نذكر هنا أسباب حذف الياء في اسم نبي الله (إبراهم) عليه السلام في سورة البقرة
التي تعود إلى:
1ــ قيل كتب (إبراهيم) في البقرة بغير ياء ليدلّ على أنّ أصله (إبراهام)، وحذفت
الألف من الخط، كما حذفت من "دراهم"، وما يشبهها.
2 ــ قالوا : كتبت بحذف الياء للإشارة إلى ورودها في المصاحف الشامية بحذف
الياء منها. فقال الجزري في النشر: ووجه خصوصية هذه المواضع أنّها كتبت في
المصاحف الشامية بحذف الياء منها خاصة وكذلك رأيتها في المصحف المدني وكتبت
في بعضها في سورة البقرة خاصة وقال أبو الحسن السلمي: كان أهل الشام يقرؤون:
(إبراهام) بألف في مواضع دون مواضع، ثم تركوا القراءة بالألف وقرؤوا جميع ما
ورد في القرآن بالياء، قال أبو علي: وهي لغة أهل الشام قديمًا، وكان أحدهم إذا لفظ
"إبراهيم" في القرآن وغيره قال: (إبراهام) بألف .
3 ــ وقيل: إنّها كتبت من غبر ياء لتدل ّعلى أنّ فيها قراءات متواترة. أما من قرأها
بإثبات الياء في كل المواطن عنده القراءة قياسية أي ما ينطق به يكتب.
4 ــ وهذا الحذف يدلّ على أن القرآن أخذ بالتلقي والمشافهة، وهذا الوجه في الواقع
أقرب إلى رد ذلك إلى التوقيف منه إلى التعليل،فقد تلقاه الرسول صلى الله عليه وآله
وصحبه وسلم من لدن حكيم عليم، وما زال الناس يتلقونه ويتعلمون أحكام تجويده
على يد المشايخ المجوِّدين، لأنّه علم لا يؤخذ من الكتب، وهذا الذي ينبغي أنْ يؤخذ
به ولا تستبدل المشافهة بغيرها ...
فتعلمه ممن أتقن التلاوة كي يصحح نطق المتعلم للقراءة، لأنّ الإنسان قد يقرأ الآية
ولا ينتبه لخطئه في التجويد. وقال الإمام ابن الجزري رحمه الله تعالى: ولا شك أنّ
الأمة كما هم متعبدون بفهم معاني القرآن وإقامة حدوده. فهم متعبدون بتصحيح
ألفاظه وإقامة حروفه على الصفة المتلقاة من أئمة القراءة المتصلة بالحضرة
النبوية ذات الفصاحة العربية المطلقة والتي لا يجوز مخالفتها ولا العدول عنها إلى
غيرها.
5ــ وقيل: إنّها كتبت من غير ياء للتنبيه على أنّها وردت في لغة العرب بلغتين:
"إبراهيم وإبراهام" وهما لغتان من لغات ست جاء بها القرآن الكريم " كجبريل
وجبرائيل مثلا.
6ــ وقيل: لأنّ سورة البقرة معظمها يتكلم عن بني إسرائيل، وهم كانوا ينطقونها
بلغتهم (إبراهام) فهي كلمة عبرانية، كما قال الأزهري، فناسب ذلك كتابتها بلا ياء
للإشارة إلى ما كانوا ينطقون به بني إسرائيل بما خصهم من خطاب