..{تأملات..من.. القرآن}..

﴿ وخشعت الأَصوات للرحمن ﴾
رغم انه موطن العظمة والجبروت
في يوم الحشر لم يقل للجبار
بل قال ﴿ للرحمن ﴾
جاء بالرحمة في مقام تنخلع فيه القلوب !!
أسأل الله أن يشملنا ويشملكم برحمته

(وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ)
[سورة الصافات 24]
... حين يخيفك ويرهبك ...
سؤال البشر ووقوفك أمامهم ...
تذكر وقوفك غدا أمام العظيم سبحانه
حين تُسأل عن كل شيء ...
كل شيء ...
فهلا أعددنا للسؤال جوابا ... ؟

{إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ
ۖ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ ۖ مَا مِن شَفِيعٍ إِلَّا مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ }
(3 يونس)
{ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ}
في العالم العلوي و السفلي ،من الإماته و الإحياء و إنزال الأرزاق و مداولة الأيام
بين الناس و كشف الضر عن المضرورين و إجابة سؤال السائلين ،فأنواع التدابير نازلة
منه و صاعدة إليه و جميع الخلق مذعنون لعزه خاضعون لعظمته و سلطانه.
فوكلوا أموركم لبارئها ،،
فسبحانه قد دبرها لكم ،،ﻷنه يعلم خيرها و نفعها عليكم .

قال تعالى .. :
{فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا} [نوح : 10] ..
~
لا يوجد ذنب يعلو على مغفرة الله ؛
ولا خطيئة تعلو على رحمة الله ..
فلا تدل البدايات على الخواتيم ؛
ولا تدل الظواهر على المصائر ..
* د. مصطفى محمود

قال تعالى:
﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ
وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ [لقمان: 29].
سبحان ربي العظيم، إنَّ الله يُعطينا من آياته ما يدلُّ على قدرته ووحدانيَّته،
دليلاً وراء دليلٍ، ويخاطب فينا العقل والفؤاد والأبصار؛ لعلَّنا نَعقِل أو نُفكِّر، أو نَرَى.
فهذه آيات لا يفهمها و يستوعبها سوى أصحاب العقول

{هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ
مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (5)إنَّ فِي اخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ
وَمَا خَلَقَ اللّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6)}[يونس]
في هذه الآيات الحث و الترغيب على التفكير في مخلوقات الله و النظر فيها بعين الاعتبار
؛فإن بذلك تنفسح البصيرة و يزداد الإيمان والعقل و تقوى القريحة .
وفي إهمال ذلك تهاون بما أمر الله به و إغلاق لزيادة الإيمان و جمود الذهن و القريحة.

للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون "
" لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ " أي: للذين أحسنوا في عبادة الخالق, بأن عبدوه على وجه
المراقبة والنصيحة, في عبوديته, وقاموا بما قدروا عليه منها, وأحسنوا إلى عباد الله, بما
يقدرون عليه من الإحسان القولي والفعلي, من بذل الإحسان المالي, والإحسان البدني, والأمر
بالمعروف, والنهي عن المنكر, وتعليم الجاهلين, ونصيحة المعرضين, وغير ذلك من وجوه البر
والإحسان. فهؤلاء الذين أحسنوا, لهم " الحسنى " وهي: الجنة الكاملة في حسنها و " زيادة
" وهي: النظر إلى وجه الله الكريم, وسماع كلامه, والفوز برضاه والبهجة بقربه. فبهذا
حصل لهم أعلى ما يتمناه المتمنون, ويسأله السائلون. ثم ذكر اندفاع المحذور عنهم فقال:
" وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ " . أي: لا ينالهم مكروه, بوجه من الوجوه, لأن المكروه
, إذا وقع بالإنسان. تبين ذلك في وجهه, وتغير, وتكدر. وأما هؤلاء - فكما قال الله عنهم -
" تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ " . " أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ " الملازمون لها "
هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ " لا يحولون, ولا يزولون, ولا يتغيرون.

...قال الله تعالى...‏"قد أوتيت سؤلك ياموسى"
سبع حاجات أجابها الله جل جلاله دفعة واحدة لعبده ورسوله موسى..
{.* قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي
* يَفْقَهُوا قَوْلِي * وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي
* وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي * كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا * وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا * إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيرًا *}
احشد رغباتك...وأكثر سؤالاتك...واهتف بكل حاجاتك...رب لحظة يقال لك فيها...
"قد أوتيت سؤلك"...من أجمل اللمسات البيانية في الآيات السابقة أن نبي الله موسى قال...
كي نُسَبّحكَ كثيرًا...و نذكُركَ كثيرًا ... ولم يقل كي أقوى على فرعون بأخي ...
إذ أن الغايات لا تتحقق إلا بذكر الله عز وجلّ ... والذكر يحتاج الى صحبة تُعينُنا على
الحق وتُثبتنا عليه.

قـالوا لهـود : "إنا لنراك في سفاهـة "
فأجابهـم : " ياقـوم ليس بي سفـاهـة " ،، ولم يقُلْ بل أنتم السُفهـاء..!
ما أجمـل رُقيّ الأخـلاق.. فلنرتقِ..
أسعـد الله أوقاتكم بذكره..
مســاء السمـاحـة وحسن الخُلُق

{مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا
مَذْمُومًا مَّدْحُورًا (18) وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ
كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا (19)كُلًّا نُّمِدُّ هَٰؤُلَاءِ وَهَٰؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ ۚ وَمَا كَانَ
عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا (20)}[الإسراء]
يخبر الله تعالى أن من كان يريد الدنيا {العاجلة}المنقضية الزائلة فعمل لها و سعى
و نسي المبتدى أو المنتهى أن يعجل الله له من حطامها و متاعها ما يشاؤه و يريده مما
كتب الله له في اللوح المحفوظ و لكنه متاع غير نافع و لا دائم له ثم يجعل له في الآخرة
{جهنم يصلاها }أي يباشر عذابها {مذموما مدحورا}أي في حالة الخزي و الفضيحة و الذم
من الله و من خلقه و البعد عن رحمة الله فيجمع له بين العذاب و الفضيحة .
{و من أراد الآخرة } فرضيها و آثرها على الدنيا {و سعى لها سعيها }الذي
دعت إليه الكتب السماوية و الآثار النبوية فعمل بذلك على قدر إمكانه {و هو مؤمن}
بالله و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر {فأولئك كان سعيهم مشكورا}
أي مقبولا منمى مدخرا لهم أجرهم و ثوابهم عند ربهم.
و مع هذا فلا يفوتهم نصيبهم من الدنيا فكلا يمده الله منها لأن عطاءه و إحسانه ليس
ممنوعا من أحد بل جميع الخلق راتعون بفضله و إحسانه.{و ما كان عطاء ربك محظورا}