الكِبْر: "أَبَى وَاسْتَكْبَرَ" (34البقرة) أصيب بداء الكبر، أمره الله بالسجود لكنه قال:
" أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً" (61يونس) أنا أفضل منه:" أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن
نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ" (12الأعراف) فأصيب بداء الكبر لأنه كان يظن أنه لا
يشبهه أحد في عبادة الله، وفي طاعة الله في عوالم عالين.
مكث حوالي اثنتين وسبعون ألف سنة ليس في السماوات السبع موضع شبر إلا
ولإبليس فيه سجدة لله تبارك وتعالى، فاغتر، ومن يغتر ينضر، فورث الكِبر:
"أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ" (12الأعراف) آدم لم يفعل
شيء وأنا مكثت اثنتين وسبعون ألف سنة في طاعة الله، ونسي أن الذي يخاطبه
ويطلب منه هو رب العالمين، فلم يدرك ذلك.
من الذي يطلب؟ الله، ولا ينبغي عليه أن يعصى مولاه طرفة عين ولا أقل، ولا
يخالف له أمراً.
بِمَ مدح الله الملائكة؟ "لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ" (6التحريم)
ولكنه لما عصى خرج من الملائكة فوراً: "كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ"
(50الكهف).
هذا هو السبب، أن إبليس أصيب بمرض الكبر، ومرض الكبر من الأمراض الخطيرة
التي نسأل الله أن يخلِّصنا منها أجمعين، قال صلى الله عليه وسلم:
{لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ} صحيح مسلم والترمذي عن
عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
الذي في قلبه مثقال ذرة واحدة من كِبر لن يدخل الجنة، فما بالك بمن امتلأ قلبه
بالكِبر كإبليس؟ هذا يخرج فوراً: "اخْرُجْ مِنْهَا مَذْؤُوماً مَّدْحُوراً" (18الأعراف)