المصـــــــــــراوية
المصـــــــــــراوية

المصـــــــــــراوية

 
الرئيسيةاليوميةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 سبحان من وهب لنا نعمة الحمد والدعاء ، وكفى بها نعمة من رب الأرض والسماء

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
العابد

العابد


اعلام خاصة : سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 56607
تاريخ التسجيل : 16/10/2011
الموقع الموقع : الاسكندرية
المزاج : مشغول

سبحان من وهب لنا نعمة الحمد والدعاء ، وكفى بها نعمة من رب الأرض والسماء Empty
مُساهمةموضوع: سبحان من وهب لنا نعمة الحمد والدعاء ، وكفى بها نعمة من رب الأرض والسماء   سبحان من وهب لنا نعمة الحمد والدعاء ، وكفى بها نعمة من رب الأرض والسماء I_icon_minitimeالخميس 6 نوفمبر 2014 - 15:31

سبحان من وهب لنا نعمة الحمد والدعاء ، وكفى بها نعمة من رب الأرض والسماء 791183673




قول ربنا تبارك وتعالى في كتابه العزيز:
وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ
غافر: 60
قال الإمام القرطبي رحمه الله:
ويقول ربكم أيها الناس لكم ادعوني:
يقول: اعبدوني وأخلصوا لي العبادة دون من تعبدون من دوني من الأوثان والأصنام وغير ذلك
( أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) يقول: أُجِبْ دعاءكم فأعفو عنكم وأرحمكم.
وقوله: ( إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي )
يقول: إن الذين يتعظمون عن إفرادي بالعبادة, وإفراد الألوهة لي ( سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ) بمعنى: صاغرين.
وقد قيل: إن معنى قوله ( إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي ) : إن الذين يستكبرون عن دعائي.
عن أبي هريرة رضى الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" مَنْ لَمْ يَدْعُ اللَّهَ سُبْحَانَهُ، غَضِبَ عَلَيْهِ "
حسنه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 3100
وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال -مستشهداً بقوله تعالى: ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)- في رواية الأمام الترمذي رحمه الله:
" الـدُّعَــاءُ هُـوَ الْعِبـَـادَةُ "
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
الذي علمنا كيف نتقرب إلى الله تبارك وتعالى، وكيف نعبده سبحانه جلَّ وعلا
وعلَّمنا ودلَّنا إلى فضائل الاعمال، التي منها وأعظمها قوله صلى الله عليه وسلم:
" أَفْضَلُ الذِّكْرِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَأَفْضَلُ الدُّعَاءِ : الْحَمْدُ لِلَّهِ "
رواه الإمام الترمذي في سننه، وحسنه الإمام الألباني في صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 1104
ولنقف معاً عند معنى هذا الحديث الجامع للفضائل، ولنتدبر شرح الحديث
من كتاب تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي :
قَوْلُهُ:
" أَفْضَلُ الذِّكْرِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ "
لِأَنَّهَا كَلِمَةُ التَّوْحِيدِ وَالتَّوْحِيدُ لَا يُمَاثِلُهُ شَيْءٌ وَهِيَ الْفَارِقَةُ بَيْنَ الْكُفْرِ وَالْإِيمَانِ ،
وَلِأَنَّهَا أَجْمَعُ لِلْقَلْبِ مَعَ اللَّهِ وَأَنْفَى لِلْغَيْرِ وَأَشَدُّ تَزْكِيَةً لِلنَّفْسِ وَتَصْفِيَةً لِلْبَاطِنِ وَتَنْقِيَةً لِلْخَاطِرِ مِنْ خُبْثِ النَّفْسِ وَأَطْرَدُ لِلشَّيْطَانِ
" وَأَفْضَلُ الدُّعَاءِ الْحَمْدُ لِلَّهِ "
الدُّعَاءُ عِبَارَةٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَأَنْ تَطْلُبَ مِنْهُ الْحَاجَةَ وَالْحَمْدُ يَشْمَلُهُمَا ،
فَإِنَّ مَنْ حَمِدَ اللَّهَ يَحْمَدُهُ عَلَى نِعْمَتِهِ وَالْحَمْدُ عَلَى النِّعْمَةِ طَلَبُ الْمَزِيدِ وَهُوَ رَأْسُ الشُّكْرِ ،
قَالَ تَعَالَى :{ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ }
وَيُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ قَوْلُهُ الْحَمْدُ لِلَّهِ مِنْ بَابِ التَّلْمِيحِ وَالْإِشَارَةِ إِلَى قَوْلِهِ : اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ
وَأَيُّ دُعَاءٍ أَفْضَلُ وَأَكْمَلُ وَأَجْمَعُ مِنْ ذَلِكَ. إنتهى

