هو أبو عبد الله محمد بن عبد الرحيم المازني القيسي الغرناطي الأندلسي
(473-565هـ/1080-1170م) قيرواني الأصل وكانت ولادته في غرناطة
فنسب اليها.
اشتهر برحلاته واعتبر عالما كوزموغرافيّا (عالما بوصف الكرة الأرضية) نتيجة لكتاباته
القائمة على رحلاته ودراساته التي لقيت إقبالا واهتماما كبيرا من الباحثين الأوربيين خاصة
فيما يتعلق بشعوب ما كان يدعى بالاتحاد السوفييتي
ويعتبر صاحب إسهام في بنية الأدب الجغرافي العربي ومن أعلام القرن الفضي في الجغرافيا
العربية الإسلامية شأنه في ذلك شأن الإدريسي والبكري وياقوت وأبي الفداء.
توجه أبو حامد الغرناطي في أول أمره إلى مصر طلبا لتحصيل العلوم الدينية فزار الإسكندرية
والقاهرة ، ثم عاد إلى الأندلس، وبعد ذلك غادرها ولم يعد إليها أبدا، فقد قضى ما تبقى من
عمره في الترحال والتجوال، وكانت آخر محطة له هي دمشق حيث توفي.
انطلق من الأندلس إلى سردينيا وصقلية ثم إلى مصر مرة أخرى ، وبعدها توجه إلى بغداد
وأقام فيها أربع سنوات سعيا للإفادة من علمائها.
بعد ذلك زار إيران ثم توجه شمالا -وقد قارب الخمسين من العمرعابرا بحر الخزر ووصل
إلى مصب نهر الفولجا وزار خوارزم. ثم اتجه إلى شرق أوربا فزار بلغاريا والمجر ثم عاد
إلى بغداد وقضى آخر سنوات عمره ما بين بغداد والموصل ودمشق.
وفي بغداد ألف كتابه (المُغرب في عجائب المَغرب) وفي الموصل صنف أهم كتبه (تحفة
الألباب ونخبة الإعجاب الذي يتميز أسلوبه بسرد الغرائب والعجائب بأسلوب ممتع ومشوق
كما ورد فيه وصف للمعالم العمرانية والآثار التاريخية، إلا أنه يفتقر إلى علم الجغرافيا
عموما. وهو مزيج يجمع بين الحقيقة والخيال في وحدة كوزموغرافية لعلها كانت المزية
التي أكسبته شهرة لدى القراء وراقت للأجيال التالية، مما جعل كلا من القزويني وابن
الوردي والحميري وغيرهم ينقلون ويقتبسون منه.