العابد
اعلام خاصة : سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ الجنس : عدد المساهمات : 56607 تاريخ التسجيل : 16/10/2011 الموقع : الاسكندرية المزاج : مشغول
| موضوع: الحجر الاسود .. الجمعة 24 يناير 2014 - 13:55 | |
|
الحجر الاسود " الأسعد "
الحجر الأسود' حجر لونه أسود مائل للحمرة. موجود في الركن الجنوبي ، يسار باب الكعبة المشرفة ، يرتفع عن أرض المطاف بـ1.10 متر ، و هو مغروس داخل جدار الكعبة المشرفة. و الجدير بالذكر أن الحجر الأسود قد تكسر على مر الحوادث التي مرت به ، كان قطر الحجر الأسود حوالي 30 سم اما الآن فلم يتبقى منه سوى ثمان حصوات صغيرة جدا في حجم التمرات ويحيط بها إطار من الفضة و ليس كل ما داخل الطوق الفضي من الحجر الأسود ، و إنما هناك 8 قطع صغار في وسط المعجون ، و هذه القطع هي المقصودة في التقبيل و الاستلام. و من الحجر الأسود يبدأ الطواف و ينتهي. ولذا يقال له الركن بإعتبار وجوده في الركن الأهم من البيت الحرام وهو الركن الذي يبتدئ الطواف منه وهو الركن الشرقي، وأصل لونه أبيض عدا ما يظهر منه فإنه أسود ولعل ذلك بسبب حريق وقع في الكعبة في عهد قريش ثم الحريق الذي حصل مرة أخرى في عهد ابن الزبير مما أدى إلى تفلقه إلى ثلاث فلق وقد قام ابن الزبير بشده بالفضه حينما بنى الكعبة و لم يكن الحجر الأسود الموجود في الكعبة الآن هو الوحيد عند العرب قبل الإسلام فكما يذكر العلامة الدكتور جواد على في كتاب المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ج3 ص739 طبعة 1980 قائلا ( أما -هفلس-ها، فلس-فانه الفلس عند أهل الإخبار وقد ذكروا أنه كان على هيئة حجر أسود تعبدت له قبيلة (سليم)), أى أنه كانت هناك أحجار سوداء أخرى تعبد لها العرب غير الحجر الأسود الموجود حاليا . وبشان الجحر الأسود الموجود حاليا في الكعبة يقول الشهرستانى في كتابه المعروف( الملل و النحل لأبى القاسم الشهرستانى , ص247 ) (انه كان يمارس في الحج طقس و هو الاحتكاك بالحجر الأسود).
أصل الحجر الأسود روي أن الحجر الأسود نزل من الجنة أبيضاً ثم سودته ذنوب أهل الشرك، و روي أن الحجر أخذه إبراهيم عليه السلام من جبل أبي قبيس لكن الأول أقوى روى الترمذي وأحمد الحاكم وابن حبان أن رسول الله قال: إن الركن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنه طمس الله تعالى نورهما ولو لم يطمس نورهما لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب وروى الإمام أحمد عن انس بن مالك والنساء عن ابن عباس عن النبي قال: الحجر الاسود من الجنه وروى أحمد وغيره: الحجر الاسود من الجنه وكان أشد بياضاً من الثلج حتى سودته خطايا أهل الشرك وروى أن الحجر الاسود يرجع عهده إلى إبراهيم عليه السلام فعندما كان يبني وإبنه إسماعيل يناوله الحجارة وصل إلى موضع الحجر الاسود فقال إبراهيم عليه السلام لإبنه إسماعيل: ابغني حجرا أضعه هاهنا يكون للناس علماً يبتدون منه الطواف فذهب إسماعيل يطلب له حجرا ورجع وقد جاءه جبريل بالحجر الاسود فقال إسماعيل: يا أبتي من أين لك هذا قال: جاءني به من لم يكلني إلى حجرك جاء به جبريل ، وهو حينئذٍ يتلأ لأ من شدة البياض فأضاء نوره شرقا وغربا
أهم الاحداث التاريخية التى شهدها إعادة بناء الكعبة بعد الحريق قبل البعثة النبوية عندما وصل البناء بقريش إلى موضع الحجر الأسود اختلفوا فيمن يتشرف بوضع الحجر الأسود في مكانه ، و كادوا أن يقتتلوا ، فأشار عليهم أبو أمية المخزومي - و قد كان أكبرهم سناً- أن يحكموا أول داخل من باب الصفا فوافقوا ، و كان أول الداخلين هو الرسول صلى الله عليه وسلم ، و عندما راؤه قالوا : هذا محمد الأمين ، رضينا به حكماً ، و رضي الرسول صلى الله عليه وسلم أن يحكم بينهم ، فأمرهم أن يبسطوا ثوب فوضعه فيه ، ثم أمر ممثلي القبائل أن يأخذ كل ممثل قبيلة بطرف من الثوب و دفعوه إلى مكان الحجر الأسود ، و عندما حاذوا مكانه رفعه الرسول صلى الله عليه وسلم بيديه الكريمتين فوضعه في مكانه. و بذلك حقنت دماء قريش ، و عادت الألفة و المحبة بين رجالات قريش ، و قد كانت هذه الحادثة من أحد مظاهر الكمال المحمدي قبل البعثة النبوية الشريفة. سرقة الحجر الأسود على يد القرامطة وكما هو معروف في التاريخ الإسلامى فقد استولى القرامطة على الحجر الاسود سنة 317 للهجرة و ظل عندهم اثنين و عشرين عاما .و في هذا الشان جاء في البداية و النهاية لابن كثير ج11 ص159. (فلما قضى القرمطى لعنه الله امره و فعل ما فعل بالحجيج ..., امر ان تدفن القتلى في بئر زمزم , ودفن كثير منهم في اماكن من الحرم وفى المسجد الحرام ,....و هدم قبة زمزم وامر بقلع باب الكعبة و نزع كسوتها عنها , و شققها بين اصحابه ,..........ثم امر بان يقلع الحجر الاسود , فجاءه رجل فضربه بمثقال في يده و قال : اين الطير الابابيل ؟ اين الحجارة من سجيل ؟ ثم قلع الحجر الاسود و اخذوه حين راحوا معهم إلى بلادهم , فمكث عندهم اثنين و عشرين سنة حتى ردوه ) . و يذكر ابن كثير في كتابه البداية و النهاية ج11 ص161 ان القرامطة بعد ان استولوا على الحجر الأسود قالوا (لم ترمينا طير أبابيل و لا حجارة السجيل ). وقد نقل الاقرامطة الحجر الأسود على عدد من الجمال لأن الحجر كان من ثقل وزنه و حشونة ملمسه الشديدة يجرح أسنمة الجمال , فكانوا يغيرون الجمل بالآخر . كما ورد ذكر واقعة هجوم القرامطة على مكة و مهاجمة الحجيج و استيلائهم على الحجر الأسود في مرجع النجوم الزاهرة في ملوك مصر و القاهرة لجمال الدين أبو المحاسن يوسف بن تغرى .
|
|