سبحان من وهب لنا نعمة الحمد والدعاء ، وكفى بها نعمة من رب الأرض والسماء Images?q=tbn:ANd9GcQjlMJCoIOuX_49Ojd2urKBggsQIfy1k5hCcJ9WZEr638k5xkIQ

فَحَمــدُ اللَّــهِ عِبـادةٌ ودُعَــاء ، وَ حَمْــدُ اللَّــهِ أَفْضَـلُ الـدُّعَــاء
والله يحب عباده الشاكرين، كما قال رب العالمين:
{ بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ } الزمر: 66
وكما قال:
{ ......وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ } آل عمران: 144
وكما قال:
{ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ } إبراهيم:7
ولأن حمد الله سبحانه ودوام شكره وذكره من الأعمال التي يحبها فأمرنا بها،
ولأن الآيات الدالة على ذلك كثيرة ومتعددة، سنتطرق لها فيما هو آت بحول الله وقوته
فتابعونا بأمر الله تعالى، لأنقل لكم فوائد ودرر من كلام العلماء في هذا الباب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
العابد

العابد


اعلام خاصة : سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 56607
تاريخ التسجيل : 16/10/2011
الموقع الموقع : الاسكندرية
المزاج : مشغول

سبحان من وهب لنا نعمة الحمد والدعاء ، وكفى بها نعمة من رب الأرض والسماء Empty
مُساهمةموضوع: رد: سبحان من وهب لنا نعمة الحمد والدعاء ، وكفى بها نعمة من رب الأرض والسماء   سبحان من وهب لنا نعمة الحمد والدعاء ، وكفى بها نعمة من رب الأرض والسماء I_icon_minitimeالخميس 6 نوفمبر 2014 - 15:45



يقول ربنا تبارك وتعالي مخاطباً نبيه صلى الله عليه وسلم:
{ بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ }
وهذا أمر من الله
سبحانه جلَّ في عُلاه
لرسوله صلى الله عليه وسلم، وللرسل والأنبياء من قبله

أمرٌ منه بالثبات على عبادته سبحانه، وبالمداومة على شكره، ونهىٌ عن طاعة المشركين
فتعالوا معا نقرأ سويا هذه الخطبة التي ألقاها الشيخ عبد العزيز بن محمد السدحان
بمسجد السويدي بالرياض، نقلتها لكم بتصرف:

معاشر المسلمين، وإن من أعظم العبادات وأرفعها قدرًا عند الله التعبد لله تعالى بشكره؛
فشكر العبد لربه بصدق وإخلاص يفتح على العبد أبواب الخير ويغلق عنه أبواب الشر، ذلكم لأن نتيجة الشكر تتضم
ن خيري الدين والدنيا والبرزخ والآخرة،
ومن عظيم أمر الشكر أن الله تعالى أمر العباد به بل وحضَّهم عليه، كما في قوله تعالى:
{وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنْ اشْكُرْ لِلَّهِ} لقمان: 12،
{فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ} البقرة: 152،
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ} البقرة: 172،
{فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ} العنكبوت: 17.
ولما كان أنبياء الله ورسله عليهم السلام أعلم الناس بالله وأسبقهم بالخيرات أُمِرُوا بالشكر لعظيم أَمْرِهِ وجَليل قدره:
{قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنْ الشَّاكِرِينَ} الأعراف: 144،
ومن أمر ربنا تعالى لنبينا سبحان من وهب لنا نعمة الحمد والدعاء ، وكفى بها نعمة من رب الأرض والسماء Salla-icon: {بَلْ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنْ الشَّاكِرِينَ} الزمر: 66.
معاشر المسلمين، ومن عظيم أمر الشكر أن الله مدح بذلك أنبياءه ورسله،
فقال تعالى عن نوح عليه السلام:
{ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا} الإسراء: 3،
وقال عن إبراهيم الخليل عليه السلام:
{شَاكِرًا لأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} النحل: 121،
وعن سليمان عليه السلام:
{قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ} النمل: 19،
وعن آل داود:
{اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِي الشَّكُورُ} سبأ: 13.

