من الأخبار العملية التي لفتت انتباهي أن العلماء وجدوا أثاراً لعضو ضامر يسمى
vomeronasal في أنف الإنسان كان في يوم ما يلتقط الإشارات الكيميائية
البعيدة الصادرة عن أشخاص آخرين، ويقول العلماء إن هذا العضو الحساس يقع
في الدماغ خلف فتحتي الأنف.
إن هذا العضو الضامر كان عبارة عن ثقبين صغيرين يلتقطان الإشارات الكيميائية
التي يفرزها أشخاص آخرون ويحتوي على مجموعة من الأعصاب تستطيع تحليل
هذه الإشارات والتعرف على صاحبها
هذه الخلايا العصبية كانت فعالة منذ آلاف السنين ولكنها فقدت حساسيتها مع الزمن
ولم يعد لها مفعول يُذكر، ولكن وكما نعلم هنالك كثير من الحيوانات تتخاطب بلغة
الإشارات الكيميائية، مثل النمل مثلاً. ويؤكد العلماء أن هذا العضو كان مستخدماً
بفعالية كبيرة لدى البشر في عصور سابقة.
لقد اكتشف العلماء وجود عضو ضامر خلف أنف الإنسان (القسم الأحمر)، وهذا
العضو كان ذات يوم يتحسس المواد الكيميائية المنبعثة من أشخاص آخرين ومن
مكان بعيد، ويستطيع الدماغ قراءة المواد الكيميائية كما يقرأ أحدنا الرسالة
المصدر: Howard Hughes Medical Institute
حتى إن العلماء اليوم يعتقدون بوجود إشارات كيميائية يتم تبادلها بين البشر
ويحاولون دراسة هذه الإشارات وتأثيراتها واستكشافها، ويعتقدون بوجود مواد
كيميائية تميز كل إنسان عن الآخر، بل وتميز الرجال عن النساء، حتى إن هذه
المواد تؤثر على الجاذبية التي تمارسها المرأة على الرجل .
كما يؤكد الباحثون أن الكثير من الثدييات مثل الفئران تتخاطب بالرموز الكيميائية
(مثلاً تفرز أنثى الفأر مواد كيميائية يستطيع الذكر تحليلها والإسراع إلى التزاوج).
ويقول العلماء إن الإنسان يستطيع أن يميز عشرة آلاف نوع مختلف من أنواع
الرائحة .
اكتشفت الدكتورة ليندا باك Linda Buck أن أجهزة التحسس في أنف الإنسان
تتلقى الروائح وتعاملها مثل الرسائل المؤلفة من أحرف ألفبائية ثم تحولها إلى
الدماغ ليتعرف عليها، وبالتالي هناك إمكانية للتعرف على آلاف المواد الكيميائية .
والعلم اليوم يقرر حقيقة علمية وهي ثبات رائحة الإنسان وتميزها عن غيره. فلكل
منا رائحة تختلف عن الآخر، حتى إنه ليمكننا القول بأن كل إنسان له بصمة كيميائية
تتمثل في أن جسده يفرز مواد محددة تختلف عن أي إنسان في العالم، وتبقى هذه الرائحة
مرافقه له في عرقه مثلاً منذ ولادته وحتى الموت.