أكد الطبيب النفسي (جيمس براون) أن الأنسان مخلوق للصدق وهذه هي الفطرة والأصل
في خلقه فإذا أضطر الى مخالفتها تغيرت كيمياء المخ وذبذباته وتغيرت بالتالي كيمياء
الجسم كله ليصبح عرضة لأمراض التوتر والقرحة والتهابات القولون،وأشار خلال دراسة
مطولة حول الكذب الى أن الكذب يصاحبه شعور بالذنب والندم لى ماأختلقه من أكاذيب ربما
تكون قد أضرّت بالآخرين ،وحالة الضيق والتوتر تلك تنعكس في صورة شكوى عضوية من
ألم بالرأس أو الظهر وغيرها،والأبحاث السليمة تؤكد أن كل فكرة تطرأ على الأنسان يكون
لها مردود كهربائي في المخ.
فالتفكير في شيء مبهج له مردوده والشيء المحزن أيضاً وحالة القلق التي قد تولد الشعور
بالصداع تؤثر على كهرباء المخ .ويرى الدكتور رامي البدوي أستاذ الطب النفسي بأن
الكذب نوع من التبرير أو المجاملة التي لاتؤذي الشخص وهذا مايسمى بالكذب الأبيض
كما يشاع ويدخل في هذا الأطار كذب الأطفال وكبار السن الذي يسببه ضعف الذاكرة
حيث يكون نوعاً من التزوير أو التأليف رغم أن الأنسان يتوهم انه يقول الحقيقة .
أما الكذب الأسودأو المرضي فهو أن يكذب الأنسان أو يمارس نوعاً من الإسقاط النفسي
فيتهم غيره بالكذب فيما يعرف بالشخصية السيكوباتية.والكذب هنا سلوك له دافع لتحقيق
رغبة أو مصلحة ويتولد لدى شخصية تشعر بالنقص والدونية وتحاول إثبات الذات كأنه
يذكر المرء انه من عائلة كبيرة ويدعى انتماءه لطبقة اعلى من طبقته في الواقع فهو يظن
ان صورته تكون افضل بالكذب كما تعاني الشخصية مدمنة الكذب من حرمان عاطفي في
مرحلة الطفولة وفقدانه قدوة طيبة يمكن الاقتداء بها والمشكلة ان الطفل يلجا الى التقليد
والمحاكاة ومن خلال ذلك يتعلم الكذب عرض أقل