أما ما كان من شأن نبينا سبحان من وهب لنا نعمة الحمد والدعاء ، وكفى بها نعمة من رب الأرض والسماء Salla-icon فكان شيئًا عجبًا؛ فقد كان سبحان من وهب لنا نعمة الحمد والدعاء ، وكفى بها نعمة من رب الأرض والسماء Salla-icon مع شريف مكانه ورفيع منزلته أشكر الناس لربه تعالى،
فعن المغيرة بن شعبة سبحان من وهب لنا نعمة الحمد والدعاء ، وكفى بها نعمة من رب الأرض والسماء Radia-icon قال: إن كان النبي سبحان من وهب لنا نعمة الحمد والدعاء ، وكفى بها نعمة من رب الأرض والسماء Salla-icon ليقوم أو ليصلي حتى ترم قدماه أو ساقاه، فيقال له؛
فيقول: ((
أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا)) أخرجه البخاري.
معاشر المسلمين، إنَّما كان الأنبياء والرسل عليهم السلام أكثر شكرًا لله تعالى لأنهم أعلم الناس بالله وأرجاهم لله وأخوفهم منه،
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى:
"إنما ألزم الأنبياء أنفسهم بشدة الخوف لعلمهم بعظيم نعمة الله تعالى عليهم وأنه ابتدأهم بها قبل استحقاقها،
فبذلوا مجهودهم في عبادته ليؤدوا بعض شكره مع أن حقوق الله أعظم من أن يقوم بها العباد، والله أعلم".
ومع أن أنبياء الله ورسله عليهم السلام كانوا أشكر الناس لله تعالى، مع ذلك كله كانوا يسألون الله تعالى الإعانة على القيام بشكره؛
فقد أخبر الله تعالى عن سليمان عليه السلام بقوله:
{قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ} النمل: 19.

قال الشيخ السعدي رحمه الله تعالى:
"إن النعمة على الوالدين نعمة على الولد، ثم قال: فسأل سليمان ربه التوفيق للقيام بشكر نعمته الدينية والدنيوية عليه وعلى والديه".
وأما ما كان من شأن نبينا سبحان من وهب لنا نعمة الحمد والدعاء ، وكفى بها نعمة من رب الأرض والسماء Salla-icon في سؤال ربه الإعانة على القيام بشكره فقد كان سبحان من وهب لنا نعمة الحمد والدعاء ، وكفى بها نعمة من رب الأرض والسماء Salla-icon كثير السؤال، فقد كان يقول دبر كل صلاة:

