وما أجدر بالمسلم أن يعتاد لسانه ترداد هذه الدعوة، التي من أعطيها
فقد سعد وفاز فوزا عظيما، واجتمع له الخير من جوانبه كلها.
وها هو خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام ، رغم مكانته الرفيعة ، ومنزلته
العالية ، والذكر الحسن ولسان الصدق الذي كتبه الله له في الأولين والآخرين
يطمع في مغفرة ربه ، وهو المعصوم المجتبى ، وأبو الأنبياء فيقول
{ وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ }
وأما عبد الله ابن جدعان أحد سادات قريش ، المشهور ين بالكرم والجود
والإحسان إلى الناس ، فلم ينفعه شيء من عمله لإعراضه عن ربه وتركه التوحيد
وتكبره عن طلب المغفرة ، ففي [صحيح مسلم] عَنْ عَائِشَةَ قالت :
« يَا رَسُولَ اللهِ، ابْنُ جُدْعَانَ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَصِلُ الرَّحِمَ، وَيُطْعِمُ الْمِسْكِينَ، فَهَلْ
ذَاكَ نَافِعُهُ؟ قَالَ:
" لَا يَنْفَعُهُ إِنَّهُ لَمْ يَقُلْ يَوْمًا: رَبِّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ »
فاللهم إنا نطمع في مغفرتك ورحمتك وجودك ونشهدك أنا قلنا ورددنا تلك
الدعوة :
" رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين "