صالح المحلاوى
اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 18119 تاريخ التسجيل : 15/11/2011 الموقع : المحلة - مصر المحروسة العمل/الترفيه : اخضائى اجتماعى المزاج : متوفي //
| موضوع: قطر الندى (أميرة مصرية) السبت 20 ديسمبر 2014 - 2:26 | |
| قطر الندىقطر الندى اميرة مصرية , هي بنت خمراويه ابن احمد بن طولون لقبت بقطر الندى لما كان في حفل زفافها من مظاهر عز و رفاهيةإنها أسماء – و هذا هو اسمها الحقيقى – بنت خمارويه (تولى بعد وفاة أبيه سنة 271 هـ ) بن أحمد بن طولون مؤسس الدولة الطولونية فى مصر (254- 292 هـ ) و بانى مدينة القطائع ليتخذ منها عاصمة لمصر بديلة عن الفسطاط التى بناها عمرو بن العاص . و كان خمارويه واحدا من أربع و ثلاثين من الإخوة !! و كانت الدولة المصرية تمتد من برقة غربا حتى الفرات شرقا شاملة فى ذلك الشام , لكنها مع ذلك كانت منضوية روحيا تحت لواء الدولة العباسية فى بغداد , لكن الدولة الطولونية كانت تخوض ضد جنود الدولة العباسية المعارك من أجل الحفاظ على استقلالها ..حتى تولى خمارويه الحكم فأراد أن يقيم بين دولته و الدولة العباسية حالة من السلام . فأرسل إلى الخليفة العباسى المعتضد الهدايا و الرسائل التى انتهت بخطبة ابنته قطر الندى إلى الخليفة ذاته بعد أن كان خمارويه قد عرض زواجها لابن الخليفة !! و كانت أسماء - قطر الندى – أجمل نساء عصرها و أوفرهن ذكاء و تثقيفا , و قد ولدت فى قصر القطائع – الذى أنشأه خمارويه على غرار قصور ألف ليلة و ليلة : إيوان ذهبى , بركة كبيرة من الزئبق , مسارح للطير و الأسود .....!!!! , و كان عمرها عند الزفاف أربعة عشرعاما .
دفع الخليفة مهرها ألف ألف درهم و كان هذا الصداق ضربا من الخيال فى ذلك العهد , لكن أباها أنفق على جهازها أضعاف أضعاف هذا المبلغ : أريكة من الذهب عليها قبة من الذهب المشبك فى كل عين من التشبيك قرط معلق فيه حبة من الجوهر لا يقدر بمال .. و مائة هون من الذهب .. لقد صرف على جهازها أربعمائة ألف ألف درهم و هذا مبلغ هائل الضخامة يعادل ميزانية دولة فى ذلك العصر !!
ثم أمر خمارويه أن يبنى لابنته عند كل محطة استراحة قصرا منيفا تستريح فيه كأنها فى بيت أبيها . و بدأت الرحلة و خرجت قطر الندى فى نهاية عام 281 هـ من مدينة مصر(العاصمة ) فى موكب عظيم يصحبها عمها شيبان و عمتها العباسة و الخدم و الحشم .. و مما يذكر أن القصر الذى بنى للاستراحة على الحدود الشرقية (لمحافظة الشرقية ) قد سمى قصر العباسة , ثم نشأت قرية سميت بنفس الاسم نسبة إلى عمتها .
و وصل ركب الأميرة إلى بغداد فى المحرم سنة 282 هـ و زفت إلى الخليفة فى احتفالات هائلة , و حظيت لدى الخليفة بكل الحب و الرعاية .وقد اتفق لها مع زوجها الخليفة المعتضد حكايات يجب أن تؤرّخ: وضع رأسه يوماً في حجرها فنام حتى غطّ في نومه. فتلطّفت في ميل رأسه من حجرها، ووضعته على مخدة، وقامت. وانتبه المعتضد من نومه فوجد رأسه على مخدة ولم يجد قطر الندى معه. فاشتد غيظه واستدعاها وقال لها: ما هذا الذي صنعت؟ أضع رأسي في حجرك فتتركيني؟ فقالت: إن فيما أوصاني به أبي ألا أجلس بين النيام، ولا أنام بين الجلوس فأعجب ذلك المعتضد وقال: نِعم ما أوصاك به أبوك. وصارت الأمثال في قصر الخليفة تُضرب بأدب قطر الندى. وناولها المعتضد يوما قدح خمر لتشربه، فقالت: يا أمير المؤمنين، ما شربتُه قط، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول عن النساء: ناقصات عقل ودين، والرجال إن شربوا الخمر ففي عقولهم وأديانهم ما يحتمل حيفها، والنساء بضدّ ذلك. فاشتد ولعه بما سمع منها وأعفاها. ولما قُتل أبوها خمارويه، اتصل خبرُ ذبحه بالمعتضد قبل أن يتصل بقطر الندى. واتفق أن دخل المعتضد على قطر الندى في أثر ذلك، فأحست فتوراً منه في معاملته إياها. فقالت: أحسن الله عزاءك يا أمير المؤمنين في خمارويه، وجعل من غلمانك خير خلف منه. فقال لها: أبلغك قتلُه؟ قالت: لا والله. ما يدخل إليّ خبر من غير جهتك. قال: فمن أين عرفت ذلك؟ قالت: يعفيني أمير المؤمنين من هذا. قال: لا بد من ذكر ذلك. قالت: كان أمير المؤمنين طول حياة أبي يُبدي لي برّاً وتلطفاً، فأعلم باتصال ذلك رعية لمكان أبي. فلما رأيتك اليوم قد عاملتني بفتور ولم أعلم لي ذنباً أستوجب به ذلك، خطر بخاطري أن أبي مات. فاستحيا المعتضد واعتذر. ثم قال لها: فما بالك لا يظهر عليك أثر الحزن عليه؟ قالت: فرحي بك يغلب على حزني عليه، والرضا بحياتك يقهر السخط بموته. فقبّل رأسها وحلف لها أنه يرعاها في موت أبيها أكثر من رعيه لها في حياته. , ثم ماتت الأميرة الجميلة قطر الندى فى رجب سنة 287 هـ و دفنت فى قصر الرصافة ببغداد , ثم مات الخليفة زوجها بعدها بعامين ... ثم : زالت الدولة الطولونية نفسها عام 292 هـ - 905 م |
|