(([/b]اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ))،
وأوصى بذلك أصحابه كما أخرجه أبو داود في سننه عن معاذ بن جبل سبحان من وهب لنا نعمة الحمد والدعاء ، وكفى بها نعمة من رب الأرض والسماء Radia-icon.
وكان سبحان من وهب لنا نعمة الحمد والدعاء ، وكفى بها نعمة من رب الأرض والسماء Salla-icon يضمن أدعيته تخصيص طلب الشكر كما في قوله سبحان من وهب لنا نعمة الحمد والدعاء ، وكفى بها نعمة من رب الأرض والسماء Salla-icon: ((ربِّ اجعلْني لك شَكَّارًا)) أخرجه الترمذي. [1]
وقوله سبحان من وهب لنا نعمة الحمد والدعاء ، وكفى بها نعمة من رب الأرض والسماء Salla-icon: ((شكَّارًا)) صيغة مبالغة يعني كثير الشكر ودائمه.
وكان سبحان من وهب لنا نعمة الحمد والدعاء ، وكفى بها نعمة من رب الأرض والسماء Salla-icon يشكر ربه بفعله كما يشكره بقوله؛
فعن أبي بكرة سبحان من وهب لنا نعمة الحمد والدعاء ، وكفى بها نعمة من رب الأرض والسماء Radia-icon قال: كان النبي سبحان من وهب لنا نعمة الحمد والدعاء ، وكفى بها نعمة من رب الأرض والسماء Salla-icon إذا جاءه خبر يَسُرُّهُ خرَّ ساجدًا لله. أخرجه الخمسة إلا النسائي.
وعن عبد الرحمن بن عوف سبحان من وهب لنا نعمة الحمد والدعاء ، وكفى بها نعمة من رب الأرض والسماء Radia-icon قال: سجد النبي سبحان من وهب لنا نعمة الحمد والدعاء ، وكفى بها نعمة من رب الأرض والسماء Salla-icon فأطال السجود ثم رفع رأسه فقال:
إِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي فَبَشَّرَنِي....، فَسَجَدْتُ لِلَّهِ شُكْرًا) رواه أحمد وأبو داود.
ولما كانت منزلة الشكر بهذه المثابة خُصَّت بمزيد من الذكر والأجر،
وإن كانت جميع العبادات يؤجر عليها صاحبها
إلا أن من المقرر عند أهل العلم أن العبادات تتفاضل فيما بينها
وأن تخصيص عبادة بكثير ذكر ومدح لأهلها يدل على تمييزها عن غيرها، ولذا خصَّ الشكر
 بالجزاء والثناء على أهله:
{وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} آل عمران: 144،
{وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ}
آل عمران: 145،
{نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ} القمر: 35،[b]
{أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ} الأنعام: 53.
معاشر المسلمين، ولما كان شكر الله تعالى سبيلًا إلى مرضاته كما قال تعالى:
{وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} الزمر: 6

هيأ الله عز وجل لعباده من الأسباب والنعم ما يجعلهم شاكرين له إن هم رعوها حق رعايتها؛
 فجعل التقوى موصلة إلى الشكر:
{فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} ]آل عمران: 123،
وأتم النعمة ليشكروه:
{وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} المائدة: 6،
وبين لهم الآيات ليشكروه:
{كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} المائدة: 89،
وأنعم عليهم بالرزق ليشكروه:
{وَرَزَقَكُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} الأنفال: 26،
وتجاوز عنهم بعفوه ليشكروه:
{ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} البقرة: 52،
وسخر لهم جوارحهم ليشكروه:
{وَجَعَلَ لَكُمْ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} النحل: 78،
وسخر لهم من الآيات ما يعينهم على شكره:
{وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} الروم: 46،
{وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا} الفرقان: 62.
ومع كثرة ورود شأن الشكر وتزكية أهله فقد جنح أقوام عن شكر الله تعالى واجتالهم الشياطين،
فلم يشكروا ربهم مع إنعامه عليهم وكثرة آياته الموجبة لشكره:
{إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَشْكُرُونَ} غافر: 61،
{لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلا يَشْكُرُونَ} يس: 35،
{وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلا يَشْكُرُونَ} يس: 73،
{وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ} غافر
:
معاشر المسلمين، ومن عظيم أمر الشكر وجليل ثمراته أن الشكر سبيل إلى مرضاة الله عن عبده:
{وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} الزمر: 7،
ومن ثمرات الشكر أيضًا أنه سبب في زيادة النعم ودوامها:
{وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ} إبراهيم: 7.
قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى: (قيدوا نعم الله بشكر الله) أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب الشكر.
ومن ثمراته أيضًا:
كون أهله من السباقين إلى الخيرات والمقامات العلية
لسيرهم في ركب أنبياء الله ورسله حيث كانت أولئك الصفوة عليهم السلام أكثر الناس شكرًا لله
 واعترافًا بفضله ونعمه.

