اعلام خاصة : الجنس : عدد المساهمات : 35540 تاريخ التسجيل : 25/02/2010
موضوع: (العمة السودانية) الأربعاء 1 مايو 2013 - 19:14
يعتبر الجلباب السوداني (الجلابية) والعمامة (العمة) هما الزي القومي السوداني الأول للرجل منذ القدم، حيث كانت العمامة حاضرة في كل المناسبات الرسمية والشعبية كزي سوداني مميز للشخصية السودانية، بل حتى الحرس الجمهوري (قرقول الشرف) يرتدي العمامة ، ونجد أن (العمة) ناصعة البياض و (الجلابية) هي الماركة المسجلة للسودانيين في دول المهجر خاصة في دول الخليج، حيث يطلق عليه (الزول) وأيضاً كانت العمامة (العمة) ترتدي في دواوين الحكومة كزي رسمي بل حتى العريس في الماضي كان يرتدي( العمة) في مراسم الزواج ويظهر ذلك جلياً في أغاني الدلوكة التراثية (كوي عمتو... العريس الليلة حنتو) مما يؤكد أن العمامة تمثل جزءاً اصيلاً من التراث السوداني. تقشف وكدا: ولكن (العمة) وكغيرها من المكونات التراثية الأخرى تعرضت لمؤثرات كثيرة أدت للحد من ارتدائها في الحياة اليومية وهذه المؤثرات منها ما هو مرتبط بالاقتصاد أو بالبيئة أو الاعتقادات السائدة في المجتمع وكمثال لهذه المؤثرات نجد أن الاعتقاد السائد في المجتمع يقول إن ارتداء العمامة يكون قاصراً على الفئات العمرية الكبيرة ومصداقاً لذلك الحديث اذا اراد شاب استخراج شهادة تقدير العمر من القمسيون الطبي ينصحوه بعدم ارتداء العمامة حتى لا يظهر أمام لجنة تقدير الأعمار أكبر من عمره والعكس صحيح. وأيضا نجد أن الظروف الاقتصادية العالمية والتي بدورها تؤثر داخلياً لذا لجأ السودانيون إلى سياسة التقشف الشخصية تمشياً مع سياسة الدولة التقشفية لذا تأثرت العمامة بتلك المؤثرات حيث نجد أن مبلغ شراء جلباب وعمامة يمكن أن يبتاع لك عددا من القمصان. إيقاع مختلف: أيضاً من الأشياء التي أثرت سلباً على لبس العمامة خاصة في المدن أن إيقاع الحياة تغير إلى الأسرع والازدحام الشديد الذي صار واضحاً في المدن خاصة في العاصمة القومية مما جعل لبس العمامة والجلباب بواسطة العامة أمرا فيه كبير عناء خاصة للذين لا يمتلكون وسائل نقل خاصة بهم، فالازدحام في مواقف المواصلات والتدافع للظفر بمقعد في المركبة العامة يجعل من الصعوبة ارتداء العمامة والجلباب، وأيضاً كان للعامل البيئي من ارتفاع في درجات الحرارة وتصاعد الأتربة والغبار وتصبب الناس عرقاً في تقليص عدد الأشخاص الذين يرتدونها. تغيرات مجتمعية: الموظف الياس الطيب يقول العمة والجلابية لباس سوداني جميل لكن (نحنا ناس غلابة دي بقت بتاعت ناس مرتاحين)...وأضاف: (الناس بتضحك فيك لو لبست ليك عمة وما راكب عربية)، وتوافقه في الرأي زوجته ميسون خالد حيث قالت : (العمة غسيلها ومكوتها مرهقتان ولأن ارتداء العمامة ارتبط بالأعمار الكبيرة لذا يتوهم أغلبية الشباب السوداني أن ارتداءهم للعمة يضعهم في خانة كبار السن وعلى النقيض من ذلك نجد أن القطرة (العقال) والجلباب هما الزي القومي السائد لكل الفئات العمرية حتى الأطفال بدول الخليج ). عقد نفسية: المحاسب خضر ياسين يحكي لـ(السوداني) قائلاً : (العمة والله شيء جميل وأنا أحب ارتداءها لأنها تعطي هيبة واحتراما)... وزاد : (أذكر مرة انني كنت ارتديها وعند دخولي الحافلة (شبكوني يا خال يا حاج) لما عملوا لي عقدة نفسية..!!!... وأضافت زميلته مروة عطا أن اختفاء العمة يرجع إلى تغير المفاهيم بين الأجيال ولأن الحياة العملية المعاصرة تتطلب أزياء معينة. مشاهير بالعمم: وبالمقابل نجد أن العمامة السودانية ارتبطت بعدد من الشخصيات المشهورة، ولعل من اشهر الشخصيات التي ترتدي العمامة بطريقة معينة وترفض تغييرها اطلاقاً، الاستاذ الاعلامي حسين خوجلي، والسيد بابكر ود الجبل رجل الاعمال المشهور، والفنان الشعبي كمال ترباس، وآخرون.