* الأسرة هي العامل الرئيس في تربية الأولاد ذكوراً وإناثاً، وما تغرسه الأسر في الصغار
من قيم ومبادئ وأخلاق ستكون له العاقبة الطيبة في المستقبل، بإذن الله تعالى، ومن المهم
جداً أن نعلم الصغار حسن التعامل مع الآخرين فالأجهزة الذكية جعلت أطفالنا يحسنون التعامل
مع العالم الافتراضي، ولا يحسن الصبي الذي شارف على البلوغ عبارة أو كلمة من كلمات
الترحيب، فضلاً عن استقبال الضيف وإكرامه وتقديم القهوة له وغير ذلك من (علوم الرجال)
والبنت التي ستكون في المستقبل القريب أُماً لعدد من الأطفال لم تتعلم في أسرتها أي شيء
من مهارات الحياة والتخاطب مع الآخرين، فلا تعرف متى تتكلم بالكلمة أو تتوقف عن الكلام.
* لقد أعطى الله عز وجل الأجداد ذكاء كبيراً خاصة في مسائل تربية الأولاد فمن أهم قواعد
التربية عندهم حسن التعامل مع الآخرين ، ومن فرّط من الصغار في هذه العادات الطيبة
الحميدة، فهو في نظر والديه قد أساء إساءة عظيمة، فكانوا صغاراً في أعمارهم كباراً في
أعمالهم، وهذا كله من نتائج التربية الطيبة على حسن التعامل مع الآخرين.
* أيها الأب الكريم: إذا رافقك ابنك الصغير في بعض المجالس الطيبة، فإنه سيتعلم منها
مكارم الأخلاق وأطيب العادات، وهذه الأخلاق الحميدة من ديننا الحنيف، فالإسلام حث على
احترام الكبير وتوقير العالم ورحمة الصغار، والناشئة يدركون هذه المسائل بسرعة كبيرة
جداً، وما أجمل أن تزور بعض الأصدقاء، فتسمع طفلاً صغيراً يرحب بك ويدعوك للدخول
إلى المجلس في أدب جم وكلام طيب حسن، فتسمع من جميع الضيوف هذا الدعاء العظيم
«رحم الله والديك».
* أيتها الأم الكريمة: عليك بتوجيه ابنتك إلى طريقة التعامل مع الآخرين، فمن الخطأ أن
تبتعد الفتاة عن جميع مجالس والدتها وقريباتها، ويكون لها عالمها الافتراضي الذي تتقن
التعامل معه، بينما تفتقر إلى أيسر النقاط في حسن التعامل مع الناس، خاصة أنها قد تقبل
قريباً على حياة أسرية فيكون عليها مسؤوليات وواجبات فلنحرص جميعاً على تعليم أولادنا
حسن التعامل مع الآخرين.