إن الإسراء كان لإظهار مقامه ومكانته صلى الله عليه وسلم على جميع الأنبياء والمرسلين
وأنه أعلاهم مقاماً وأرفعهم قدراً، وأعلاهم جاهاً عند الله عز وجل، وكل نبيٍّ كان مُرسل
لقومه خاصَّة ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم كان هو المُرسل رحمة عامَّة للكائنات
كلها، للجن والإنس والملائكة، وكل شيء، حتى العوالم العُلوية لها نصيبٌ في رحمة الله
التي يقول فيها الله: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} الأنبياء107
وكلمة العالمين تعني ما سوى الله وكل ما سوى الله هو من العالمين فله نصيبٌ من هذه
الرحمة، وقال صلى الله عليه وسلم في ذلك: "اللَّهُ الْمُعْطِي وَأَنَا الْقَاسِمُ"