تفسير الوسيط: تفسير الآية
ثم أتبع- سبحانه - هذا الكرم الحكيم في الدعوة إلى الحق، بكلام لا يقل عنه حكمة وبلاغة
فقال: قُلْ لا تُسْئَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنا وَلا نُسْئَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ أى: وقل لهم للمرة الثالثة- أيها
الرسول الكريم- أنتم- أيها المشركون- لا تسألون يوم القيامة عن إجرامنا في حق أنفسنا-
إن كنا قد أجرمنا وأخطأنا في حقها-، ونحن- أيضا- لا يسألنا الله-تبارك وتعالى-عن سبب
بقائكم في الكفر وفي الأعمال السيئة، لأننا قد بلغناكم رسالة ربكم- عز وجل -، ونصحناكم
بالإقلاع عن الشرك والمعاصي.
وشبيه بهذه الآية قوله-تبارك وتعالى-، وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ، أَنْتُمْ بَرِيئُونَ
مِمَّا أَعْمَلُ، وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ .
» تفسير القرطبي: مضمون الآية
قوله تعالى : قل لا تسألون عما أجرمنا ولا نسأل عما تعملون .
قوله تعالى : قل لا تسألون عما أجرمنا أي اكتسبنا ، ولا نسأل نحن أيضا عما تعملون
أي إنما أقصد
بما أدعوكم إليه الخير لكم ، لا أنه ينالني ضرر كفركم ، وهذا كما قال : لكم دينكم ولي
دين والله مجازي الجميع .
فهذه آية مهادنة ومتاركة ، وهي منسوخة بالسيف .
وقيل : نزل هذا قبل آية السيف