قال تعالى
وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيم .الإسراء: 35
وأتموا الكيل، ولا تنقصوه إذا كِلْتم لغيركم، وزِنوا بالميزان السوي، إن العدل
في الكيل والوزن خير لكم في الدنيا، وأحسن عاقبة عند الله في الآخرة.
وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ {1} الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ {2} وَإِذَا كَالُوهُمْ
أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ {3} المطففين .
أنذر الله الذين يبخسون المكيال والميزان بعذابٌ شديد، الذين إذا اشتروا من
الناس مكيلا أو موزونًا يوفون لأنفسهم، وإذا باعوهم يُنْقصون في المكيال
والميزان، فكيف بحال من يسرقهما ويختلسهما، ويبخس الناس أشياءهم؟ إنه
أولى بالوعيد من مطففي المكيال والميزان.
الغشّ في الإسلام حرام سواء أكان بالقول أم بالفعل، وسواء أكان بكتمان العيب
في السلعة المعروضة للبيع أو الثّمن أم بالكذب والخديعة، ويدخل النقص في
الكيل و الميزان في هذا الباب.
ومظاهر الغش والخداع كثيرةٌ فهذه صورة منها جرت لرسول الله صلى الله عليه
وسلم أثناء زيارته للسوق. عن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم مرّ على صُبْرَة طعام، فأدخل يده فيها فنالت أصابعه بللاً، فقال: ما هذا
يا صاحب الطعام؟ ، قال: أصابته السماء يا رسول الله، قال: أفلا جعلته فوق الطعام
كي يراه الناس؟ من غشّ فليس مني وفي رواية أخرى للحديث عند مسلم :
من غشنا فليس منا .
والغش والتدليس يؤدي إلى أكلً أموال الناس بغير حق، وهي كذلك سببٌ في
ضياع الذمم وانعدام الثقة وإشاعة البغضاء. وقد أوضح رسول الله صلى الله
عليه وسلم ذلك بقوله”البيعان بالخيار ما لم يتفرقا فإن صدقا وبيّنا بورك لهما
في بيعهما، وإن كذبا وكتما مُحقت بركة بيعهما