يقول ربي ( جل وعز ) :
" بل تؤثرون الحياة الدنيا * والآخرة خير وأبقى"* سورة الأعلى
وفي الصحيحين أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال:
" وَاللهِ مَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ، وَلَكِنِّي أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ الدُّنْيَا عَلَيْكُمْ
كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا، وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ
وفي الحديث الشريف :
" الدنيا ملعونة ، ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما ولاه وعالما أو متعلما "
والحديث في سنن الترمذي ، ومعنى اللعن هنا الذم
أي مذمومة إذ أنها تشغل عن الله ( تعالى ) وعن ذكره وطاعته
ثم هي مذمومة لضعتها وضعة نفس من طلبها مستغنيا بها عن آخرته
منشغلا به عن ربه ومثبوته ، ومذمومة لضعة منتهاها مهما بلغ صاحبها
من علو فيها
* كانت ناقة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) العضباء لا تُسبَق ، فجاء
أعرابي على قعود فسبقها ، فشق ذلك على أصحاب النبي ( صلى الله عليه وسلم )
فقال صلى الله عليه وسلم : " إن حقا على الله أن لا يرفع شيئا من أمر هذه
الدنيا إلا وضعه "
* والحديث عند أبي داود
* قيل لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) : " صف لنا الدنيا "
فقال : " وما أصف من دار ، حلالها حساب ، وحرامها عذاب ، من استغنى فيها
فُتِن ، ومن افتقر فيها حزن "
* وقال أحد السلف :
طالب الدنيا بين أمرين كلاهما سوء :
إن نال منها ما طلب تركه لغيره
وإن لم ينل منها مات غمًّا
* وقال بعض العارفين :
إذا مات صاحب الدنيا أصيب بمصيبتين كلاهما شر من الأخرى
أولاهما أنه يترك ماله كلَّه
وثانيتهما أنه يُسأَل عن ماله كلِّه
* قال الأصمعي :
بلغني أنه لما قتل كسرى أنو شروان وزيره بزرجمهر وجد في منطقته
ثلاثة أسطر مكتوبات :
- إذا كان القدر حقا فالحرص باطل
- وإذا كان الموت غاية كل حي فالطمأنينة إلى الدنيا غرور
- وإذا كان الغدر في الناس طبعا فالثقة بكل أحد حماقة
* قال عبد الملك بن عمير :
رأيت رأس الحسين بن علي ( رضي الله عنه ) بين يدي عبيد الله بن زياد
في قصره بالكوفة ، ثم رأيت رأس ابن زياد بين يدي المختار ، ثم رأيت رأس
المختار بين يدي مصعب ، ثم رأيت رأس مصعب بين يدي عبد الملك بن مروان
فسأله سفيان : " كم كان بين أول الرءوس وآخرها ؟ "
قال : " اثنتا عشرة سنة "