لو كان القرآن من تأليف بشر لتحدث عن الغراب باعتباره مخلوقاً لا يملك أي قدر من
الذكاء، وهذه هي الفكرة السائدة عن الطيور والحيوانات وقتها على أنها لا تعقل ولا
تملك أساليب تعلم ولكن القرآن تحدث عن القرآن بشكل علمي يتفق مع الأبحاث العلمية
لحديثة عن الغراب.
فقد تحدث عن الغراب على أنه معلم للإنسان، يفكر ويدرك ويتعامل مع الواقع بحكمة..
وكلنا يتذكر قصة قابيل وهابيل عندما قتل قابيل أخاه واحتار ماذا يصنع به فحمله على
كتفيه وأصبح من النادمين، فبعث الله غرابين يقتتلان حتى قتل أحدهما الآخر، وعلى الفور
حفر حفرة ودفن الغراب أخاه وبذلك علّم قابيل ماذا يفعل بأخيه وكيف يدفنه
يقول تعالى: (فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا
وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ)
[المائدة: 31].
وسبحان الله، لقد كرم الله جميع المخلوقات حتى النملة جعل لها قدراً وقيمة وذكاء ولغة
وجعل هذه المخلوقات من دواب وطيور أمماً أمثالنا فقالوَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ)
[الأنعام: 38].
وهذا يدل على أن القرآن كلام الله تعالى.