حميدة بنت المولى محمّد شريف بن شمس الدين محمّد الرويدشتي الأصفهاني.
والرويدشت: ناحية من توابع أصفهان.
ذكرها المولى الأصفهاني في الرياض قائلاً: كانت رحمة الله عليها فاضلة، عالمة، معلّمة
لنساء عصرها، بصيرة بعلم الرجال نقيّة الكلام بقيّة الفضلاء الأعلام تقيّة من بين الأنام.
لها حواشي وتدقيقات على كتب الحديث كالاستبصار للشيخ الطوسي وغيره تدلّ على غاية
فهمها ودقتها واطلاعها، وخاصة في ما يتعلّق بتحقيق الرجال. وقد رأيتُ نسخة من
الاستبصار وكان عليها حواشيها إلى آخر الكتاب، وأظن أنّها كانت بخطّها رضي الله عنها.
وكان والدي قدس سره كثيراً ما ينقل عنها حواشيها في هوامش كتب الحديث ويحسنها
ويستحسنها، وكان عندنا نسخة الاستبصار وعليها حواشي الحميدة المذكورة بخطّ والدي
إلى أواخر كتاب الصلاة، حسنة الفوائد.
قَرأتْ هي قدّس سرّها على والدها، وكان أبوها يثني عليها، ويستظرف ويقول: إن لحميدة
ربطاً بالرجال، يعني: تعتني بعلم الرجال، وكان يُسميها للتمزّح بعلاّمتةـ بالتاءينـ ويقول:
إحداها للتأنيث والاُخرى للمبالغة.
ومن غريب ما اتفق أنّها تزوّجت لرضى اُم ّها برجل جاهل أحمق، من أهل تلك القرية
من أقربائها.
وقد رأيتُ أنا والدها وكنتُ صغيراً في حياة والدي، وكان والدها قد طعن في السن، وكان
لا يقبل كثرة سنّة ويقلّله مزاحاً، وأظنّ أنه بلغ سنه مائة سنة أو ما يقارب من ذلك والله
يعلم.
وقال الطهراني في الذريعة: لها كتاب رجالي بإسم «رجال حميدة» ثم قال: هي الفاضلة
الكاملة حميدة بنت المولى محمّد شريف بن شمس الدين محمّد الرويدشتي الأصفهاني ثم
نقل ما ذكره الأفندي في الرياض
وعدّها من مصنّفي الكتب في علم الرجال، حيث ذكرها في مصفّى المقال في مصنّفي علم
الرجال وقال: إنّها توفيت سنة 1087هـ
وقال أيضاً: لها حاشية على كتاب الاستبصار لشيخ الطائفة الطوسي، وذكرها في موضعين:
في حرف الألف والحاء.