الدراسات الحديثة تثبت الزوجية في النبات:
النبات عالم قائم بذاته
ومازال العلماء يجتهدون في دراسته
وفي كل يوم يقطعون في كشف خصائصه أشواطاً شاسعة
وقد قسم العلماء النبات إلى عدة أقسام مختلفة
بالنسبة لصفاتها التشريحية، أو تناسلها
أو بيئتها.
مخاريط صنوبر ذكرية
ومما توصل إليه العلم حديثاً من الحقائق العلمية
المتعلقة بالنبات أنه لا يتفق نباتان من نوع واحد في صفاتهما كل الاتفاق
وأن أعضاء التأنيث والتذكير لم تعرف على وجه القطع واليقين إلا مؤخراً
ولأول مرة تم تقسيم النباتات بالاستعانة بعدد الأسدية وكان ذلك بعد عام 1729م.
ولولا هذه الزوجية في النبات ما كان هناك إخصاب ولا ثمار
فالأصل في الإثمار هو وجود الزوجين
ومن النبات من يحمل أعضاء التذكير على نبات مذكر
وأعضاء التأنيث على نبات مؤنث
وتسمى (النباتات ثنائية المسكن)
وذلك مثل النخل.
ومن النبات من يحمل كلاً من أعضاء التذكير والتأثيث على نفس النبات
ويسمى (أحادي المسكن) كالصنوبر.
ووجود الأعضاء المذكرة مع المؤنثة يجعل التكاثر هنا بين النبات ونفسه
وهذا يتسبب في إضعاف النوع
وعزل الصفات الوراثية السيئة
وتجمعها في نبات واحد
وهنا تجد عجباً وإعجازاً فنبات الصنوبر يحمل حبوب اللقاح في مخاريط مذكرة
والبويضات توجد في مخاريط مؤنثة
وحتى يكون هنا تلقيح خلطي ولا يحدث إخصاب ذاتي من نفس الشجرة
نجد أن المخاريط المؤنثة توجد في أعلى الشجرة
والمخاريط المذكرة أسفل منها حتى إذا خرجت حبوب اللقاح
وحملها الهواء وجذبتها الجاذبية الأرضية
فإنها لا تسقط على المخاريط المؤنثة لنفس الشجرة
ويحملها الهواء إلى شجرة مجاورة
وهكذا تكون هناك فرصة كبيرة للتلقيح الخلطي بالهواء
بين شجرة وأخرى
ولو كان الوضع معكوساً بحيث تكون المخاريط المؤنثة أسفل والمذكرة أعلى
لسقطت حبوب اللقاح من المخاريط المذكرة على البويضات
لنفس الشجرة
وكانت نسبة التلقيح الخلطي قليلة
فتضعف الصفات الوراثية للنوع والجنس.
غصن شجرة صنوبر
وهناك بعض النباتات مثل الذرة تحمل أعضاء التذكير مع أعضاء التأنيث
في نفس الزهرة (خنثى) وحتى تكون هناك فرصة للتلقيح الخلطي
نجد أن أعضاء التذكير أقصر من أعضاء التأنيث لنفس السبب السابق
أو نجد أن وقت إنضاج الأعضاء المؤنثة يختلف عن وقت نضوج الأعضاء المذكرة.
وتتضح الزوجية في النباتات المزهرة بشكل جلي
وهي نباتات يزيد عددها على الربع مليون نوع
وأزهارها التي تنتج عن تفتح براعمها تحمل أعضاء التكاثر
من الخلايا الذكرية والأنثوية التي قد توجد في الزهرة الواحدة
أو في زهرتين مختلفتين في النبات الواحد، كما قد يكون من النبات الواحد الذكر والأنثى.
أما النباتات غير المزهرة فتتكاثر بالطريقتين الجنسية واللاجنسية في تبادل للأجيال
وفي الطريقة الأولى ينتج النبات كلا من الخلايا الذكرية والأنثوية
وتنفصل الخلايا الذكرية لكي تصل إلى خليه أنثوية من نبات آخر
وتقوم بتلقيحها وإخصابها بالاتحاد معها
وفي الطريقة الثانية
ينتج النبات خلايا تناسلية تعرف باسم الأبواغ
تتناثر عن النبات الحامل لها عند نضجه لتنمو في الأوساط المناسبة لها
على هيئة نباتات جديدة.