ومن ثمرات الشكر أيضًا:
أن الشاكرين أكثر الناس اتعاظًا واعتبارًا بآيات الله تعالى مما يكون عونًا لهم على الثبات والبصيرة:
{لِيُرِيَكُمْ مِنْ آيَاتِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ} لقمان: 31،
{وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ} سبإ: 19،
{إِنْ يَشَأْ يُسْكِنْ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ} الشورى: 33.
ومن ثمرات الشكر أيضًا
أن خيرية النعم ونزول بركتها معلق بشكر الله تعالى، قال سبحان من وهب لنا نعمة الحمد والدعاء ، وكفى بها نعمة من رب الأرض والسماء Salla-icon:
 
عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ.....))
الحديث أخرجه مسلم عن صهيب سبحان من وهب لنا نعمة الحمد والدعاء ، وكفى بها نعمة من رب الأرض والسماء Radia-icon


سبحان من وهب لنا نعمة الحمد والدعاء ، وكفى بها نعمة من رب الأرض والسماء Images?q=tbn:ANd9GcRELEMxvKI7eiSU69M5Vsqa6H5AfERZ5SST2_knvsBGLj5_igak

معاشر المسلمين، وشكر الله تعالى يكون بالقلب واللسان والجوارح وبالنعمة نفسها؛
فأما شكر الله تعالى بالقلب
فأن يعتقد العبد اعتقادًا جازمًا لا شك فيه ولا ريب أنه لولا الله تعالى لما تيسرت نعمة من تلك النعم،
وأن من لازم ذلك أنه المستحق للعبادة لا معبود بحق سواه،
وأما شكر الله تعالى باللسان
فذلك بأن يلهج لسان العبد بشكر ربه وحمده دائمًا،
وأما شكر الله تعالى بالجوارح
فبكفها عما حرم الله تعالى وبتسخيرها في طاعة الله ومرضاته،
وأما شكر الله تعالى بتلك النعم المادية
التي أنعم الله بها على عبده فبمراعاتها حق رعايتها وبالاستعانة بها على طاعة الله تعالى.
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى:
"ومن لطائف التعبد بالنعم أن يستكثر قليلها ويستقل كثير شكره عليها
ويعلم أنها وصلت إليه من سيده من غير ثمن بذله فيها ولا وسيلة منه توسل بها إليه ولا استحقاق منه لها
وأنها لله في الحقيقة لا للعبد، فلا تزيده النعم إلا انكسارًا وذلًا وخضوعًا ومحبة للمنعم" [
الفوائد (ص112)].
اللهم اجعلنا لك شكارين لك ذاكرين.
[/b]



عدل سابقا من قبل الشاطر في الخميس 6 نوفمبر 2014 - 15:58 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
العابد

العابد


اعلام خاصة : سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 56607
تاريخ التسجيل : 16/10/2011
الموقع الموقع : الاسكندرية
المزاج : مشغول

سبحان من وهب لنا نعمة الحمد والدعاء ، وكفى بها نعمة من رب الأرض والسماء Empty
مُساهمةموضوع: رد: سبحان من وهب لنا نعمة الحمد والدعاء ، وكفى بها نعمة من رب الأرض والسماء   سبحان من وهب لنا نعمة الحمد والدعاء ، وكفى بها نعمة من رب الأرض والسماء I_icon_minitimeالخميس 6 نوفمبر 2014 - 15:53





يقول ربنا تبارك وتعالي مخاطباً نبيه صلى الله عليه وسلم:
{ بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ }
وهذا أمر من الله
سبحانه جلَّ في عُلاه
لرسوله صلى الله عليه وسلم، وللرسل والأنبياء من قبله

أمرٌ منه بالثبات على عبادته سبحانه، وبالمداومة على شكره، ونهىٌ عن طاعة المشركين
فتعالوا معا نقرأ سويا هذه الخطبة التي ألقاها الشيخ عبد العزيز بن محمد السدحان
بمسجد السويدي بالرياض، نقلتها لكم بتصرف:

