رمضان هو شَهْر القُرآن ، وكان شَهر شَعبَان يُسمّى شَهْر القُرّاء ؛ لِتفرّغهم لِقراءة
القرآن ، استعدادا لِشهر رمضان.
وكان العلماء يُقْبِلُون على قراءة القرآن في رمضان ، ويَترُكون تعليم الناس ؛ لأن
هذا الشهر هو شَهر القرآن :
¤ كان إبراهيم النّخَعِيّ يَخْتِم القرآن في شهر رمضان في كل ثلاث ، فإذا دَخَلَت العَشْر
خَتَم في ليلتين .
¤ وكان الأسود يختم القرآن في رمضان في كل لَيْلَتَين .
¤ وكان قتادة يختم القرآن في كل سَبْع ليال مَرّة فإذا جاء رمضان ختم في كل ثلاث
ليال مَرّة ، فإذا جاء العشر خَتَم في كُلّ لَيْلَة مَرّة.
11 -*فيه ليلة القَدر ، وهي خير مِن ألفِ شَهْرلَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) وفي الحديث : فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ .
12 -*فيه نَزَل القُرآن ، قال الله تبارك وتعالى :*(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ
الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ)*. وقال عَزّ وَجَلّ :*(إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ
فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ)
13 –*فيه نَزَلَت الكُتُب السَابِقَة ، وفي الحديث :*" أُنْزِلَتْ صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ
السَّلامُ فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ ، وَأُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ لِسِتٍّ مَضَيْنَ مِنْ رَمَضَانَ وَالإِنْجِيلُ
لِثَلاثَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ ، وَأُنْزِلَ الْفُرْقَانُ لأَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ ".
رواه الإمام أحمد .
14 –*تَعْظِيم شهر رمضان عند الأمم السابقة ، ففي آية الصيام :*(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).
15 –*كانت تتِمّ فيه مُرَاجَعَة القُرآن , وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما :
كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ النَّاسِ ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ
حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ فَلَرَسُولُ اللهِ
صلى الله عليه وسلم أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ . رواه البخاري ومسلم.*
وفي حديث فاطمة رضي الله عنها : أَسَرَّ إِلَيَّ إِنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يُعَارِضُنِي الْقُرْآنَ كُلَّ سَنَةٍ
مَرَّةً ، وَإِنَّهُ عَارَضَنِي الْعَامَ مَرَّتَيْنِ ، وَلاَ أُرَاهُ إِلاَّ حَضَرَ أَجَلِي . رواه البخاري ومسلم .
16 –*شَهر الكرم والْجُود : وفيه زاد جُود النبي صلى الله عليه وسلم وكَرَمه ، وفي
الحديث السابق : كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ النَّاسِ ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ
فِي رَمَضَانَ .
17 –*تَمَيّز ليلة القَدْر بِالإضَاءة ، وفي الحديث : إِنِّي كُنْتُ أُرِيتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، ثُمَّ نُسِّيتُهَا
وَهِيَ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ، وَهِيَ طَلْقَةٌ بَلْجَةٌ لا حَارَّةٌ وَلا بَارِدَةٌ ، كَأَنَّ فِيهَا قَمَرًا يَفْضَحُ
كَوَاكِبَهَا ، لا يَخْرُجُ شَيْطَانُهَا حَتَّى يَخْرُجَ فَجْرُهَا . رواه ابن حِبّان .
18-*كَثْرَة الملائكة في الأرض ، وفي سورة القَدْر :*(تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ
رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ*سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن الملائكة تلك الليلة أكثر في الأرض مِن عَدَد
الْحَصَى) . رواه ابن خزيمة .
19 –*فَرْحَة الصائم في الدنيا وفي الآخِرة ، وفي الحديث : لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا
إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ ، وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ . رواه البخاري ومسلم .*
اللهم أعِد علينا رمضان ، ونحن في عافية وسِتْر ، وأمْن وإيمان ، وسلامة وإسلام
ووَفّقْنَا فيه لِمَرْضَاتِك ، وأعِنّا ولا تُعِن علينا ، وامْكُر لنا ولا تَمْكُر علينا ، وانْصُرنا على
مَن بَغَى علينا ، واهْدِنا ويَسّر الْهُدَى لنا.