أصحاب الأيكة في التوراة والقرآن ذكر كتاب التوراة أصحاب الأيكة مرات عديدة
وأنهم قوم مدين، ومدين هو ابن إبراهيم عليه السلام، وأنّهم سكنوا صحراء النقب
في فلسطين، وقد لجأ إليهم موسى عندما فرّ من مصر، وبقي عندهم أربعين سنة
وتزوّج إحدى بناتهم كما يذكر التوراة بأنهم تحالفوا مع العمالقة وغزو بني إسرائيل.
ذكر القرآن الكريم أنّ قوم مدين كانوا بالقرب من قوم ثمود وأن الله بعث لهم النبي
شعيب عليه السلام، وأن سيّدنا موسى لجأ إليهم وصاهرهم، وذكروا باسم قوم مدين
وأصحاب الأيكة في مواضع عديدة منها قوله تعالى: (وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا
قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي
أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ)وقوله تعالىوَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ).
نهاية أصحاب الأيكة دعا نبيّ الله شعيب أصحاب الأيكة إلى الإيمان بالله وترك الغشّ
والنصب الذي يمارسونه، ولكنّهم لم ينصتوا إليه ولن يتبعوه، فحذّرهم من عذاب أليم
وهلاك من الله، كما لاقى قوم ثمود، ولوط، وصالح من قبلهم، وقد لقب شعيّب بخطيب
الأنبياء، فقد وهبه الله أسلوباً بليغاً في الحوار والمخاطبة، كما عرف بلين قوله ، ومع
ذلك لم يستجيبوا بل وصفوه بالضعيف ، حيث كان عليه السلام ضريراً ، فأخذهم الله
بالصيحة، وما جاء في كتب قصص الأنبياء الذي يشرح آيات القرآن الكريم التي تقص
ما حدث مع الأنبياء أنّ الله ابتلى قوم شعيب بالحر الشديد فلم يكن يروي عطشهم ماءً
ولا ظلاً ولا طعاماً، فخرجوا من ديارهم ورأوا سحابة ظنّوها ستقيهم من الحر، ولما
اجتمعو تحتها، بدأت تثير عليهم الشرار ثم جاءت الصيحة نتيجة إشراكهم بالله وعبادتهم
الأيكة، وتطفيفهم المكيال، ونجّى الله شعيباً ومن آمن معه، ومن أهمّ العبر المستفادة من
قصّة أصحاب الأيكة هي أنّ المال الخبيث وإن كثر وأعجب صاحبه، فلن يكون له خير،
بل وبالاً وعذاباً في الدنيا والآخرة