من توجيهات القرآن: أنه وضع أمام المؤمنين والمؤمنات أمثله فارعة لأمهات
صالحات. كان لهن أثر ومكان في تاريخ الإيمان
فأم موسى تستجيب إلى وحي الله وإلهامه, وتلقى ولدها وفلذة كبدها في اليم, مطمئنة
إلى وعد ربها: ( وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه , فإذا خفت عليه فألقيه في اليم
ولا تخافي ولا تحزني, إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين )
وأم مريم التي نذرت ما في بطنها محررا لله , خالصا من كل شرك أو عبودية لغيره,
داعية الله أن يتقبل منها نذرها( إذ قالت امرأة عمران رب غني نذرت لك ما في بطني
محررا فتقبل مني, انك أنت السميع العليم )
فلما كان المولود أنثى.. على غير ما كانت تتوقع.. لم يمنعها ذلك من الوفاء بنذرها,
سائلة الله أن يحفظها من كل سوء: ( وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم)
ومريم ابنة عمران أم المسيح عيسى جعلها القرآن آية في الطهر والقنوت لله والتصديق
بكلماته : ( ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت
بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين )
وامرأة فرعون ( آسية ) : التي رفضت الظلم والطغيان من زوجها , وأبت الكفر والضلال
منه , ولما لم تسطتع أن تواجه آمنت برب موسى وكتمت إيمانها , ودعت الله أن يتقبل
إيمانها به وأن يغفر لها وأن ينجها من فرعون وكيده وظلمه ( امرأة فرعون إذ قالت
رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظامين )
...................................