( إيمازيغن جمع مفرده مازيغ ) وتعني حسب اعتقاد الأمازيغ الرجل الحر النبيل ، ويسميهم
العرب غالباً بالبربر ، الشيء الذي يرفضه العديد من الأمازيغ باعتبار الاسم عبارة عن وصف
عنصري يعني المتوحشين والهمج .
ويستخدم الأمازيغ وفوبيون كلمة"البرابرة"غالباً للتحقير من الشعب الأمازيغي خصوصاً حينما
تكون هناك مثلاً مطالب سياسية أو اجتماعية للأمازيغ .
أما في اللغات الأوروبية فالأوروبيون يفرقون ما بين Berber وBarbarian أما العرب
فيخلطون بين البربر والبربرية والتوحش والهمجية .
بلدان الأمازيغ
عاش الأمازيغ في شمال أفريقيا - موطنهم الأم - في المنطقة الجغرافية الممتدة من غرب
مصر القديمة إلى جزر الكناري ، ومن حدود جنوب البحر الأبيض المتوسط إلى أعماق
الصحراء الكبرى في النيجر ومالي .
مع حلول الإسلام في أفريقيا استعربت أقلية نخبوية من الأمازيغ بتبنيها اللغة العربية أو
بالأحرى اللهجة العربية المغاربية (والتي هي في الحقيقة خليط من الأمازيغية والعربية) .
ومعظم المعربين الأمازيغ لا يعتبرون أنفسهم معربين وإنما عرباً ( بسبب جهلهم بتاريخهم
الأمازيغي الناتج عن عدم تدريسه بالمدارس) .
أما أمازيغ جزر الكناري فقد تبنوا اللغة الأسبانية غير أن الكثير منهم يعتبرون أنفسهم أمازيغا .
ينتشر الأمازيغ فيتامزغا على شكل تكتلات لغوية / قبلية / أو عائلية بالبوادي وأيضاً بجميع
الحواضر الكبرى( كازابلانكا ، الجزائر ، طنجة ، باتنة ، تيزي وزو بجاية غرداية البويرة
الناظور ، الحسيمة ، الرباط أكادير \سوس\... ) ولا تعترف الدول المحتضنة لهم بحقوفهم
الثقافية فلا يسمح لهم باستعمال أسمائهم ولا يعترف بلغتهم إلا في الجزائر والمغرب .
فالأمازيغية هي لغة وطنية بموجب الدستور ، غير أن الأمازيغ أصبحوا أكثر نشاطاً من أجل
حقوقهم السياسة والثقافية والاقتصادية خاصةً أمازيغ القبائل (في الجزائر) والريف وسوس
(في المغرب) .
لغة الأمازيغ
يتحدث الأمازيغ اللغة الأمازيغية ، وهي تتفرع إلى تنوعات تختلف قليلاً من منطقة إلى أخرى .
وهو ما قد يشكل عائقاً لتطوير الأمازيغية ، الشيء الذي يستدعي معيرتها وهو ما شرع المعهد
الملكي للثقافة الأمازيغية في تحقيقه .
ولكن مما يجدر ذكره هو أن التنوعات (اللهجات) الأمازيغية متحدة فيما بينها بشكل كامل في
ما يخص قواعد اللغة والصرف والنحو والاشتقاق .
وتنحصر الاختلافات في المعجم (حيث تستعمل مترادفات لها نفس المعنى) وبعض الاختلافات
الطفيفة في التنغيم والنطق .
ومن المعروف أن عدم تعليم اللغة الأمازيغية في المدرسة والجامعة هو الذي يعقد المسألة .
ويمكن لأي أمازيغي من الجزائر مثلاً أن يتقن التحدث بأمازيغية شمال المغرب في بضعة أسابيع
بسهولة لأنه ليس بصدد تعلم لغة جديدة بل بصدد إغناء لغته الأمازيغية بمفردات مترادفة جديدة .
تنتشر اللغة الأمازيغية (بتنوعاتها المختلفة : ثاريفيت ، تاشلحيت ، تاقبايليت ...) في 10 من
البلدان الأفريقية أهمها :
1- المغرب : حيث يشكل الناطقون باللغة الأمازيغية كلغة أم ما بين 65% و 70% من
السكان البالغ مجموعهم 32 مليون نسمة .
