قال الإمام السعدي -- :
❃ الإيمان الصادق واليقين الصحيح؛ يحمل صاحبه على العزة، والقوة، والشجاعة
القولية، والفعلية، فإنه متى يتيقن العبد أن الله هو النافع الضار، المعطي المانع، وأن
من اعتز به فهو عزيزٌ، ومن التجأ لغيره فهو الذليل، وأن الخلق كلهم فقراء إلى الله
لا ينفعون ولا يضرون أوجب له ذلك القوة بالله، والالتجاء إليه، وألا يخاف، ولا يرجو
أحداً غير الله، ولا يطمع إلا في فضله.
❃ وبهذا يتم له التحرر من رقّ المخلوقين، وألا يُعلّق قلبه بأحدٍ منهم في نفعٍ، ولا
دفع ضرٍّ، بل يكون الله وحده مولاه وناصره، يتولاه في طلب المنافع، ويستنصره في
دفع المضار، فيتم له من كفاية المولى وتيسير أموره، ما لا يتم لمن لم يكن معه هذا
الإيمان، ويحصل له من قوة القلب وشجاعته، ما لا يصل إليه من لم يبلغ درجته، وهذا
كله من ثمرات الإيمان الصحيح.