يقول أحد الشباب إنه عاش طفولته بين والدين لا تربطهما أية علاقة حب، أو
بمعنى أصح، لم تكن أفعالهما وتصرفاتهما تثبت ذلك، لذا، كان يشغل باله في
التفكير دائماً، أن هذا الجفاف العاطفي بين والديه، قد يكون بسبب الأخطاء
المتراكمة التي لا بد أن تكون كالملح قابلة للذوبان في بحر الحب العظيم ولكن
إن لم يكن هناك حب من الأساس، فكيف له بذلك؟.
يظن بعض الأزواج أن استمرار العلاقة الزوجية للمحافظة على مشاعر الأطفال
في ظل عدم التوافق والألفة، قد يحمي كيان الأسرة من الانهيار، ولكن الاستقرار
الظاهري، في ظل وفاة المشاعر العاطفية بين الزوجين، ينذر بنهايتها، وإن طال
عمر العلاقة الزوجية.
الطلاق الصامت يغزو الحياة الزوجية ويزيد من حجم المشاعر السلبية بين الزوجين
فيقدم صورة سلبية ومشوهة للأبناء عن الزواج، فالزوجان يمكن أن يبدوان أمام
المجتمع في صورة جيدة، بل ربما أكثر من جيدة، ولكن خلف الكواليس، تبدو كما
لو كانت حرباً باردة.«لا زواج دون بعض الخلافات، والتي يكون الصلح بعدها من
أجمل اللحظات.
للمحافظة على كيان الحياة الزوجية، لا بد من المصارحة والاعتراف في حال
وجود أي مشكلة والتواصل الفعال وعدم العصبية والعمل على فهم طبيعة شريك
الحياة، لأن الفهم هو بداية التفهم، ومن المهم الاعتراف بالخطأ، دون مكابرة
لتجنب الرواسب السلبية المتراكمة والحرص على عدم فتح الملفات القديمة التي
قد تحيي الخلافات، وتشعل المشاكل، وعدم السماح لأحد بالتدخل، إلا لو كان
شخصاً متخصصاً، من الممكن اللجوء إليه للاستشارة.
وفي أصعب الظروف، إن لم يتحقق الإصلاح، وزادت التوقعات المحطِمة بتكرار
قسوة الصمت والابتعاد فالطلاق الفعلي هو الحل الأنسب للزوجين وللأبناء مع
الاتفاق بين الزوجين، إكراماً للعشرة السابقة، وحرصاً على مصلحة الأبناء.