2- الجزائر : حيث يشكل الناطقون باللغة الأمازيغية كلغة أم ما بين 35% و 40% من
السكان البالغ 32.5 مليون نسمة .
3- ليبيا : حيث يشكل الناطقون باللغة الأمازيغية كلغة أم 25% من السكان البالغ مجموعهم
5.5 مليون نسمة .
أما في البلدان التالية فتقل نسبة الناطقين بالأمازيغية كلغة أم عن 10%( تونس ، موريتانيا
مالي ، النيجر ، بوركينافاسو ، مصر) .
في أوروبا الغربية توجد جالية أمازيغية مغاربية كبيرة لا يقل تعدادها عن المليونين نسمة ،
وتتميز هذه الجالية بارتباطها القوي بوطنها ثامازغا (شمال أفريقيا) وبتمسكها بهويتها
الأمازيغية وتتركز بكثافة في هولندا ، فرنسا ، بلجيكا ، إسبانيا وألمانيا .
يعرف الأمازيغ في الفترات التاريخية بأسماء مختلفة منها الليبيون ، النوميديون ، الجيتوليون
المور ، البربر (Berbers) ، الأمازيغ (Amazigh) .
عاصر الأمازيغ أقوى دول العالم القديم بل لقد لعبت تلك القوى دوراً فعالاً في تاريخهم فتفاعلوا
معها ثقافياً وعسكرياً ، وتعتبر قرطاج نموذجاً للتفاعل بين الأمازيغ والفينيقيين ، وتعتبر قورينا
نموذجاً للتفاعل بين الأمازيغ والإغريق القدماء .
ومثلما تفاعلوا مع الإغريق والفينيقيين تفاعلوا مع الرومان حتي أن قرطاج الرومانية كانت
أقوى مدينة بعد روما عاصمة الرومان ، فنبغ الأمازيغ في جامعتها ونذكر منهم القديس أو
غسطين وترتوليانو أبوليوس .
خضع الأمازيغ أيضاً للإحتلال الأموي العربي بعد حروب طويلة وطاحنة تزيد عن النصف قرن
واستفاد العرب من الأمازيغ ثم تفاعلوا معهم وساعدوهم في غزواتهم حتى أن (طارق ابن زياد)
كان أمازيغياً ، وهو القائد الذي فتح الأندلس في وقت زمني أكسبه شهرة عالمية حتى أن مضيق
جبل طارق قد سمي نسبة إليه ، بل أن الأندلس على الرغم من أنها قد خضعت لغير الأمازيغ
عرفت بالحضارة المورية كاسم للحضارة الإسلامية في الأندلس .
التقويم الأمازيغي
يحتفل العديد من الأمازيغ وبعض القبائل المعربة برأس السنة الأمازيغية التي توافق اليوم
الثاني عشر من السنة الميلادية ، ونسج الأمازيغ حول شهور السنة الأمازيغية الشمسية
قصصاً ميثولوجية وجعلوا منها جزءً من ثقافتهم .
يعتقد بعض العامة من الأمازيغ أن السنة الأمازيغية تبتدئ بعد تمكن زعيمهم شيشنق(Shishonaq)
من هزم جيوش الفرعون المصرية الذي أراد أن يحتل بلدهم وحسب الأسطورة فإن المعركة
قد تمت على أرض تقع بين المغرب والجزائر قرب مدينة تلمسان .
أما من الناحية التاريخية فإن المؤرخين يعتقدون بأن شيشنق الذي أسس الأسرة المصرية
الثانية والعشرين لم يصل إلى الحكم عن طريق الحرب ، بل من خلال ترقيته في مناصب
الدولة المصرية الفرعونية ، ذلك لأن المصريين القدماء قد اعتمدوا على الأمازيغ بشكل كبير
في جيش دولتهم خاصةً منذ عهد الأسرة العشرين .
يعود أصل شيشنق إلى قبيلة المشوش الأمازيغية ، وهذه القبيلة هي على الأرجح من تونس
الحالية ويمكن ملاحظة بعض التشابه الثقافي بين أمازيغ الجزائر والمشوش .
يعتقد المؤرخون أن التفسير الأمازيغي العامي ليس تاريخياً علمياً ، فبعض الباحثين
يعتقدون أن التقويم الأمازيغي قد يعود إلى آلاف السنين حتى أنه قد يكون أقدم من التقويم
الفرعوني .