في رمضان ... لذة التراويح تُمتعنا وكثرة الركعات تُريحنا ومزيد السجدات يرفعنا
وطول الوقوف بين يدى الله يُنسينا دنيانا ومشاغلنا .
في رمضان ... صلاة القيام أثابكم الله كلمات كل يوم تتكرر فتدغدغ الآذان وتتحول
لأجمل ألحان.
في رمضان ... صفوف المصلين في التراويح تتزاحم والأكتاف تتلاحم والأقدام تلتصق
والخشوع يهيمن والرحمة تتنزل والجنة أمام الأعين تحضر ثم تتمايل .
في رمضان ... تستقر أعين المصلين موضع السجود وتسرح قلوبهم في تسبيحات
الله وتتثبت أيديهم فوق صدورهم وتتحول أرجلهم إلى أوتاد تصلى تأبى أن تخرج من
الصلاة بحالة فرح وسرور .
في رمضان ... يحرص الجميع أن يكمل التراويح حتى دعاء الإمام ليختم بها فيدعو
والناس تؤمّن ويرجو والناس من الله تطلب , والأيادى تُرفع والأكف تتعانق وما أن
ينتهى من الدعاء حتى يستشعر المصلون أن دعواتهم قاب قوسين أو أدنى من الإستجابة
وأن السماء قد إنفتحت على مصراعيها .
في رمضان ... شعور وإستشعار برحمات الله .. بمغفرته .. برضاه .. يسيطر على
الروح
في رمضان .. إحساس غريب وثقة غالية تدبّ في النفس كل ليلة بأن الله قد أعتق
الرقبة وغفر الذنب .
في رمضان ... تجدك تتلمس النجاح وتتوسم في ربك النجاة من نيرانه ومن عذابه
ومن خزيه.
في رمضان ... تتعايش روحك مع مقاصد التقوى وتصعد روحك في مراتب علوية
سماوية .
. في رمضان .. تتحول البيوت إلى جنان ورياحين تفوح منها طبائع جديدة جميلة
تتمنى الدنيا كلها أن تعمُر هذه الطبائع وتلكم الروح البيوت على الدوام طول العام
فترقّ المشاعر وتتآلف القلوب وتكثر البسمات ويلين الجانب ويحسن التعامل بين أفراد
منظومة هامة تنطلق منها حياة جديدة برونق ذو مذاق ربما يكون غير مألوف من ذى
قبل .. فتَحُلُ السعادة .
في رمضان ... تستلهم البيوت ذكر ربها وقراءة القرآن فتتحول إلى خلايا تنبعث
منها شعاعات السكينة على الدوام .. فتنصرف منها الشياطين وتسكن بدلا منها
الملائكة السماويين فتتغير النفوس وتلين .
في رمضان ... تستلهم البيوت حُبّها للنبى وتحاول الإقتداء به في إفطاره وفي
سحوره فتحظى بأجر الإهتداء وشرف الإقتداء .. فتقترب بذلك خطوات وخطوات
نحو شفاعة سيد الخلق والبريات .
في رمضان ... تجتهد الزوجة في إعداد إفطار وسحور للزوج والأبناء يتقون به
جوع النهار فتنال بذلك شرف الخدمة وجميل الأجر .. فتملك قلب زوجها وألفة
وطاعة أبنائها فتعزف بذلك البيوت سيمفونية رائعة من القيم الرائعة .