اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 35540 تاريخ التسجيل : 25/02/2010
موضوع: ما أجمل الصفح الجميل الثلاثاء 18 فبراير 2014 - 20:54
قال الله تعالى : ( وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ) (الحجر:85) هذه الآية من الآيات المكية التي نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يؤمر بالقتال ، وبعض السلف رحمهم الله تعالى حين يتعرضون في التفسير لهذه الآية يقولون : ( فاصفح الصفح الجميل ) كان هذا قبل أن يفرض القتال . ! فكنت أتعجب من هذا الأمر ( فاصفح الصفح الجميل ) ! وتحدثني نفسي أن في الأمر لطائف أوسع من أن يكون أمرا بالصفح إلى أمد . . ! فلفت نظري معنى أشار إليه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى حين سئل عن الصفح الجميل فقال : .. صفح بلا عتاب ..! فوجدت أنه قد أعطى هذا الأمر صفة مهمة في الصفح . . وفي غمرة القراءة وقعت عيني وأنا أقرأ في تفسير هذه الاية على معنى لطيف بديع ذكره العلامة المربي الشيخ عبد الرحمن بن سعدي - رحمه الله - في تفسيره . . يقول : ( فاصفح الصفح الجميل ) هو الصفح الذي لا أذية فيه ، بل قابل إساءة المسيء بالإحسان ، وذنبه بالغفران ، لتنال من ربك جزيل الأجر والثواب ..... يقول : وقد ظهر لي معنى أحسن مما ذكرت هنا ، وهو : أن المأمور به هو الصفح الجميل أي : الحسن الذي قد سلم من الحقد ، والأذية القولية والفعلية . دون الصفح الذي ليس بجميل ، وهو : الصفح في غير محله . ! فلا يصفح حيث اقتضى المقام العقوبة ، كعقوبة المعتدين الظالمين ، الذين لا ينفع فيهم إلا العقوبة ، وهذا هو المعنى ففرحت فرحا عظيماً يهذا المعنى اللطيف البديع الذي أعطى الآية مجالاً أوسع للعمل والتطبيق من أن تكون أمراً ينقضي بأمد أو حال معين ! ومعنىً أعمق من أن يكون الصفح جانباً من اللين دون الشدّة !