وصفَ اللهُ تعالى القرآن الكريمَ بأنَّه (الحق) فقال تعالى:
﴿أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ﴾.
(الحق): هو الثابتُ الذي لا يتغير، ولا يُبطِله شيء، ولا يلحقُه نقص، ولا
يشُوبُه باطلٌ، قال تعالى:
﴿وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾.
(عزيز): من استشفى به شفاه الله ومن اغتنى به أغناه الله ومن احتمى به حماه الله
ومن تمسك به أعزه الله في الدنيا والآخرة ونصره على من ظلمه وبغى عليه والقرآن
وصفه الله بأنه تبيانا لكل شيء فقال تعالى﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى
وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ﴾ فما من أمر في حياة العبد أو في آخرته إلا وللعبد فيه
البيان الكافي الشافي الذي ينهجه ويسير عليه فلا يضل بعد ذلك ولا يشقى وكل ما
سيسأل عنه العبد يوم القيامة فصله الله وبينه له أحسن بيان وأحسن تفصيل أما مالم
يسأل عنه العبد يوم القيامة كأحوال الآخرة ويوم القيامة فجاءت الأخبار فيه عامة
إشارات فقط.
وحفِظَ الله تعالى كتابه من الزيادة والنُّقصان، فقال تعالى:
﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ ولما سمعه الجن آمنوا به مباشرة، من أول
وهله من سماعه وعظموه واستعجبوا منه قال تعالى في سورة الجن: ﴿قُلْ أُوحِيَ
إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا، يَهْدِي إلى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ
وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا﴾ ومن تعظيم كلام الله تعالى الاستماع له عند سماعه قال تعالى:
﴿ وَإِذَا قُرِئَ القرآن فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ نستمع وننصت لإن ما يتلى
على أسماعنا هو كلام الله تعالى الذي يذهب همومنا ويزيل أحزاننا ويشفي صدورنا كما
قال تعالى :﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ القرآن مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ﴾ وقال تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ﴾.
وما من مهموم ولا محزون أقبل على تلاوة القرآن وسماعه إلا كشف الله غمه وأذهب
همه وأزال حزنه فتسكن نفسه وينشرح صدره ويستنير قلبه قال تعالى: ﴿ألا بذكر الله
تطمئن القلوب﴾ وبتلاوة القرآن يزداد الإيمان كما قال تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا
ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴾ . وفي
سورة التوبة آية رقم :124 ﴿وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَٰذِهِ إِيمَانًا
فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُون﴾.
ومصاحبة القرآن حفظ وحماية من الشقاء والعناء والزيغ والضلال كما قال تعالى:
﴿فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ﴾ وهو أمن وأمان وشفاعة
إلى الرحمن فالصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة كما صح ذلك عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم ومصاحبته تذهب الخوف والحزن في الدنيا والآخرة كما قال تعالى:
﴿فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين