حيــوان استطاع أن يتكيف مع أشد وأقسى بقاع الأرض برودة ويواجه بشكل يومي
مخاطر كثيرة تهدده بالانقراض ومع ذلك لا يزال هذا الحيوان يكافح من أجل الإبقاء
على تواجده وحقه في العيش كغيره من الكائنات الحية، وله مهارات كثيرة أشتهر بها
ومرونة فائقة في التحكم في موازنة الأشياء من خلال عروض السيرك التي أبهرت
الكثيرين كما يتميز بذكائه الشديد وقدرته العجيبة في تعلم الحركات بسرعة مبهرة.
إن الشكل الأسطواني لحيوان الفقمة،
بالإضافة إلى أطرافه التي تبلورت على مر السنين إلى زعانف جانبية والزعانف
القدمية التي في المؤخرة جعلت منه أحد أفضل وأمهر حيوانات الغطس في العالم
حيث كل عضو لديه يؤدي عملا معينا يسهل على الفقمة التجول تحت الماء بسرعة
كبيرة وفي نفس الوقت يجد المرونة التامة في حركته بحيث لا يعيقه شيء.
وبالرغم من أن تصنيف هذا الحيوان يندرج تحت الثدييات ألا أنه يتميز بالقدرة
على حبس التنفس تحت الماء ولا يفوقه في هذا التميز سوى الحوت، وهذا أحد
الأسباب الرئيسية في تبرير قضاء الفقمة معظم فترات حياته تحت الماء.
وقد عرف عنه ولعه بالغوص تحت الماء حيث إن نبضات القلب لديه تقل أثناء
الغوص من 10050 نبضة بالدقيقة الواحدة حتى تصل إلى 10 أو أقل في
الدقيقة لحظة الغوص، ولدى الفقمة القدرة في الغوص إلى أعماق كبيرة ً تصل
إلى 150 و250 متر وتتمكن من البقاء إلى ما يقارب 20 أو 30دقيقة.
حيوان الفقمة لا يعيش في منطقة معينة ولكن الرابط الوحيد بين أماكن تواجده
الشاطئ فهو يعيش بقرب البحار تبعا لحاجته للبحر في كسب قوت يومه من
الثروة السمكية وكذلك من خلال ممارسة رياضته المفضلة والمتمثلة في الغوص
فحيوان الفقمة وجد في معظم بحار العالم وهناك أنواع نادرة منه تعيش في
البحيرات وهناك أنواع كثير تعيش في القطبين الشمالي والجنوبي وهناك أنواع
توجد في البحار والشواطئ الدافئة، والسر في تحمله البرودة الشديدة في القطبين
المتجمدين أنه يصنف من الحيوانات ذوات الدم الحار ففرائه البسيط لن يؤدي مهمة
التدفئة لوحده ولهذا فإن الله سبحانه وتعالى وقد زود هذه الكائنات بتغييرات بيولوجية
في جسمها بحيث يستطيع الحيوان ممارسة الغوص والرجوع إلى الشاطئ دون أدنى
خوف من تدني درجات الحرارة والتي قد تصل إلى أرقام مخيفة من البرودة.
والظاهرة الغريبة التي حيرت العلماء هي تجمع حيوانات الفقمة على الشواطئ بأعداد
هائلة والجلوس على الشاطئ دون حراك، ومن خلال الدراسات التي قام بها علماء
الحيوان وجدوا أن حيوان الفقمة يقضي وقته على الشاطئ للراحة،
حيث يقوم الذكور والإناث بالتجمع في مكان مخصصص للقيام بعملية التناسل ومن
ثم العودة إلى نفس المكان بعد أن تكمل الأنثى فترةالحمل لوضع الأطفال.