الصّوم الكبير(صوم النفس)
هو صوم النّفس قلباً وعقلاً وضميراً ، ورؤيةً وكلاماً وسماعاً ، وتهذيبها قولاً وفعلاً
وسلوكاً ومنهجاً ، وإمساك النّفس وضبطها عن الوقوعِ في المُحرماتِ وامساكها عن
معصيتهِ وعن الوقوعِ بِالخَطيئةِ والزّهدِ عن ملذاتِ الحَياة الدُّنيا والتّغلبِ على الشَّهواتِ
والرَّغبات وطاعةِ الله وتنفيذ أمره واجتناب نهيه ، والعَملِ بِالحَلالِ والنّهي عن الحَرامِ
ويتحقق ذلك من خلالِ إمساك الجَوارح عن الآثامِ المُتمثلة في صَومِ القَلب عن الشَّهواتِ
والغَضبِ والضَّغينةِ والغْلِ والحِقدِ والتّفرقةِ ومِسكِ الفَم عن اكلِ مال الرّبا والحَرام وصمتِ
اللِّسان عن فُضولِ الكَلام وإمسَاكه عن قولِ الكَذب والزّور وعن الزّيفِ والمُنكرِ وصيانته
عن سيء الكَلام ومِسكِ الأُذُن بِالبعدِ عن سماعِ الباطل والحرامِ ، وعن سماعِ الغْيبةِ
والنّميمةِ ومِسكها عن الإصغاءِ إلى كلِ مكروه وغضِ العَيْن عن النّظرِ إلى الحرامِ وغضِ
البصر عن عوراتِ النّاس ، وعن الحَسدِ والغْيرةِ ؛ وَكفِ اليد عن الأذى والقَتلِ ، وعن
السّرقةِ والرّشوةِ وفعلِ السّوء ووقفِ الرِّجل من السّيرِ إلى أماكنِ الفِسق والفجور وكفها
عن المَشي إلى كل مكان لا يرضي الله ومِسكِ الأجساد مِن الزّنى والفَاحشةِ ومن السّجودِ
لغيرِ الله سبحانه ؛ ومدة الصُّوم الكَبير تدوم على مدارِ ايام حياة الصَّابِئِي في هذهِ الدُّنيا
الفَانية .
الصُّوم الصَّغير
هو صُوم الجِسم عن المَلذاتِ الدّنيويّة والشّهوانيّة والحِسيّة ، والغْاية منه إخضاع
النّفس في البدنِ وترويضها على الإستغناءِ عن المُتعِ الدّنيويّة وعلى التّخلصِ من
الشّهواتِ الجَسدية وتدريبها على حياةِ الزّهد والسّيطرة على الغْرائزِ حباً للهِ وطاعة
له ورجاءاً لِجزائهِ ويقع الصُّوم الصّغير فريضة واجبة على الصَّابِئِينَ في ايامٍ مَعدوداتٍ
مجموعِها ستة وثلاثين يوماً موزعةً على مدارِ أشهر السّنة ، وتُسمىهذه الايام في
الدّيانةِ الصَّابِئِيَّة بِالإمسَاكاتِ الدّنيويّة ، وتقسم ايام الإمساكات السّتة والثّلاثين إلى
قِسمين اثنين:ـ أيام ثابتة واخرى مُتحركة .
الإمسَاكات الثّابتة سميت بذلك لان مواعيد ايامها ثابتة على تقويمِ سَنة الصَّابِئَة
الْمَنْدَائِيِّينَ كونها تحسب وتحدد حسب السّنة الشّمسيّة .
الامساكات المُتحركة سميت بذلك لانها متغيرة من عامٍ لآخر ذلك لان الايام
المُتحركة يتم تحديدها حسب السّنة القَمريّة التي تقل أيامها عن أيامِ السّنة الشّمسيّة
بأحد عشر يوماً تقريباً ، حيث يؤدي الصَّابِئُونَ فريضة صُوم الجَسم من خلالِ الإمساك
عن شهوتي البَطن والفَرج ، فيمسكون افواهم عن تناولِ ملذات الاطعمة والأشربة بما
فيها الامتِناع عن اكلِ وتناول جميع أنواع اللّحوم ومُشتقات المُنتجات الحَيوانيّة ، حيث
تُقسم أيام الصّوم الثابتة منها والمُتحركة الى أيام صيام ثقيلة وخفيفة حسب نوعية الأطعمة
المُباح اكلها خلال الإفطار ففي الأيام الثقيلة يكون الامتناع تاماً عن تناول اللحوم
والمُنتجات الحَيوانية بجميعِ اشكالها وفي الخفيفة يجوز فيها الإفطارمن خلال تناول الأسماك
وشرب الحَليب وتناول مشتقاته ويمتنعون في ايامِ الصّيام الصَّغير عن الجماعِ واقامةِ العِلاقات
الجِنسيّة الزّوجيّة ؛ وإلى جانبِ الصّيام عن الطّعامِ والشّراب والجِنس ، فالصَّابِئَة في هذهِ
الأيام يتوقفون عن إجراءِ بعض الطّقوس الكَبيرة والمُجهدة كالصِّباغة وتكريس رجال الدِّين
وطقوس الزّواج ؛ وتقع ايام الصُّوم الصَّغير
وذكر الصُّوم الصَّغير في آيات مُصْحَف جِنْزَا رَبَّا الْمُبَارَك كفريضة واجبة على المُؤمنين
وحذرت آيات الْمُصْحَف الْمُبَارَك من السّهوِ والتّغافل عن إداءِ فريضة الصِّيام في ايامهِ
المُحدده ، فإن مصير الذين لم يلتزموا بِفرضِ الله سبحانه وتعاليمه ووصاياه ، النّار
الحَارقة ، والذين اطاعوه ونفذوا امره وعملوا صالحاً فمصيرهم جناته النّورانيّة السّعيدة .