من المعروف أن التقدم في السن، وتحديداً مرحلة منتصف العمر، تتزامن مع زيادة
ملحوظة في الوزن. واعتاد الأطباء تفسير هذه الظاهرة بأنها نتيجة لقلة النشاط مع
تقدم العمر وزيادة الدهون البيضاء السيئة نتيجة الإفراط في تناول الطعام.
فريق من العلماء اليابانيين وجد تفسيرات أكثر عمقاً لزيادة الوزن على مر السنوات
إذ اتضح أن التقدم في العمر يقلل إنتاج الحرارة بواسطة الدهون البنية، مما يعني
أن الجسم يصبح أقل نشاطاً ويحرق كمية أقل من الدهون البيضاء التي تتراكم تحت
الجلد مع التقدم في العمر.
وتمكن العلماء من إعادة تنشيط الدهون البنية التي بدورها تعمل على تنشيط عملية
الأيض وحرق الدهون البيضاء، على أمل التوصل إلى أساليب جديدة للتعامل مع مشاكل
الوزن المرتبطة بأمراض السمنة والسكري.
ووجد الباحثون في جامعة شيزوكا في اليابان أن نقصاً في جين (PAFR) يؤدي
إلى خلل في نشاط الدهون البنية وينتج عنه السمنة، كما اعتبروا أن زيادته تؤدي
إلى اعتدال الوزن.
وينصح الخبراء بالحد من كمية الدسم في الطعام لحل مشكلة زيادة الوزن مع التقدم
في العمر لأن تراجع نشاط الدهون البنية يؤدي إلى نقص حرق الدهون إلى النصف
مقارنة بمرحلة الشباب. ويوصي الخبراء بتقليل مدخلات الجسم من السعرات الحرارية
بمعدل 200 سعرة على الأقل بعد بلوغ سن الخامسة والاربعين، إلى جانب ممارسة
التمارين الرياضية لمدة 30 إلى 45 دقيقة في الأسبوع.
وكلما تقدمنا في السن، سنكون بحاجة إلى سعرات حرارية أقل وذلك لوجود تحول
في تكوين الجسم من كتلة العضلات إلى الدهون ويترتب على ذلك حدوث تباطؤ في
عملية التمثيل الغذائي.
إذا كنا نرغب في تجنب زيادة الوزن ومحاولة الحفاظ على أوزاننا مع مرور الزمن
وزيادة العمر يجب علينا خفض الاستهلاك الغذائي الخاص بنا بحوالي 200 سعرة
حرارية في اليوم الواحد وهذا ينطبق على الرجال والنساء والجزء الآخر من المعادلة
هو ممارسة الرياضة، فهناك أدلة وافرة تشير إلى أن ممارسة التمارين الرياضية
بانتظام تمنع النساء من زيادة الوزن بعد انقطاع الطمث.
وفي هذه المرحلة من الحياة، يكون للنشاط البدني أهمية خاصة لعدة أسباب، فمثلاً
المشي يمكن أن يحافظ على قوة العظام والقلب وخفض خطر الإصابة بسرطان الثدي
كما تساعد ممارسة النشاط البدني بانتظام في الحد من الهبات الساخنة، وهو مضاد
للإكتئاب ومحفز للتفكير ومعزز للنوم الجيد.