تخترق لوحات الفن الاستشراقي منطق الحركة المعاكسة، لمفهومين غربي وشرقي
وكأن الفن الاستشراقي هو تسجيل أو أرشفة الآثار والمعالم الشرقية، مع خلق تأثيرات
جمالية تؤكد على مضمون القصص، والحكاية المقروءة عن الشرق وسحره كألف ليلة
وليلة والراسخة في أذهان الفنانين الغربيين والمستشرقيين إلا أن بعضها حمل انطباعات
واقعية صادقة وبعضها الآخر كان تخيلات وتهيؤات واهمة مبنية على فرضيات محكية
ئأو مرويات تعاقبت على الأجيال تباعاً، وتركت آثارها على الصور الذهنية التي تحاكي
الشرق بكل ما للكلمة من معنى.
لهذا نرى في بعض لوحات المستشرقين مبالغات تقترب من السريالية، إلا أنها تحمل
جمالية تشكيلية مميزة لا يمكن إنكارها من حيث المفهوم والأسلوب ، والفكر الجمالي
التشكيلي،المصبوغ استشراقياً بألوان مشرقة وزاهية إن في اللباس أو الموتيفات الشرقية
المزخرفة، والملونه بتضاد يحدد من خلاله الفنان طبيعة المكان وتقنيته التراثية والعمرانية.