معاشر المسلمين، وإن من أعظم العبادات وأرفعها قدرًا عند الله التعبد لله تعالى بشكره؛
فشكر العبد لربه بصدق وإخلاص يفتح على العبد أبواب الخير ويغلق عنه أبواب الشر، ذلكم لأن نتيجة الشكر تتضم
ن خيري الدين والدنيا والبرزخ والآخرة،
ومن عظيم أمر الشكر أن الله تعالى أمر العباد به بل وحضَّهم عليه، كما في قوله تعالى:
{وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنْ اشْكُرْ لِلَّهِ} لقمان: 12،
{فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ} البقرة: 152،
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ} البقرة: 172،
{فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ} العنكبوت: 17.
ولما كان أنبياء الله ورسله عليهم السلام أعلم الناس بالله وأسبقهم بالخيرات أُمِرُوا بالشكر لعظيم أَمْرِهِ وجَليل قدره:
{قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنْ الشَّاكِرِينَ} الأعراف: 144،
ومن أمر ربنا تعالى لنبينا سبحان من وهب لنا نعمة الحمد والدعاء ، وكفى بها نعمة من رب الأرض والسماء Salla-icon: {بَلْ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنْ الشَّاكِرِينَ} الزمر: 66.
معاشر المسلمين، ومن عظيم أمر الشكر أن الله مدح بذلك أنبياءه ورسله،
فقال تعالى عن نوح عليه السلام:
{ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا} الإسراء: 3،
وقال عن إبراهيم الخليل عليه السلام:
{شَاكِرًا لأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} النحل: 121،
وعن سليمان عليه السلام:
{قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ} النمل: 19،
وعن آل داود:
{اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِي الشَّكُورُ} سبأ: 13.

