- من أفضل الأعمال أن نتلو القرآن؛ فله فضل عظيم، وأجر كبير. قال -تعالى-:
{إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ
تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ}،
وقال رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ
وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لَا أَقُولُ الم حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ»
وهناك آداب ينبغي أن نلتزمها وهي:
- الطهارة: أي طهارة البدن والثياب وهي مستحبة وليست واجبة فإن قرأ على غير طهارة
فهو تارك للأفضل.
- استقبال القبلة: فإننا نستقبل وجه الله -عز وجل وهذا الاستقبال يجعلك تستشعر أن الله
-عز وجل أمامك، ويجعلك تستحضر وقوفك بين يديه، وهذا له أثر كبير في خشوع القلب
وسكون النفس عند التلاوة.
- اختيار الأماكن المناسبة: بعيدا عن الضوضاء وما يشتت التركيز والتدبر في أثناء
القراءة وخير هذه الأماكن هو المسجد، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
«وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ
عَلَيْهِمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ».
- اختيار الأوقات المناسبة: حيث تشعر فيها بالنشاط والإقبال بهمة على التلاوة، مع
صفاء قلبك، وفراغ ذهنك، وأفضل هذه الأوقات هي ساعات الليل؛ حيث السكون، قال -
تعالى-: {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا} (المزمل: 6).
وقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «..ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني
فيه قال: فيشفعان له» أي الصيام والقرآن.
- قراءة القرآن بخشوع وتدبر: لفهم معاني القرآن وتدبر آياته ، ولنعرف أوامر الله
ونواهيه، قال -تعالى-: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ}
(ص: 29)، ولايكون ذلك إلا بالبحث عن كل كلمة لا تعرف معناها، أو آية لا تفهمها
من خلال كتب التفسير.
- حسِّن صوتك بالقرآن: فهو معين على التدبر والخشوع، قال صلى الله عليه وسلم -:
«زينوا القرآن بأصواتكم»، وقال - صلى الله عليه وسلم - : «مَا أَذِنَ اللَّهُ لِشَيْءٍ مَا
أَذِنَ لِنَبِيٍّ حَسَنِ الصَّوْتِ بِالقُرْآنِ يَجْهَرُ بِهِ».
- البكاء عند التلاوة: قال -تعالى-: {إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا}
(مريم: 58).
- التفاعل مع آيات القرآن: وذلك بما يناسب المقام الذي وردت فيه الآية، فإذا مررت
بآية جنة سألت الله الجنة، وإذا مررت بآية عذاب استعذت بالله من النار، وهكذا، فعَنْ
حُذَيْفَةَ - رضي الله عنه -، قَالَ: «صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ذَاتَ لَيْلَةٍ
فَافْتَتَحَ الْبَقَرَةَ، فَقُلْتُ: يَرْكَعُ عِنْدَ الْمِائَةِ، ثُمَّ مَضَى، فَقُلْتُ: يُصَلِّي بِهَا فِي رَكْعَةٍ، فَمَضَى،
فَقُلْتُ: يَرْكَعُ بِهَا، ثُمَّ افْتَتَحَ النِّسَاءَ، فَقَرَأَهَا، ثُمَّ افْتَتَحَ آلَ عِمْرَانَ، فَقَرَأَهَا، يَقْرَأُ مُتَرَسِّلًا، إِذَا
مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا تَسْبِيحٌ سَبَّحَ، وَإِذَا مَرَّ بِسُؤَالٍ سَأَلَ، وَإِذَا مَرَّ بِتَعَوُّذٍ تَعَوَّذَ، ثُمَّ رَكَعَ».
- تكرار الآية: ينبغي تكرار الآية التي لامست عقلك، وتحرك بها فؤادك ، وقد كان النبي
- صلى الله عليه وسلم - يفعل هذا؛ فعن أبي ذر قال: «قام النبي صلى الله عليه وسلم
- بآية حتى أصبح يرددها». والآية هي: {إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ
أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (المائدة: 118).