كان لرجل عجوز ثلاثة أبناء متزوجين ، وكان لكل واحد منهم عمل يعمل به ويلهيه
عن والده ، فلم يهتم به أحد لا من أولاده ولا من زوجات أولاده ، فأخذ الرجل يفكر
بطريقة تجعلهم يهتمون به ، ويقومون على رعايته كما يجب أن يكون .
فأحضر جرة وملأها بأوراق شجر ونفاية ، ثم وضع فوق النفاية أوراق وفوق الأوراق
وضع أوراق نقدية قليلة ، بما يوحي أن الجرة مليئة بالنقود .
وفي صبيحة اليوم التالي ، استدعى ابنه الأكبر إليه ، وعرض عليه الجرة وقال له :
يا بني لقد كبرت ولا أحد يقوم على رعايتي وبعد أن أرحل عن هذه الدنيا ، سيبقى
من بعدي المال الكثير ، قل لزوجتك أن تحضر لي الأكل والشراب ، وأن تقوم بغسل
ملابسي ، والمال المتبقي من بعدي سيكون كله من نصيبك ، لكن بشرط أن لا تذكر
شيئاً من هذا أمامك أخواتك فعليك أن تبقي هذا سراً بيننا ثم فعل الرجل العجوز نفس
الشيء مع ابنيه الآخرين .
ولتنفيذ رغبة الأب: قام كل واحد من الأبناء بإرسال زوجته لتقوم برعاية وخدمة والدهم
إلى يوم مماته ، وعاش الرجل ما تبقى له على هذه الدنيا حياة رغيدة وسعيدة وأبناؤه
يقومون برعايته على أكمل وجه .
وبعد وفاة الأب ، جاء الأبناء لأخذ الجرة ، لكن كل واحد منهم ادعى أن الجرة تابعة له
وفي النهاية وبعد نزاع طويل ، قرر الأخوة التوجه إلى القاضي ، ليفصل بينهم .
وعندما سمع القاضي قصتهم ، قال لهم : سأربط الجرة بحبل يتدلى من السقف وأنتم
ستجلسون تحت الجرة ، ثم أقوم بكسرها ، وكل واحد منكم سيحصل على ما سيسقط
عليه ، فكسر القاضي الجرة ، وكل الزبالة التي كانت فيها ، سقطت على رأس أبناء
الرجل المتوفى .