أما ما كان من شأن نبينا سبحان من وهب لنا نعمة الحمد والدعاء ، وكفى بها نعمة من رب الأرض والسماء Salla-icon فكان شيئًا عجبًا؛ فقد كان سبحان من وهب لنا نعمة الحمد والدعاء ، وكفى بها نعمة من رب الأرض والسماء Salla-icon مع شريف مكانه ورفيع منزلته أشكر الناس لربه تعالى،
فعن المغيرة بن شعبة سبحان من وهب لنا نعمة الحمد والدعاء ، وكفى بها نعمة من رب الأرض والسماء Radia-icon قال: إن كان النبي سبحان من وهب لنا نعمة الحمد والدعاء ، وكفى بها نعمة من رب الأرض والسماء Salla-icon ليقوم أو ليصلي حتى ترم قدماه أو ساقاه، فيقال له؛
فيقول: ((
أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا)) أخرجه البخاري.
معاشر المسلمين، إنَّما كان الأنبياء والرسل عليهم السلام أكثر شكرًا لله تعالى لأنهم أعلم الناس بالله وأرجاهم
 لله وأخوفهم منه،
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى:
"إنما ألزم الأنبياء أنفسهم بشدة الخوف لعلمهم بعظيم نعمة الله تعالى عليهم وأنه ابتدأهم بها قبل استحقاقها،
فبذلوا مجهودهم في عبادته ليؤدوا بعض شكره مع أن حقوق الله أعظم من أن يقوم بها العباد، والله أعلم".
ومع أن أنبياء الله ورسله عليهم السلام كانوا أشكر الناس لله تعالى، مع ذلك كله كانوا يسألون الله تعالى الإعانة على القيام بشكره؛
فقد أخبر الله تعالى عن سليمان عليه السلام بقوله:
{قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ
 الصَّالِحِينَ} النمل: 19.
قال الشيخ السعدي رحمه الله تعالى:
"إن النعمة على الوالدين نعمة على الولد، ثم قال: فسأل سليمان ربه التوفيق للقيام بشكر نعمته الدينية والدنيوية عليه وعلى والديه".
وأما ما كان من شأن نبينا سبحان من وهب لنا نعمة الحمد والدعاء ، وكفى بها نعمة من رب الأرض والسماء Salla-icon في سؤال ربه الإعانة على القيام بشكره فقد كان سبحان من وهب لنا نعمة الحمد والدعاء ، وكفى بها نعمة من رب الأرض والسماء Salla-icon كثير السؤال، فقد كان يقول دبر كل صلاة:
((اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ))،
وأوصى بذلك أصحابه كما أخرجه أبو داود في سننه عن معاذ بن جبل سبحان من وهب لنا نعمة الحمد والدعاء ، وكفى بها نعمة من رب الأرض والسماء Radia-icon.
وكان سبحان من وهب لنا نعمة الحمد والدعاء ، وكفى بها نعمة من رب الأرض والسماء Salla-icon يضمن أدعيته تخصيص طلب الشكر كما في قوله سبحان من وهب لنا نعمة الحمد والدعاء ، وكفى بها نعمة من رب الأرض والسماء Salla-icon:
ربِّ اجعلْني لك شَكَّارًا))
 أخرجه الترمذي. [1]
وقوله سبحان من وهب لنا نعمة الحمد والدعاء ، وكفى بها نعمة من رب الأرض والسماء Salla-icon: ((شكَّارًا)) صيغة مبالغة يعني كثير الشكر ودائمه.
وكان سبحان من وهب لنا نعمة الحمد والدعاء ، وكفى بها نعمة من رب الأرض والسماء Salla-icon يشكر ربه بفعله كما يشكره بقوله؛
فعن أبي بكرة سبحان من وهب لنا نعمة الحمد والدعاء ، وكفى بها نعمة من رب الأرض والسماء Radia-icon قال: كان النبي سبحان من وهب لنا نعمة الحمد والدعاء ، وكفى بها نعمة من رب الأرض والسماء Salla-icon إذا جاءه خبر يَسُرُّهُ خرَّ ساجدًا لله. أخرجه الخمسة إلا النسائي.
وعن عبد الرحمن بن عوف سبحان من وهب لنا نعمة الحمد والدعاء ، وكفى بها نعمة من رب الأرض والسماء Radia-icon قال: سجد النبي سبحان من وهب لنا نعمة الحمد والدعاء ، وكفى بها نعمة من رب الأرض والسماء Salla-icon فأطال السجود ثم رفع رأسه فقال:
نَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي فَبَشَّرَنِي....، فَسَجَدْتُ لِلَّهِ شُكْرًا)) رواه أحمد وأبو داود.
ولما كانت منزلة الشكر بهذه المثابة خُصَّت بمزيد من الذكر والأجر،
وإن كانت جميع العبادات يؤجر عليها صاحبها
إلا أن من المقرر عند أهل العلم أن العبادات تتفاضل فيما بينها
وأن تخصيص عبادة بكثير ذكر ومدح لأهلها يدل على تمييزها عن غيرها، ولذا خصَّ الشكر بالجزاء
 والثناء على أهله:
{وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} آل عمران: 144،
{وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ}
آل عمران: 145،
{نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ} القمر: 35،
{أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ} الأنعام: 53.
معاشر المسلمين، ولما كان شكر الله تعالى سبيلًا إلى مرضاته كما قال تعالى:
{وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ}زمر: 6
هيأ الله عز وجل لعباده من الأسباب والنعم ما يجعلهم شاكرين له إن هم رعوها حق رعايتها؛
 فجعل التقوى موصلة إلى الشكر:
{فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} آل عمران: 123،
وأتم النعمة ليشكروه:
{وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} المائدة: 6،
وبين لهم الآيات ليشكروه:
{كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} المائدة: 89،
وأنعم عليهم بالرزق ليشكروه:
{وَرَزَقَكُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} الأنفال: 26،
وتجاوز عنهم بعفوه ليشكروه:
{ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} البقرة: 52،
وسخر لهم جوارحهم ليشكروه:
{وَجَعَلَ لَكُمْ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} النحل: 78،
وسخر لهم من الآيات ما يعينهم على شكره:
{وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} الروم: 46،
{وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا} الفرقان: 62.
ومع كثرة ورود شأن الشكر وتزكية أهله فقد جنح أقوام عن شكر الله تعالى واجتالهم الشياطين،
فلم يشكروا ربهم مع إنعامه عليهم وكثرة آياته الموجبة لشكره:
{إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَشْكُرُونَ} غافر: 61،
{لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلا يَشْكُرُونَ} يس: 35،
{وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلا يَشْكُرُونَ} يس: 73،
{وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ} غافر: 61.
معاشر المسلمين، ومن عظيم أمر الشكر وجليل ثمراته أن الشكر سبيل إلى مرضاة الله عن عبده:
{وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} الزمر: 7،
ومن ثمرات الشكر أيضًا أنه سبب في زيادة النعم ودوامها:
{وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ} إبراهيم: 7.
قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى: (قيدوا نعم الله بشكر الله) أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب الشكر.
ومن ثمراته أيضًا:
كون أهله من السباقين إلى الخيرات والمقامات العلية
لسيرهم في ركب أنبياء الله ورسله حيث كانت أولئك الصفوة عليهم السلام أكثر الناس شكرًا لله واعترافًا بفضله ونعمه.

