الأذان عبادة عظيمة ليست مقصورة على المؤذِّنين؛ بل إنَّ هناك أعمالًا خمسة
يقوم بها كلُّ مسلم إذا استمع للأذان :
وأول هذه الأعمال ترديد الأذان؛ فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إِذَا سَمِعْتُمْ النِّدَاءَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا
يَقُولُ الْمُؤَذِّنُ». صحيح البخاري (611)، صحيح مسلم (383).
إلاَّ عند ذِكْر حيَّ على الصلاة، حيَّ على الفلاح فإننا نقول: لا حول ولا قوة إلا بالله.
فعن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما، لما سمع «حَيَّ عَلَى الصَّلَاة»، قَالَ:
«لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ»، وَقَالَ: «هَكَذَا سَمِعْنَا نَبِيَّكُمْ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ».
صحيح البخاري (613).
ثانيًا: بعد انتهاء الأذان نُصَلِّي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعن عبد الله
بن عمرو رضي الله عنهما أنه صلى الله عليه وسلم قال: «..ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ
مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا». صحيح مسلم (384).
ثالثًا: نسأل منزلة الوسيلة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد قال: «..ثُمَّ سَلُوا
اللَّهَ لِي الْوَسِيلَةَ؛ فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ لَا تَنْبَغِي إِلَّا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ، وَأَرْجُو أَنْ
أَكُونَ أَنَا هُوَ، فَمَنْ سَأَلَ لِي الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ». صحيح مسلم (384).
رابعًا: ننطق بشهادة التوحيد، ونُعلن رضانا بالله عز وجل، ورسوله صلى الله عليه
وسلم، ودين الإسلام، فعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى
الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ الْمُؤَذِّنَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ
لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا.
غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ». صحيح مسلم (386).
خامسًا: ندعو الله بما نشاء، وهو دعاء مُجاب بإذن الله، فعن عبد الله بن عمرو
رضي الله عنهما أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ الْمُؤَذِّنِينَ يَفْضُلُونَنَا. فَقَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «قُلْ كَمَا يَقُولُونَ، فَإِذَا انْتَهَيْتَ فَسَلْ تُعْطَهْ». سنن أبي
داود (534)، وقال الألباني حسن صحيح.