هل يجوز إطلاق لفظة " موجود " على الله تعالى وقول "الله موجود " عِلما بأن ..
1- " موجود " اسم مفعول من " وُُجد " لِذلك فهل يصح أن يُطلق على الله- تبارك وتعالى- هذا ؟؟
وعِلما أيضا بأن -نقلا من أحد الإخوة-
2-قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في مجموع الفتاوي جـ6 :
ويفرق بين دعائه و الإخبار عنه فلا يدعى إلا بالأسماء الحسنى وأما الإخبار عنه فلا يكون باسم سيء لكن قد يكون باسم حسن او باسم ليس بسيئ وإن لم يحكم بحسنه مثل اسم شيء وذات وموجود إذا أريد به الثابت وأما إذا أريد به الموجود عند الشدائد فهو من الأسماء الحسنى وكذلك المريد والمتكلم فان الإرادة والكلام تنقسم الى محمود ومذموم فليس ذلك من الأسماء الحسنى بخلاف الحكيم والرحيم والصادق ونحو ذلك فإن ذلك لا يكون إلا محمودا .
-نقلاً من بعض الإخوة- قال ابن القيم -رحمه الله- في بدائع الفوائد جـ1:
ويجب أن تعلم هنا أمور ، أحدها أن ما يدخل في باب الإخبار عنه تعالى أوسع مما يدخل في باب أسمائه وصفاته كالشيء والموجود والقائم بنفسه فإنه يخبر به عنه ولا يدخل في أسمائه الحسنى وصفاته العليا ،،
3- وجدتُ أن شيخنا العثيمين -رحمه الله-
في شرح العقيدة الواسطية
في شرحه لقول شيخ الإسلام-رحمه الله-
فإن المسلم يتعين عليه إنصاف العلماء وحمل كلامهم على أحسن محمل مادام ذلك ممكنا. واعلم أن بعض أهل العلم ذكروا أن الأحسن التعبير عن الله تعالى بأنه حق بدلا من التعبير عنه بأنه موجود، وذلك لأن وصفه بأنه حق ثبت في نصوص الوحي مثل قوله تعالى: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ {الحج: 6} وأما كلمة موجود فلم تأت في نصوص الوحي. فموجود ليست من أسمائه ولكنه يمكن الإخبار عنه بها كما قال شيخ الإسلام، ولا يمنع ذلك كون الصيغة الصرفية للكلمة اسم مفعول، فإنا نصفه بأنه معبود ومدعو لأن العباد يدعونه ويعبدونه ويخشونه ويرجونه ويسألونه فهذا لا محظور فيه، والله أخبر في عدة آيات عن وجود العباد إياه منها قوله: وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً {النساء:110} وقوله: لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً {النساء: 64} وقوله: وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ {النور: 39}.
وأما كلام الشيخ ابن عثيمين فهو من هذا الباب فالإيمان بوجوده لا يكفي في الإيمان إذ ليس فيه توحيد لله بألوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته. راجع كلام ابن القيم في مدارج السالكين عن مرتبة الوجود.
ومما ذكرناه تعلم أنه لا تسوغ نسبة الزلل في هذه المسألة لهؤلاء العلماء المحققين رحمهم الله.