العبودية لله إذن هي عكس العبودية في مفهومنا..فالعبودية في مفهومنا هي أن
يأخذ السيد خير العبد ، أما العبودية لله فهي على العكس ، أن يعطى السيد عبده
ما لا حدود له من النعم ، و يخلع عليه ما لا نهاية من الكمالات
فحينما يقول الله ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) فمعناها الباطن ما خلقت
الجن والإنس إلا لأعطيهم و أمنحهم حباً و خيراً و كرامة و عزة و أخلع عليهم
ثوب التشريف والخلافة .
فالسيد الرب غني مستغن عن عبادتنا ونحن المحتاجون إلى هذه العبادة والشرف
والمواهب والخيرات التي لا حد لها .
فالله الكريم سمح لنا أن ندخل عليه في أي وقت بلا ميعاد ، و نبقى في حضرته
ما شئنا و ندعوه ما وسعنا بمجرد أن نبسط سجادة الصلاة و نقول "الله أكبر"
نصبح في حضرته نطلب منه ما نشاء .
أين هو الملك الذي نستطيع أن ندخل عليه بلا ميعاد ونلبث في حضرته ما نشاء؟
وفي ذلك يقول مولانا العبد الصالح الشيخ محمد متولي الشعراوي:
أرونى صنعة تعرض على صانعها خمس مرات في اليوم -يقصد الصلوات الخمس
- وتتعرض للتلف
________