القرية ذات الأقدام الصغيرة هي قرية صينية زراعية حيث يقطن فيها معظم الفقراء وكانت
تضم قديماً عدداً كبيراً من النساء ذوات القدم الذهبية أو قدم اللوتس كما أُطلق عليها لكن
الآن لم يبقى من هؤلاء النساء سوى عدد ضئيل جداً ففي الصين القديمة إذا أردتي أن
تكوني إمرأة جميلة فلابد أن تكون أقدامك صغيرة.
لذلك كانت الأمهات تلف أقدام بناتهن عن قصد لمدة سنوات لكي يتوقفون عن النمو وبذلك
تظل صغيرة وفي الصين القديمة تم اعتبار تلك العادة “جميلة” فكانت تصل حجم القدم
تقريباً لـ 3 بوصات صغيرة وهو رمز لما يُعرف بقدم اللوتس الذهبي، والمُحزن في الأمر
أن 40 لـ 50 % من نساء الصين القديمة أُجبرن للحصول على أقدام صغيرة لبقية
حياتهم مهما كان الأمر مؤلم.
ولحسن الحظ قد انتهت تلك العادة الغريبة قبل 90 عاماً ومعظم النساء ذوات الأقدام
الصغيرة قد فارقن الحياة، أما آخر مصنع للأحذية الصغيرة قد أُغلق عام 1999
ويمكن أن نُسمي عادة طي الأقدام في الصين رحلة عذاب النساء لجذب الرجال
وإعجابهم بهن حيث كان يعتبر شرطاً أساسياً للزواج.
سُميت الأقدام الصغيرة في الصين بـ قدم اللوتس لشكلها القريب من زهرة اللوتس
وكانت النساء ذات القدم الكبيرة محلاً للسخرية والإذلال ويُنظر إليهن بأنهن من عامة
النساء العاملات في الحقول وأنه لا يمكنهن تحمل رفاهية قدم اللوتس، ولم تكن عملية
طي الأقدام في الصين بسيطة بل كانت تُمثل علماً مهماً في القرون القديمة وكانت تبدأ
بالاستعداد النفسي لتحمل الآلام عن طريق إقناع الفتيات بأن طي الأقدام سيجعلهن أكثر
جمالاً وستفتح أمامهن آفاقاً جديدة للزواج.
بعدها تبدأ عملية الطي بعد غسل القدمين جيداً وقص الأظافر وطي الأصابع ما عدا
الإصبع الكبير من ثم تضميد الأصابع ثم الكعب ومحاولة تقريبهما مع بعض قد الإمكان
وإحكام الضمادات جيداً على تلك الوضعية وبعدها إدخال القدمين في حذاءٍ ضيق جداً
ويتم تغيير الضمادات يومياً لضغط القدم بشدة أكثر في كل مرة وهي عملية تسبب ألماً
كبيراً للأطفال لأنها تُعيق حركاتهن لعدة أيام وشهور.
وإضافةً لسلبيات طي القدمين فإن رائحتها تكون صعبة جداً خلال فصل الصيف بسبب
الدم اء والقيح كما أنها تتجمد في فصل الشتاء بسبب نقص تدفق الأكسجين في الدم
وبعض النظر عن كل ذلك فهي عملية مؤلمة للغاية تغير في معالم جسم المرأة الصينية
كونها تضع الضغط كله على الفخذين والأرداف مما يؤدي لإنتفاخهما وإصابة الساقين
بالإعوجاج فضلاً عن المعاناة الجسدية التي تصاحب هؤلاء النساء مدى الحياة.
قال الكثيرون أن تلك العادة لم تُنسب إلى شخصٍ بحد ذاته ولم يتوصلوا لمبتكر هذا
الفكر العقيم، إلا أن بعض الأساطير ذكرت أنه كان هناك راقصة صينية جميلة تُدعى
“يو” أدت رقصتها الشهيرة ذات مرة وهي مرتدية حذاءً صغيراً على شكل زهرة
اللوتس الذهبية، حيث أُعجب الرجال بحركاتها الراقصة وشكل قدميها الصغيرتان ومن
هنا أصبحت رمزاً للجمال.
لكن لحسن الحظ انتهت تلك العادة تماماً الآن نظراً لمنادات بعض المؤسسات بضرورة
التصدي لهذه التقاليد التي تتسبب في آلاماً كثيرة للنساء الصينيات لا حصر لها مما
استدعى من الحكومة فيما بعد بحظر فرض تلك العادة مرة أخرى نهائياً وبالرغم من
ذلك تمسكت بعادة طي القدمين بعض العائلات المُتشددة لكن سيطرت الحكومات وتم
حظرها بشكل نهائي.
هناك الكثير من العادات التي تسلب النساء حرياتهن وتجعل حياتهن أكثر ألماً على
سبيل المثال لم تتسبب عادة طي القدمين في الصين إلا بأضراراً جسيمة وجعل
اعتمادهن بشكل أساسي على الرجال لتكون المرأة ضعيفة ودائماً بحاجة للإتكال على
الرجل سواء كان الزوج أو الأخ أو غيرهما وذلك نتيجة لتدمير تلك العادة للقدمين
وعدم القدرة على الوقوف أو المشي لمسافات