لاشك في أن الأمومة حلم يراود كل فتاة بمجرد أن تبدأ حياتها الزوجية لكن يتحول هذا الحلم الجميل إلي كابوس مزعج عندما تكتشف الأم أن الطفل الذي أنجبته معاق ذهنيا فتجد نفسها أمام مشكلة تؤرقها وتستنفد طاقتها لمساعدة هذا المخلوق الضعيف الذي يعجز عن القيام حتي بأبسط المهاميري الدكتور علاء الدين كفافي أستاذ الصحة النفسية والإرشاد النفسي بمعهد الدراسات والبحوث التربوية بجامعة القاهرة أنه وفقا للدراسات التي قام بها الباحثون لأسر الأطفال المعاقين وجد أن استجابة الأم لمولد هذا الطفل المعاق أو علي الأصح التتابع السلوكي أو الاستجابي لمقدم هذا الطفل تأخذ خمس مراحل متتابعة وهي : 1 - مرحلة الصدمة : وهو الشعور الذي تشعر به الأم بمجرد مولد الطفل المعاق أو بمجرد علمها بوجود إعاقة لدي الطفل والذي يسبب الصدمة هو التقابل الحاد بين التوقع والواقع فالأم تتوقع وتحلم بطفل مكتمل القدرات يكون مبعث سرور لها ولكن الواقع يوقظها من الحلم الجميل علي طفل معوق يعاني من مشاكل جسمية وحسية وعقلية . 2 - مرحلة الإنكار والتشكك : وغالبا ما يتبع الشعور بالصدمة إنكار لهذا الواقع الصادم وعدم تصديقه أو التشكك فيه خصوصا إذا كانت المعلومات عن إعاقة الطفل قد أتيحت للأم قبل مولده ويظل الأمل باقيا في عدم دقة المعلومات المتاحة والرجاء قائما عند الأم في أن يولد الطفل سليما من أي عيوب. 3 - مرحلة الانفعالات العنيفة : وعادة لا تستمر المرحلتان السابقتان وقتا طويلا حيث تفيق الام من الصدمة والإنكار علي الواقع المر الذي عليها أن تقبله بما حدث مع التساؤل عن سبب هذه الإعاقة وكيف حدثت ولماذا هي بالذات وما الحكمة في ذلك وما عساه أن يكون موقفها من الطفل ومن شعورها نحوه وما مستقبله؟ 4 - مرحلة التكيف وقبول الأمر الواقع: تسلم الأم بالأمر الواقع وتأخذ في التكيف مع الوضع ويتوقف طول مدة مرحلة الانفعالات والوصول إلي مرحلة التكيف وقبول الأمر الواقع علي بعض العوامل منها شخصية الأم ودرجة إيمانها بقضاء الله وقدره ومدي المعلومات التاحة أمامها عن أسباب الإعاقة وعن أساليب مواجهتها وثقتها بقدرتها علي تحمل الموقف وتجاوزه والتعامل مع الواقع الصعب بموضوعية وتصورها لمستقبل الطفل لكن مهما تطل الفترة السابقة أو تقصر تنتقل الأم إلي المرحلة التالية. 5 - مرحلة البحث عن الخدمات: وهذه المرحلة تعتمد علي التشخيص الجيد للإعاقة وعلي درجة التضرر التي تمثلها الإعاقة وتتوقف إلي حد كبير علي مدي توافر هذه الخدمات في المجتمع وتتمثل تلك الخدمات في الخدمة الطبية والخدمات النوعية والخدمات التعليمية وخدمات التأهيل والتوظيف . ويضيف الدكتور علاء الدين كفافي قائلا: إن لأسرة الطفل المعاق دورا كبيرا في رعايته وتنشئته بصورة سليمة ويقع العبء الأكبر علي عاتق الأم التي يتسم سلوكها نحو هذا الطفل عامة بالحماية الزائدة في أغلبية الحالات والرعاية الخاصة والحب والحنان الزائدين أيضا. وهو أمر شديد الأهمية بالنسبة للطفل فشعور الطفل المعاق بحب الأم يجعله يحقق تقدما ملحوظا في برامج االتدريب واكتساب المهارات المختلفة ومن جانب آخر تقوم الأم بعمل توازن في علاقة الإخوة بالطفل المعاق لأنه في بعض الأحيان يشعر الأشقاء بالغضب والغيرة بسبب الرعاية المكثفة التي يحظي بها شقيقهم المعاق من الوالدين وخصوصا الأم فتشرح الأم دوافع هذه الرعاية الزائدة لإخوة الطفل حتي يدركوا أن أخاهم له حاجات متباينة وأنه يختلف عنهم مما يجعل له وضعا خاصا داخل الأسرة. ويقول الدكتور مصطفي حجازي استشاري طب الاطفال: إلي جانب الرعاية النفسية التي تقدمها الام لطفلها المعاق ذهنيا فهي تقدم له أيضا الرعاية الصحية فقد أثبتت الأبحاث أن الطفل المعاق في أغلبية الحالات يعاني من نقص في المناعة اللازمة لمقاومة الأمراض في السنوات الأولي من عمره. لذلك فإن العناية الصحية والتغذية السليمة في هذه الفترة تكون ضرورية لتجنيبه العدوي والإصابة بالأمراض ويجب أيضا تزويد جسمه بما يحتاج من الفيتامينات اللازمة لاكتمال نموه الطبيعي والطفل المعاق ذهنيا بصفة عامةله احتياجاته الغذائية مثله مثل كل الأطفال غير أنه يحتاج إلي رعاية خاصة. لأنه أكثر عرضة للإصابة بسوء التغذية الذي قد يزيد من تأخر نموه العقلي والجسمي وقد أوضحت بعض الإحصاءات التي أجريت علي بعض الأطفال المعاقين ذهنيا أن ما يقرب من 80% منهم يعانون من مشاكل تغذية بسبب عدة عوامل منها تأثر عضلات الفم والحلق بحالة الطفل التي تجعله يجد صعوبة في المضغ والبلع مما يؤثر علي قدرته علي تناول الطعام . ويؤكد الدكتور خالد المنياوي أستاذ طب الأطفال المساعد بالمركز القومي للبحوث ضرورة أن تعرف كل أم الشروط الواجب توافرها في الغذاء بصورة عامة ثم تعليم هؤلاء الأمهات ما يجب أن يتناوله أطفالهن وما يمنعون من تناوله لأنه لو توافرت هذه الشروط في الوجبة المقدمة للطفل فإن ذلك يساعد في تحسين حالته وتجنيبه الكثير من المشكلات والمضاعفات وهذه الشروط هي : - أن تحتوي الوجبة الغذائية علي جميع العناصر الغذائية الأساسية من بروتينات وكربوهيدرات ونشويات ودهون بالإضافة إلي الفيتامينات والعناصر الصغري والأملاح المعدنية. - أن تكون هذه العناصر متوافرة بنسبها المتوازنة فمن المعروف أن الإنسان سواء كان طفلا أو بالغا يجب أن يحصل علي احتياجاته من السعرات الحرارية من العناصر الغذائية الأساسية بالنسب التالية 60% إلي 65% من السعرات الحرارية من الكربوهيدرات, و20% إلي 25% من السعرات الحرارية من البروتينات, بينما يحصل علي بقية احتياجاته من السعرات الحرارية من الدهون, علي ألا يتعدي 15% كما أنه يجب أن تعرف كل أم أن الطفل في مرحلة الدراسة يحتاج من 60 إلي 90 سعرا حراريا لكل كجم من وزنه , حسب مرحلته العمرية , بالإضافة إلي النسب المطلوبة من الماء والأملاح المعدنية والفيتامينات . ـ أن تلبي هذه الوجبة الغذائية احتياجات الطفل الفسيولوجية فالطفل الذي يعاني من مرض ما أو حالة خاصة تختلف احتياجاته عن الطفل السليم . ـأن تكون هذه الوجبة الغذائية خالية من أي نوع من أنواع التلوث أيا كان نوع هذا التلوث سواء كان الغذاء من أصل نباتي أو حيواني فإذا توافرت هذه المواصفات والشروط في وجبة الطفل الغذائية فلن يتعرض الطفل إلي أي مشاكل صحية أخري مصاحبة لحالته .