ظل الملحدون يستهزئون بتعاليم الإسلام مثل تحريم زواج الإخوة من الرضاعة. وقد تحدى
أحدهم أن نأتي بحقيقة علمية تثبت صدق القرآن الكريم والسنة المطهرة.
ولكن العلم ظل لسنوات يجهل السرّ حتى جاء عام 2007 عندما اكتشف أن حليب الأم
يحوي خلايا أمومية تدعى الخلايا الجذعية (Stem cells)
التفسير جاء من خلال بحث غريب عام 2015 اكتشف أن حليب الأم ليس مجرد غذاء
بل هو يحمل الشفرة الوراثية للأم كاملة، والتي تنتقل إلى الطفل وتبقى معه طيلة عمره.
فعندما يرضع الطفل من امرأة غير أمه مثلاً فإن ملايين الخلايا الجذعية الخاصة بهذه
المرأة تدخل مع الحليب إلى جوف الطفل وتذهب عبر الدورة الدموية إلى الكبد والبنكرياس
والعظام بل وتنتقل إلى الخلايا العصبية في الدماغ وتبقى مع الطفل مدى الحياة، لتصبح
خلايا فعالة في تكوين شخصية الطفل ونظام مناعته، بل وتحدد الأمراض التي سيصاب بها
لأن نظام المناعة للطفل سيتأثر بخصائص النظام المناعي للمرأة التي أرضعته.
فكل امرأة لها حليب فريد يختلف عن المرأة الأخرى فالأطفال الذين رضعوا من امرأة واحدة
يكتسبون الخصائص المناعية ذاتها والتي لها أثر كبير في تطور هؤلاء الأطفال.
اكتشاف ثاني يؤكد أن حليب الأم يحتوي علىMicro RNAs وهي مواد وراثية حجمها
صغير ولكنها موجودة بكميات كبيرة جداً في حليب الأمهات وهذه المواد لها خصائص فريدة
تختلف من امرأة لأخرى ويمكن أن تتحكم في الآلاف من جينات الطفل وتغير خصائص
الشيفرة الوراثية لديه، ويستمر هذا التغيير حتى بعدما يكبر.
كذلك هناك مواد أخرى في حليب الأم لم تكتشف بعد ربما يكون لها تأثيرات أخرى.
ويقول العلماء في هذا البحث الذي نشر على مجلة الطبيعة Nature إن الطفل الذي
يرضع من امرأة لا يتغذى فقط، بل إنه يكتسب كل الصفات الوراثية للمرأة التي أرضعته .
فالرجل الذي رضع من امرأة غير أمه عندما كان طفلاً (دون سنتين من العمر) فإنه
يحمل في جسده خلايا هذه المرأة وكأنها أمه، هذه الخلايا انتقلت مع الحليب الذي رضعه
وعاشت معه.
ويتساءل بعض الباحثين حول النتائج الأخلاقية لإرضاع الأطفال من أمهات غير أمهاتهم،
ولكن : بما أن زواج الرجل من أمه أو من أخته يعتبر خطيراً جداً على الذرية ويسبب
أمراضاً وتشوهات وراثية ، فهل هناك نتائج سلبية لزواج الرجل بالمرأة التي أرضعته أو
زواجه من إحدى بناتها؟ وبخاصة أنه يحمل نفس الخصائص الوراثية؟
لقد قرر لنا القرآن الكريم قبل 1400 سنة هذا الحل ، عندما حرّم زواج الأخوة من
الرضاعة.
قال تعالى: (وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ) [النساء: 23]
وقد بيّن النبي الكريم هذه الآية بقوله: (إن الله حرّم من الرضاع ما حرّم من النسَب)
[رواه الترمذي]
إذاً أشار القرآن والسنة إلى أهمية الرضاعة بل واتخذ إجراءً عملياً وهو تحريم زواج
الإخوة من الرضاعة.
واليوم تأتي هذه الإثباتات من الغرب من علماء غير مسلمين لتردّ على الملحدين وتشهد
على صدق هذا الكتاب العظيم .