اعلام خاصة : سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ الجنس : عدد المساهمات : 56607 تاريخ التسجيل : 16/10/2011 الموقع : الاسكندرية المزاج : مشغول
موضوع: شراب الحب الخميس 11 سبتمبر 2014 - 12:13
الناظر إلى أحوالنا الآن في قرانا ومُدننا و في مساكننا وطرقنا و في كل أحوالنا وشئوننا يجد أمرنا - ونحن المسلمين - عجباً .. نتلمَّس الشفاء مما نحن فيه من أدواء إن كانت أدواء حسيّة أو أدواء معيشية أو أمراض وعلل اجتماعية نتلمَّس الشفاء لكل ذلك في الخيرات الحسيّة التي تنتجها الأرض والتي يُساوى الله فيها بين المؤمن وغير المؤمن الكل يظن أن حل كل هذه المشاكل بالماديات وبالمال وبالخير ولذلك نطلب فيه المساعدات ونمد الأيدي حتى لأهل الشقاء حتى أعداء دين الله نمد أيدينا إليهم طالبين المال ونظن أن المال هو الذي سيصلح الأحوال بينما نبينا صلي الله عليه وسلم وقرآننا وأحوال مجتمعاتنا الإسلامية التي كانت نماذج مضيئة لكل البرية ما الذي أصلح أحوالهم؟ الأدوية القرآنية المعنوية فإن الله لو ملَّك لكل رجلٍ منا ما يحتاج إليه ويزيد ويفيض بل ما يطلبه من المال وترك في الصدور داء الطمع والحرص فهل ستُحَل المشكلات؟ إن الذي فيه مرض الطمع يقول فيه صلي الله عليه وسلم {لَوْ أَنَّ ابْنَ آدَمَ أُعْطِيَ وَادِيًا مَلْئًا مِنْ ذَهَبٍ أَحَبَّ إِلَيْهِ ثَانِيًا وَلَوْ أُعْطِيَ ثَانِيًا أَحَبَّ إِلَيْهِ ثَالِثًا وَلَا يَسُدُّ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلا التُّرَابُ}[1] وكما نرى وكما نشاهد أن جامعي الأموال هم أحرص الناس كما قال الواحد المتعال على الحياة {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ} البقرة96 كلما زاد معه المال كلما زاد حرصه وكلما نما طمعه وكل مشكلات الوجود إن كانت فردية أو أسرية أو اجتماعية في أي زمان ومكان تجد أن السبب الذي وراءها وحصلت المشاكل بسببه هو المال حتى وصل الأمر - كما نحن الآن - إلى أن الأخ يهجر أخاه بل وربما يهجره بسبب المال وفتنة المال هي التي حذرنا منها الواحد المتعال والمال فتنة فقال {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ} التغابن15 تفتن الإنسان وتجعله مشغولاً عن الذي خلقه وأبدعه وسوّاه وهو الله جلّ في عُلاه إذاً ما الذي يحلّ هذه المشكلات؟ الأدوية القرآنية التي مزجها الحبيب صلي الله عليه وسلم وخلطها بسنته البهية وركَّب منها أدوية وأشفيه عالجت كل أمراض النفوس الإنسانية في زمانه وإلى يوم الدين نأخذ دواءاً واحداً منها وهو الحب من أين نشترى الحب الآن؟ هل توجد في الصيدليات كبسولات للحب أو شراب للحب؟ هل يوجد في المتاجر؟ أو هل تصنعه المصانع؟ هل يوجد هذا الدواء في عالم الأغنياء في أوروبا أو أمريكا أو اليابان وما غيرها؟ لا .. لأنهم سيطر عليهم حب الدنيا وأصبح كل همّهم الدنيا وما يُوصّل إليها وما يجعلها لهم وجد النبي صلي الله عليه وسلم أن خلاص النفوس وراحة المجتمعات والقضاء على كل المشكلات أن الناس تتحاب فيما بينها يُحبون الله ثم يُحبون نبي الله ثم يحبون كتاب الله ثم يحبون بعضهم بعضاً في الله هذا الحب هو الذي يحلّ كل المشكلات وقد رأينا وسمعنا كيف حلّ هذا الحب المشكلات على الطبيعة