يبدوا ان اغلب الرجال لا يفهمون المرأة ... ولا يرونها على حقيقتها ... ومن أجل هذا يقولون : أن المرأة لغز ... ولكن العلماء الذين قصروا بحوثهم على دراسة المرأة والرجل ... يؤكدون ان المرأة تعد نموذجا فى بعض النواحى الفكرية والخلقية ... بل أن لها نواح من العبقرية تعد وقفا عليها . وقالوا ان النساء من الناحية الجوهرية شخصيات أكثر جدية ... واكثر تعمقا فى المواضيع من الرجال ... كما أنهن شديدات الميل الى نفع الغير ورعاية مصالحه واكثر من الرجال استعدادا لبذل الوقت والتفكير من اجل اخرين ... وأقرب منهم الى الاندماج فى التيارات العامة والمجتمع والتجاوب معه . كما ان العلاقات الشخصية بين النساء والروابط النوعية بين المرأة والمرأة تزداد قوة وعنفا ... وهناك ظاهرة اجتماعية بارزة فى محيطهن وهى ميلهن الى تدعيم مراكزهن فى المجتمع النسائى من الناحية المالية ... ومحاولتهن التملك لكى يقفن أمام الرجال فى الحياة على قدم المساواة . غير ان الرجال مازالوا يتحكمون رغم محاولات المرأة فى اختيار الخواص التى يجب أن يمتازوا بها ... وكلها تهدف الى انفراد الرجل بالسيطرة ... وفى المقابل فان النساء يرين أنه لا مفر من اختيار أحد وضعين ... اما أن يخترن حياة الضعف وأن يكون دورهن فى المجتمع دورا ثانويا تافها ... واما ان يخترن الظهور فقط بهذا المظهر الذى يرتاح له الرجال المسيطرون ... بمعنى أن تكون المرأة من حيث واقع دورها الذى تؤديه فى حياتها قوة مستترة خفية متسمة بالضعف مادام هذا يرضى كبرياء الرجل !!. والسؤال الذى يفرض نفسه هو : لماذا تفضل المرأة أن تمثل دور الضعف والتبعية للرجل حتى ولو كانت الحقيقة غير ذلك ... لماذا يقبلن هذا الوضع ؟ . انه بالرغم من تحقيق المساواة بين الجنسين فى معظم بلاد العالم ... فان هناك حقائق طبيعية لا يمكن ان تتغير فالمرأة لا مناص لها من أن تكون هى المنجبة للأطفال ... وسيظل الى أبد الأبدين حاملة الجنين فى أحشاءها . وقد أثبت الأخصائيون فى البحوث البيولوجية والاجتماعية ... أن المرأة تحن بطبيعتها الى الامومة ... ومهما يرتفع بها مركزها الاجتماعى والثقافى عن نطاق الحياة المنزلية ... فانها لا تستطيع أن تعيش دون ان تنجب ولو مرة واحدة وطفلا واحدا !!. كما ان كل امرأة تهفو دائما الى ان تستمتع بشعور الطأنينة والامن الذى تستمده الزوجة من زوجها ... وهو شعور مستقل بذاته وغير مرتبط بانجاب الاطفال أو بالعقم ... فان المركز الاجتماعى والمستوى الاقتصادى للمرأة يتوقف جانب كبير منه على الزوج الذى تعيش معه ... ويمكن القول أن هناك غير العوامل الخلقية قوى اجتماعية لاتزال تضغط على المرأة بحيث ترغمها على اختيار مكانتها فى الحياة من حيث المظهر وقبول ما يصفها به الرجل احيانا من القصور وان كانت فى حقيقتها ليست كذلك . ومن الحقائق الثابته أن المرأة تجنح الى العاطفة اكثر مما تجنح الى العقل ... فما سر ذلك ؟ ... ان المرأة عرفت منذ كانت طفلة صغيرة فى احدى دور رياض الاطفال أن قليلا من الدموع تنزفها بين يدى المدرس ... كفيلة بانقاذ موقفها واعفائها من العقاب ... بينما لا ينفعها ولا ينقذ موقفها المجابهة والنقاش !!. من أجل هذا تنشأ الفتاة حتى تصبح امرأة وقد اشربت طبيعتها الفكرية والعاطفية بهذه الدموع السحرية ... والسؤال الذى يفرض نفسه هو : هل تعد النساء جنسا ضعيفا ؟؟ ... هل يعتبرون من حيث التعرض للآلام الجسمانية والمتاعب الصحية فى حالة تدعو الى العطف عليهن ؟!! يجيب العلم والابحاث على هذا السؤال ... بان الحقيقة على العكس من ذلك ... فالمرأة من الناحية الصحية أصلب وأقوى من الرجل ... ويستطيع الانسان ان يعرف قوة النساء وحظهن من صلابة الصحة اذا ما نظر الى ظاهرة الترمل فى الجنسين ... فيندر أن تجد رجلا اصابه الترمل بعد وفاة زوجته ... بل العكس من ذلك فاننا نرى الكثير من الأرامل اللاتى مات أزواجهن !!. هذا على الرغم من ان النساء يتعرضن أكثر من الرجال الى متاعب والآم جسيمة كثيرة ... ولكنها كلها أو معظمها من النوع غير الخطير كالصداع وألام الظهر وبعض الأمراض النسائية ... ولكن يندر أن يتعرضن لمرض عضال تكون فيه نهايتهن بالقدر الذى يتعرض له الرجال ... وما أشبه نفسية المرأة بجسمها فى قوة الاحتمال ... فالمرأة بينما تصرخ وتبكى لأتفه الاسباب ... اذا يها أمام الصدمات القوية أقوى من الصدمات نفسها ... واذا بها قديرة على النسيان ... فما أسرع ما تموت الذكريات الاليمة فى نفسها !!!!.