أخرج الإمام أحمد عن عامر بن مسعود – رضي الله عنه – عن رسول الله – صلى
الله عليه وسلم – أنه قال:
“الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة” (صحيح الجامع: 3868).
قال البيهقي – رحمه الله -:
هذا موقوف على كلام أبي هريرة – رضي الله عنه -، وقال السخاوي: وهو أصح.
وفي “حلية الأولياء” وكتاب “الزهد” للإمام أحمد عن عمر بن الخطاب – رضي الله
عنه – أنه قال:
” الشتاء غنيمة العابدين”.
وقال الحسن – رحمه الله -:
نعم. زمان المؤمن الشتاء، ليله طويل يقومه، ونهاره قصير يصومه.
وقال قتادة – رحمه الله -:
إن الملائكة تفرح بالشتاء للمؤمن، يقصر النهار فيصومه، ويطول الليل فيقومه.
وكان عبيد بن عمير الليثي – رحمه الله – إذا جاء الشتاء يقول:
يا أهل القرآن، قد طال الليل لصلاتكم، وقصر النهار لصومكم.
وقال المناوي – رحمه الله – في “فتح القدير” في شرح حديث:
“الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة”
أي: الغنيمة التي تحصل بغير مشقة، والعرب تستعمل البارد في شيء ذي راحة
والبرد ضد الحرارة؛ لأن الحرارة غالبة في بلادهم، فإذا وجدوا برداً عدُّوه راحة.