المفاجأة الضخمة أمامها، الملك فاروق نفسه الذي لم يرد أن يقول لها من قبل أنه سيكون موجودًا في انتظارها في الإسكندرية.
[47] وبعد استراحة قليلة في رأس التين خرج موكب ملكي، مجموعة من السيارات تبلغ العشرين تشق طريقها إلى القاهرة وهي تقل العشرات من الحاشية الملكية والوصيفات اللواتي قدمن بأوامر ملكية لتحية ناريمان.
[44] وقاد الملك السيارة وبجواره جلست ناريمان، وأعطى تعليماته بأن يكون مصطفى صادق في سيارة أخرى، لكنه سمح لخادمه أنطوني بوللي أن يركب السيارة معه، فجلس في المقعد الخلفي.
[48] إعلان الخطبة والزواج الملكي[عدل]
الملكة ناريمان يوم زفافها بالملك فاروق
فاروق وناريمان في زي البحرية عند وصولهما إلى كابري ليقضيان شهر العسل
ومرت أيام وإذا بالمفاجأة الكبرى يعلنها الملك فاروق في نشرة الأخبار الإذاعية في راديو القاهرة، خطوبة الملك لناريمان حسين صادق.
[2][47] وكان ذلك يوم عيد ميلاد فاروق يوم 11 فبراير 1951م.
[49] وكان مصطفى صادق حينما استمع إلى النبأ يتناول طعام الغداء، فأسرع واتصل هاتفيًا بناريمان مهنئًا، وإذا به يعرف أن الملك فاروق موجودًا عندها، وطلب الملك من ناريمان دعوة عمها للحضور ومشاركتهم في الفرحة.
[50] وتزوج الملك فاروق من ناريمان صادق لتصبح الملكة ناريمان، وعلى رأسها تاج العرش الملكي هدية من الملك فاروق، وقد بلغت تكاليفه في تلك الأيام 40 ألف جنيه، وكان ذلك يوم 6 مايو 1951م.
[2][51] وارتدت ناريمان ثوبًا من الستان الأبيض مرصع بعشرين ألف قطعة ماسية.
[3] وقام الملك فاروق والملكة ناريمان برحلة شهر العسل التي استمرت 13 أسبوعًا، ظهرت خلالها أعراض الحمل على الملكة، وكان ذلك أثناء إقامتهما في كان (فرنسا) بفرنسا.
[52]وقدم المليونير أحمد عبود هدية للملك والملكة بلغ ثمنها في ذلك الوقت 35 ألفًا من الجنيهات، وقُدمت هدية أخرى عبارة عن حزام روماني من الذهب الخالص قدر ثمنه أيضًا بعشرة آلاف جنيه، وقُدمت هدية أخرى عبارة عن أطقم من الفضة الخالصة المطعمة بالذهب الخالص وتبلغ قيمتها حوالي مائة ألف من الجنيهات من الشركات الكبيرة الشهيرة في مصر وتلقى القصر الملكي العيد من الهدايا الأخرى المتنوعة منها طقم شاي وقهوة من الذهب الخالص بثلاثين ألف جنيه مصري.
[48] وقدم البرلمان المصري إلى الملكة ناريمان والملك فاروق في هذه المناسبة صينية رائعة مرصعة بالماس وعليها عبارة:
| من نواب الشعب المصري إلى ملك البلاد فاروق وزوجته الملكة ناريمان مع التحيات والتمنيات بولي العهد الجديد النجيب والعهد الجديد إن شاء الله".[53] |
|
في تلك الفترة عزل الملك فاروق شيخ الأزهر الشيخ عبد المجيد سليم من منصبه لمجرد التلميح الذي ألمح به إلى إسراف الملك فاروق الذي انغمس فيه أثناء رحلاته إلى كابري والريفييرا فقال "تقتير هنا وإسراف هناك" فرد عليه الملك فاروق على الفور "لقد قررنا فصلكم!" ووقع الملك قرار الفصل والعزل لشيخ الأزهر وهو على إحدى موائد القمار.
[54]