ومن ثمرات الشكر أيضًا:
أن الشاكرين أكثر الناس اتعاظًا واعتبارًا بآيات الله تعالى مما يكون عونًا لهم على الثبات والبصيرة:
{لِيُرِيَكُمْ مِنْ آيَاتِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ} لقمان: 31،
{وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ} سبإ: 19،
{إِنْ يَشَأْ يُسْكِنْ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ} الشورى: 33.
ومن ثمرات الشكر أيضًا
أن خيرية النعم ونزول بركتها معلق بشكر الله تعالى، قال سبحان من وهب لنا نعمة الحمد والدعاء ، وكفى بها نعمة من رب الأرض والسماء Salla-icon:
 
عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ.....))
الحديث أخرجه مسلم عن صهيب
سبحان من وهب لنا نعمة الحمد والدعاء ، وكفى بها نعمة من رب الأرض والسماء Radia-icon

سبحان من وهب لنا نعمة الحمد والدعاء ، وكفى بها نعمة من رب الأرض والسماء Images?q=tbn:ANd9GcRELEMxvKI7eiSU69M5Vsqa6H5AfERZ5SST2_knvsBGLj5_igak

معاشر المسلمين، وشكر الله تعالى يكون بالقلب واللسان والجوارح وبالنعمة نفسها؛
فأما شكر الله تعالى بالقلب
فأن يعتقد العبد اعتقادًا جازمًا لا شك فيه ولا ريب أنه لولا الله تعالى لما تيسرت نعمة من تلك النعم،
وأن من لازم ذلك أنه المستحق للعبادة لا معبود بحق سواه،
وأما شكر الله تعالى باللسان
فذلك بأن يلهج لسان العبد بشكر ربه وحمده دائمًا،
وأما شكر الله تعالى بالجوارح
فبكفها عما حرم الله تعالى وبتسخيرها في طاعة الله ومرضاته،
وأما شكر الله تعالى بتلك النعم المادية
التي أنعم الله بها على عبده فبمراعاتها حق رعايتها وبالاستعانة بها على طاعة الله تعالى.
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى:
"ومن لطائف التعبد بالنعم أن يستكثر قليلها ويستقل كثير شكره عليها
ويعلم أنها وصلت إليه من سيده من غير ثمن بذله فيها ولا وسيلة منه توسل بها إليه ولا استحقاق منه لها
وأنها لله في الحقيقة لا للعبد، فلا تزيده النعم إلا انكسارًا وذلًا وخضوعًا ومحبة للمنعم" [
الفوائد (ص112)].
اللهم اجعلنا لك شكارين لك ذاكرين.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سبحان من وهب لنا نعمة الحمد والدعاء ، وكفى بها نعمة من رب الأرض والسماء
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» اللهم لك الحمد على نعمة الإيمان ولك الحمد على شرف الإسلام
» الحمد لله على نعمة الاسلام
»  الحمد لله..هو وحده من يستحق الحمد..
» سبحان الذى خلق الأزواج كلهامما تنبت الأرض..
»  والسماء ذات الحبك

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المصـــــــــــراوية :: المنتديات الدينية :: المنتدى الاسلامي العام-
انتقل الى: